لا يا طاوسي، المنتخب المغربي يعيش فعلا مرحلة الانهيار.

فوجئت وأنا أتابع تصريحات الناخب الوطني رشيد الطاوسي على هامش حضوره في ملتقى الاتحاد الافريقي لكرة القدم المنعقد مؤخرا بالقاهرة ،وهو يتحدث لوسائل الإعلام في معرض جوابه على سؤال يهم المنتخب الوطني لكرة القدم،فلو تحدث الرجل بنبرة أسف على ما حصل للمنتخب وقدم بالتالي تشخيصا لواقع الحال لهان الأمر،وتقبلنا ذلك بكل روح رياضية،أما وإن يعمد إلى مغالطة الرأي العام الرياضي،والذي يعلم حقيقة الأمور ،فهذا لعمري ليس من شيمة مدرب يحمل شواهد عالمية وله تجربة لايستهان بها داخل الحقل الرياضي.فكيف سيثق الشارع الرياضي بمدرب وطني يقول إن المنتخب لازال لم يصل إلى مرحلة الانهيار؟ وذلك بعد كل الهزائم المتتالية وأمام منتخبات مغمورة،أليس هذا انهيار يا مدربنا؟فهل ينتظر الطاوسي حصول نكسة أخرى عام 2015 حينما يستضيف المغرب الكأس القارية ليقول للمغاربة الآن انهار منتخبكم.خاصة وأن كل المؤشرات تدل على ذلك،ما دام العمل القاعدي هو الآخر غائب،وإلا كيف نفسر سقوط المنتخبات الصغرى الواحد تلو الآخربدءا بمنتخب الفتيان ومرورا بمنتخب الشباب وصولا إلى المنتخب الأولمبي،حيث لم تحصل هذه المنتخبات على أي لقب قاري هذه مدة من الزمن.وإذا كان المغرب يتوفر على مدرب يوزع الوهم على الرياضيين ويراهن على السراب،فماذا عسانا ننتظر من نتائج؟

ففي الوقت الذي خطت فيه الدول الإفريقية أشواطا رياضية مهمة،وحسنت من مراتبها عالميا،وفي الوقت كذلك الذي تتوفرفيه جل دول العالم على منتخبات جاهزة في كل وقت،إذ يكفيها تجمع لمدة ثلاثة أيام لحصول الانسجام التام بين جميع مكونات منتخباتها،ها نحن مع الأسف الشديد نراهن على الصدف التاريخية،وننتظر أن يجود الزمان علينا بمنتخب جاهز،وأنى لنا ذلك،في زماننا هذا الذي لايعترف إلا بما هو مؤسس علميا.