Home»National»ويل لمن كان للخائنين خصيما ولا نامت عينه

ويل لمن كان للخائنين خصيما ولا نامت عينه

0
Shares
PinterestGoogle+

ويل لمن كان للخائنين خصيما  ولا نامت عينه

محمد شركي

يقول الله عز وجل في محكم التنزيل وهو أصدق القائلين : (( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ها أنتم هؤلاء جادلتهم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله  يجد الله غفورا رحيما ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا )).  صدق الله العظيم  ،هذا كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه يحذر الأكياس العقلاء الذين يخشون سوء العاقبة وسوء المصير يوم يصيرون إليه كما جاءوا إلى هذه الدنيا حفاة عراة لا تنفعهم أموالهم ولا أولادهم ولا عشيرتهم ولا مناصبهم ولا خيانتهم  . والله تعالى وعبر رسوله صلى الله عليه وسلم  نبه الخلق إلى الحكم بالحق ، ولا يتحقق الحق إلا بما أنزل الحق سبحانه للخلق وما شرع لهم وما بينه  لرسوله صلى الله عليه وسلم . والحكم  بغير الحق خيانة  ، والدفاع عن الخيانة أمر نهى عنه الله عز وجل ، كما نهى عن الجدال عن الخونة لأنه يمقتهم ويعتبر خيانتهم إثما . والخونة في كل الآفاق  يحرصون على إخفاء إثمهم على الناس من خلال الظهور بمظاهر الصلاح والإصلاح وهم فاسدون مفسدون  ، ولا يبالون  بعلم الله عز وجل  بإثمهم وفسادهم  وخيانتهم كما  يبالون بعلم الخلق به .واستخفاء الخونة من الناس  يجعلهم يبيتون ما لا يرضي الله عز وجل من قول الزور والكذب  والمراوغة  واللف والدوران مع أن الله عز وجل يحيط علما بما يبيتون . ويتوجه الله عز وجل بالخطاب المفحم للذين  يجادلون عن الخونة جدال دفاع مخاصمين عنهم  بالباطل بأن جدالهم يمضي كمضي  الحياة الدنيا وسرابها الزائل ، ولا  ينفعهم في الآخرة ، ولا يجرؤ أحد على أن يجعل نفسه عليهم وكيلا كما يفعل في الدنيا مستغلا كون هذه الدنيا مرحلة اختبار أمهل الله تعالى الخلق خلالها لأنهم مسؤولون عنها يوم الوقوف بين يدي قيوم القيامة . ومع أن الله عز وجل  أعطى  المسيئين الظالمي أنفسهم فرصة التوبة عن طريق الاستغفار، فإنه أقنعهم بأن اكتساب الإثم إنما يعود بالسوء على من اكتسبه لعلم الله تعالى  به . وحذر الله تعالى اكتساب  الإثم  والخطيئة  مع تلفيقها للأبرياء، وهو الإثم المبين والبهتان العظيم . والمثير للانتباه في قول الله عز وجل هو النهي عن  الدفاع عن الخيانة مهما كانت . والخيانة  إذا ذكرت استحضرت الأمانة ، والأمانة لها معنى كبير فهي  مسؤولية .وعليه فكل من ولي مسؤولية من المسؤوليات  كانت في عنقه أمانة تستوجب  الحفظ ، ومن ضيعها  كان خائنا  بقدر ما ضيع منها . ومن ضيع الأمانة والتمس الأعذار لنفسه أو لغيره ممن ضيع الأمانة فهو في حكم المخاصم والمدافع عن الخيانة ، والمعرض نفسه  لمقت الله عز وجل  الذي لا يحب من كان خوانا أثيما . ودأب  المقصرين في أداء الأمانة مهما كانت أنهم  يخفون عن الناس تقصيرهم ويبيتون القول الكاذب أو قول الزور بما في ذلك الفخر الكاذب والإدعاء الباطل الذي  يجعلهم حسب اعتقادهم في أعين الناس أهل أمانة  وصلاح ، وهم في الحقيقة  خونة  ومفسدون يختانون أنفسهم قبل خيانة غيرهم . وقد ينفعهم جدال من يجادل عنهم في الدنيا إلا أنهم  يعدمون من يجادل عنهم يوم القيامة أو من  يكون عليهم وكيلا إذ لا يستطيع  أحد أن  يكون عليهم وكيلا وهم خونة قد أحاط الله علما بخيانتهم . وأفظع الجرم والإثم هو  أن  يمارس الخونة خيانتهم فيخفونها عن الناس عن طريق القول المبيت وهو التمويه  مقابل اتهام من  يكتشف  خيانتهم ، ويحاولون  اعتبار اكتشاف خيانتهم جرما  يرمى به الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى فضح الخيانة والفساد ، وبهذا  يمارس البهتان  والإثم المبين بشكل فظيع حين  يرتكب الخونة  الجرم مرتين : مرة عندما يخونون ، ومرة عندما  يحاولون إيذاء من يفضحهم افتراء عليه من أجل التمويه على خيانتهم  المكشوفة . هذا كلام وجهته للعقلاء الأكياس ،وأنا على  يقين من أنه سيقلق كل من له صلة بالخيانة والفساد ، فلا نامت أعين الخونة والفاسدين  المفسدين  ، ولا نامت أعين من  يكون لهم خصيما .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *