حدثتنا كتب التاريخ عن عظمة الرجال,حتى خلنا ان هذه العظمة اقتصرت على صنف الرجال من دون ربات الحجال.والحقيقة أن هناك من النساء من بلغ ذروة العظمة,في الصبر والطهر والتضحية والفطنة,فاذاتناولنا موضوع الصبر مثلا,هاهي عائشة ام المؤمنين تضرب لنا اروع الامثال,حين رماها الجاهلون بافك عظيم,فواجهت غضبة النبي بصبر خارق للعادة,وجابهت عتاب والدها الصديق,واوكلت امر بلوتها لرب  العرش العظيم,حتى جاءتها البراءة من فوق سبع سماوات,براءة دحضت افك الجاهلين,وفندت كذب الكاذبين,واسقطت كلاما جارحا في حق نفس طاهرة وأم للمؤمنين.

واذا كانت عائشة رضي الله عنها قد اعطت مثالا راقيا في الصبر,فهاهي مريم العذراء بدورها تعطي اروع الامثال في العفة والطهر,يتجلى ذلك في ردها على روح القدس حين اخبرها انه  سيهب لها غلاما زكيا,قائلة انى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم اك بغيا.انها قمة العفة وحماية النفس من الزلات,وكبح جماعها من الموبقات.

ولا تقتصر التضحية على صنوف الرجال اطلاقا,فقد ضربت أم سيدنا موسى لنا مثلا راقيا في التضحية ,حين خيرها الله في كتابه العزيز بين امرين,قامت باحدهما فألقت بجنينها في اليم خوفا من بطش فرعون,ولعل الايات التي سبقت هذه التضحية,كانت سبيلا اليها,حيث امرها الله بأمرين,ونهاها عن نهيين,وبشرها ببشريين.قال تعالى:وأوحينا الى أم موسى أن ارضعيه فاذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه اليه وجاعلوه من المرسلين.صدق الله العظيم

لقد اختارت أم موسى من الامرين  القاء جنينها في اليم,وهو دليل على اروع تضحية في التاريخ,وهل من السهل على أم مهما كانت ان تلقي فلذة كبدها في لجة اليم؟ ولم تخف ولم تحزن طاعة لله جل في علاه,فحقق المولى لها البشريين تباعا,حيث رده اليها بعد أن حرم عليه المراضع,وجعله رسولا طاهرا من المرسلين.

فكان عليه السلام سببا في دك عرش فرعون,واجتثاث طاغوت فسق في الارض وعلا على المستضعفين.

وهذه زينب النفزاوية,تجعل من زوجها ملكا,بفعل ذكائها وخطتها,حيث أمرت زوجها يوسف بن تاشفين بعدم النزول من صهوة جواده حين يلتقي جيشه بجيش ابن عمه,لانه ان فعل فهو اعتراف لابن عمه باحقيته في الملك,فكان ذكاؤها وفطنتها سبيلا الى جعل زوجها في مركز القيادة,فحكم مشارق الارض ومغاربها,وجعلت منه بطلا في موقعة الزلاقة.

هذه بعض النماذج من النسوة اللائي بلغن ذروة العظمة وما اكثرهن,رغم التضييق الذي طال المراة في بعض حقب التاريخ.