كم من أموال تصرف في هذه الملتقيات،،،،؟؟؟
كم من ندوة وكم من لقاء ومؤتمر ينظم كل يوم وكل أسبوع وكل شهر وكل سنة، وكم من توصية تصدرها هذه الملتقيات ،،،،وكم من أموال تصرف في هذه الملتقيات،،،،؟؟؟ فكم ياترى من فكرة رأت النور، وكم من أفكار جيدة أقبرت،،، ولماذا أقبرت،،؟؟
أليس من الأولى أن تصرف هذه الأموال، وهي بكل تأكيد من خزينة الشعب ، في وجوه هي أجدر وأحق بأن تصرف فيها:
• على فقراء ما زالوا يعانون الأمرين ولا يجدون ما يسد رمقهم ويشبع جوعهم؟
• وعلى أفراد شعب ما زالوا لا يجدون المأوى الذي يليق بآدميتهم وكرامتهم؟
• وعلى مواطنين لا يجدون في بلادهم مرافق العلاج الصالحة، فيضطرون لتكبد المشاق والتكاليف الباهظة لتدبير السفر للعلاج
• وعلى مواطنين، حتى داخل المدن الكبرى والرئيسة، ما زالوا لا يجدون الماء
الصالح للشرب، فيضطرون لتسوله أو شرائه بالمال؟
• وعلى مواطنين يعيشون وسط البرك والمستنقعات الناشئة عن تسرب مياه المجاري، بسبب انعدام أو تلف مرافق الصرف الصحي؟
• وعلى مواطنين باتوا يركضون وراء الأسعار التي تصعد باستمرار، وباتوا يوشكون أن يعجزوا حتى عن شراء قنينة زيت الطبخ وعلبة الشاي، وقد يعجزون عما قريب حتى عن شراء رغيف الخبز؟
• وعلى الشباب الذي لا يجد فرصة العمل، ويعاني المرارات من بقائه عالة على أبويه أو إخوته وعلى المجتمع، ناهيك عن انسداد آفاق الحياة الكريمة والمستقبل أمامه؟
• وعلى المحسوبين موظفين في الإدارة العامة، وتمارس عليهم هذه الإدارة أبشع ممارسات التضييق والعرقلة، لحرمانهم حتى من الزيادات المرتبات؟
والمجال لا يتسع للتطرق لباقي التفاصيل الصغيرة التي يعرفها ويعيشها الناس في واقعهم المرير، ولا يملكون أنفسهم من الشعور بالغضب والسخط وعدم الرضا حين يشاهدون بأعينهم كيف تصرف الملايين على لقاء تلقى فيه خطب، يمكن للجميع أن يستمعوا إليها من خلال شاشة التلفاز في بيوتهم، أو على مقدمة برامج ، تحضر لكي تقدم فقرات حفل غنائي، أو على مغن إنجليزي يستأجر للقدوم خصيصاً من بريطانيا العظمى. ويقولون ومعهم الحق: ألسنا نحن وأبناؤنا وشيوخنا ومرضانا أولى بهذه الأموال؟ فكم يمكن أن تسد لنا هذه الأموال من خلل، أو تقضي من حاجة؟
إننا نشاهد ما يحدث حولنا في العالم، ويأخذنا العجب حين نجد أن زعماء الدول الكبرى في العالم المتحضر لا يجدون حاجة، وليس لهم صلاحية حتى لو وجدوا الحاجة في نفوسهم، إلى صرف الأموال لحشد مواطنين كي يلقي أمامهم الزعيم كلمة أو خطاباً. ونجدهم يكتفون بمؤتمر صحفي يحضره عدد محدود من الصحفيين الذين تتمثل مهمتهم لا في الاستماع إلى ما يقال، ولكن في نقل تساؤلات الناس واستفساراتهم ووجهات نظرهم إلى اي مسؤول لكي يجيب عنها أو يشرحها أو يرد عليها.
فهل نخصص الميزانية التي قد تكون معدة للصرف على الملتقيات لكي تصرف على مشروعات محددة، له أن يختارها من بين آلاف المشاريع التي تحتاجها البلاد ويحتاجها الناس، أو تصرف في شكل إعانات للفقراء والمساكين، من المتعيشين على معاشات الضمان الاجتماعي ونزلاء المصحات النفسية، ودور رعاية المسنين والمعاقين والأيتام,فرص العمل للشباب.
بنعلي عبدالرحيم
abderrahim_smc@hotmail.com
Aucun commentaire