الاسلام دين الرحمة ,ومن انكر ذلك خسر الدارين
لا أحد يستطيع مهما بلغت عداوته وتحامله على الاسلام أن ينكر ان هذا الدين هو دين الرحمة والاخاء والمودة,وما انزل الله هذا الدين عبثا بقدر ما كان يريد لعباده الرحمة في كل شيء.ولاجل ذلك انعم الله على بني ادم بنعم لا تعد ولا تحصى,لم ينعم بمثلها على المخلوقات الاخرى,بل سخر هذه المخلوقات لخدمة الانسان وتوفير راحته,ومن بين النعم العظمى والتي انعم الله بها على الانسان هي نعمة العقل,ليستطيع بواسطتها التفريق بين الصالح والطالح من الامور,ويستعملها في استقبال شرائع الله واحكامه ,طاعة له.
وبما ان الانسان انكر هذه النعم,وتجبر على الاوامر الالاهية بالفسوق والطغيان,ارسل الله رسله بالهدى عبر الازمان والعصور لتذكير الانسان بشرع الله وينذره بعذاب اليم ان تمادى في فسوقه وطغيانه,وفي ان الوقت يبشره بجزاء عظيم ان احسن الطاعة والعبادة.
قال تعالى: »وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون »
وبما ان الله رحيم بالعباد فان هذه الرحمة تتجلى في ارسال الاف الرسل مبشرين ومنذرين,ليختار الانسان احد المصيرين ,ويحكم عقله وجوارحه في هذا الاختيار,فاما جنة عرضها السماوات والارض,او نارا وقودها الناس والحجارة.
ولم تقتصر الرحمة الربانية بين الخالق ومخلوقاته,بل جاءت الشرائع لتجسد هذه الرحمة بين الناس,وهي احدى لبنات العلاقات الانسانية,فاوصى الله بالفقير والمعوز والضعيف والمراة واليتيم,وقد وسع علمه كل شيء,لانه سبحانه يعلم ان من اوصى بهم خيرا هم في حاجة الى رحمة الانسان,وفي نفس الوقت هو اختبار لشريحة من البشر,هل هي متمسكة باوامر الله جل في علاه.
غير ان الانسان حاد عن قاعدة التراحم,فبدل الرحمة قسوة,والتواضع كبرا,والايثار انانية ,والعدل ظلما وهلم جرا.
ولو التزم الانسان باوامر الخالق,وجسدها في علاقته مع الاخرين لما راينا في المجتمعات ما يعكر صفوها قطعا.
واذا رجعنا الى بعض النواهي التي حرمها الله على العباد,فاننا نقف على هذه الرحمة المنشودة,فتحريم الزنا مثلا هو رحمة للعباد من امراض فتاكة,وتحريم الخمر,هو رحمة للعالمين من استفحال الجريمة,وتحريم القمار هو رافة بالعباد من الامراض النفسية,والتفكك الاسري.ولو كان فيها مثقال ذرة من الخير تجاه الانسان لما حرمها الله اطلاقا.
ان الانسان يرى هذه الامور تقع امام اعينه في كل لحظة,فيتجنبها العقلاء رحمة بانفسهم,لكن هناك من لا يكترث فينغمس في رذائلها متناسيا انه اختار ذاتيا مصير العذاب ,بل خسر دنياه واخراه.قال تعالى:
والعصر ان الانسان لفي خسر,الا الذين امنوا وعملوا الصالحات ,وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
صدق الله العظيم
Aucun commentaire