Home»National»ردا على الأخ عالم اختلاف البضاعة لا يفسد السوق وإنما يفسدها فساد ود الباعة

ردا على الأخ عالم اختلاف البضاعة لا يفسد السوق وإنما يفسدها فساد ود الباعة

0
Shares
PinterestGoogle+

ردا على الأخ عالم اختلاف البضاعة لا يفسد السوق وإنما يفسدها فساد ود الباعة

محمد شركي

بدأة ذي بدء أعبر عن إعجابي الكبير بيراع أخي الفاضل الأستاذ المحترم السيد محمد عالم  الذي أعتبره قيمة مضافة ثمينة لهذا الموقع العنكبوتي وغيره من المواقع ، كما أعتبر أسواقه الإبداعية الطريفة أسلوبا رائدا في الكتابة النقدية الاجتماعية والتربوية  والأخلاقية ، وهي كتابة تذكرنا بأسلوب عبد الله بن المقفع  صاحب كليلة ودمنة الذي قدم نقدا اجتماعيا راقيا  في شكل حكم فلسفية على لسان الحيوانات التي أنطقها بذكائه الخارق. فالأستاذ محمد عالم أيضا وظف السوق وهي الحيز الجغرافي الأخرس لمعالجة قضايا اجتماعية وتربوية وحتى فلسفية وأخلاقية ، وجعل من هذا الحيز الخاص بالاستهلاك المادي المحض إلى حيز استهلاك فكري ، وما أحوج إنسان هذا العصر إلى  التسوق من السوق الفكرية  كما كان الحال في سوق عكاظ . وبعد ذلك أثمن غاليا وعاليا  ما جاء في مقاله الذي تضمن الإشارة إلي وإلى الأستاذين الفاضلين السيد رمضان مصباح الإدريسي والسيد الطيب زايد . وأنا أقدر تقديرا كبيرا مشاعر أخينا السيد محمد عالم تجاهنا ،كما أقدر قلقه مما عبر عنه بحادثة تواصل بلاغي أو لغوي بين ثلاثة أقلام  يعتبرها  وازنة مجاملة منه أشكره عليها وأظن  شخصيا أن مجاملته تخجل قلمي المتواضع  الذي لا يخلو من زلات وهفوات أسأل من علم الإنسان بالقلم علمه ما لم يعلم  أن يغفرها يوم أصير حيث  يصير كل الورى. وحتى لا أخرج عن سوق أخي  الذي لم تلده لي أمي أقول إن اختلاف البضاعة لا يفسد السوق ، وإنما الذي يفسدها فساد ود الباعة . ألا ترى أخي أحيانا في السوق الحقيقية باعة  يتبادلون الشتائم فيما بينهم  وربما تبادلوا اللكمات ، وربما أشهر بعضهم على بعض أسلحة بيضاء أو عصي أو حتى قطع المعدن التي يستعملونها في كيلهم لا لفساد بضاعتهم  ولكن لفساد ودهم . فكذلك قد يحدث في السوق الفكرية أن  يفسد الود بين  باعة الفكرـ إن صح أن نسميهم كذلك ـ وربما كان ذلك  بسبب تنافس كما يحدث بين باعة سوق البضاعة المادية أو بسبب مزايدة أو غير ذلك مما يحدث عادة  في السوق من مشاكسات . فما حدث في سوق هذا الموقع العنكبوتي  مجرد سجال  فكري  بين وجهتي نظر مختلفتين اختلاف تناقض في شأن حادثة اغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد رحمه الله تعالى حيث قدم الأخ مصباح بضاعة لا تزيد عن اتهام طرف  واحد هو حزب النهضة الإسلامي ، في حين قدمت بضاعة أخرى تفترض اتهام عدة جهات باعتبار الظرف الذي يمر به القطر التونسي والعالم العربي برمته بعد ربيعه حيث طفا على السطح صراع إيديولوجي قديم بين  التيارات السياسية الإسلامية  من جهة ، والتيارات السياسية العلمانية والليبرالية من جهة أخرى . وهو صراع مقبول  ومعقول إلا أن غير المقبول  وغير المعقول هو أن  تحتكم هذه التيارات إلى صناديق اللعبة الديمقراطية ،فتفوز التيارات الإسلامية هذه المرة كما كانت تفوز من قبل  التيارات الليبرالية والعلمانية ، ولكن لا تقبل هذه الأخيرة فوز منافستها الإسلامية فتلجأ إلى كل الأساليب لإفشالها بما في ذلك الأساليب غير الأخلاقية وغير الحضارية من قبيل  اتهامها بممارسة الجريمة السياسية مع أنها هي الفائزة، كل ذلك من أجل الإجهاز على فوزها . وغير معقول ولا  مقبول أيضا أن تجيز وجهة نظر ما لنفسها  الاستنقاص من غيرها  لمجرد أنها تختلف معها . فكما أن وجهة النظر العلمانية أو الليبرالية لا تقبل التشكيك في ليبراليتها أو علمانيتها ، فكذلك وجهة النظر الإسلامية لا تقبل ذلك . فلا يحق لمن كان هواه ليبراليا أو علمانيا أن يزعم  حسن فهمه للإسلام مقابل اتهام الإسلامي بسوء فهمه له بل وبسوء استغلاله . ولا يعقل في منطق الفكر أن  يتعالى فكر على آخر عن طريق احتقاره أو الاستخفاف منه ووصفه بأشنع وأفظع النعوت والصفات  . وأعود إلى أخي الأستاذ عالم لأؤكد له أن اختلاف البضاعة في سوق الفكر أمر طبيعي جدا ،ولكن غير الطبيعي  هو أن يفسد ود الباعة خصوصا عندما يريد كل واحد منهم تسويق  بضاعته  على حساب بضاعة الآخر مع وجود اختلاف بين البضاعة خاصة البضاعة الفكرية المحكومة بخلفيات عقدية متباينة بالضرورة . ولعلم الأخ عالم أنني لست أنا الذي اتصل بجومرد السوق  الأستاذ قدوري الحسين للتهديد  بعدم  ولوج السوق ما دام فيها غيري بل الأستاذ مصباح هو الذي فعل ، وقد أسفت شديد الأسف لذلك لأنني كنت أظنه  صاحب نفس طويل في الجدال والمناقشة الجادة ، ولم يخطر ببالي أبدا أن  يصده عن  سوق الكتابة على هذا الموقع  اختلافي معه في وجهة نظر مع أن  شعار الكتابة هو:  »  قل يا أيها الكتاب  لا أكتب ما تكتبون  ولا أنتم كاتبون ما أكتب  ولا أنا كاتب ما كتبتم ولا أنتم كاتبون ما أكتب لكم رأيكم  ولي رأيي « . ولقد ظنني الأستاذ رمضان من هيئة التحرير ، وبعض الظن لا يصيب لأنني مجرد قلم من أقلام هذا الموقع غير أني  أكثر الكتابة لأنها هوايتي المفضلة كما يهوى غيري هوايات  أخرى ،فيكون للناس فيه رأي لمجرد إكثاره مما يهوى . وأريد في الأخير أن يطمئن أخي الفاضل الأستاذ عالم بأنني إلى جانب ما ابتليت به من جرأة وصراحة تثير غضب الناس علي غالبا  لست بصاحب قلب يضمر العداوة والبغضاء لأحد من ولد آدم  وهم إخوة لأن شحنة البغضاء في قلبي  جعلتها حكرا على المخلوق الشرير إبليس اللعين الذي كان سببا في خروج أبينا  وخروجنا جميعا من الجنة التي لم يكن فيها لغو ولا تأثيم  على غرار لغو هذه الدنيا الزائلة زوال السراب بقيعة ، والذي يخدع الظمآن ، فيطلبه  ولا يجده شيئا ويجد الله عز وجل عنده فيوفيه حسابه . وشكر الله تعالى سعي أخي الفاضل السيد عالم محمد الذي عبر بصدق عن تقديره لأخوة إخوته ، وأسأل الله عز وجل أن يجعل أخوتنا خالصة لوجهه الكريم .    

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *