Home»National»من لا يدرك مدهم أو نصيفهم بمثل جبل أحد ذهبا لا يمكن أن يتعاظمهم أحد

من لا يدرك مدهم أو نصيفهم بمثل جبل أحد ذهبا لا يمكن أن يتعاظمهم أحد

0
Shares
PinterestGoogle+

من لا يدرك مدهم أو نصيفهم بمثل جبل أحد ذهبا  لا يمكن أن يتعاظمهم  أحد

محمد شركي

العظمة المطلقة لله جل جلاله ، وينشد البشر منذ كانوا العظمة النسبية ، ويطلبونها بشتى السبل  ، ويختلفون فيها كثير اختلاف . والعظمة النسبية البشرية الحقيقية هي ما كانت ذات صلة بعظمة الله عز وجل المطلقة . وأفضل نموذج للعظمة البشرية عظمة رسل وأنبياء الله صلواته وسلامه عليهم ، وعلى رأس هذه العظمة عظمة سيد المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . وتليها عظمة صحابته رضوان الله عليهم أجمعين . ومن السفاهة أن  يتعاظم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض مدعي المشيخة والإرشاد المحسوبين على الإسلام ،وما هم سوى متعاظيمن أو مستعظمين  يطلبون عظمة لا تنبغي لهم ولا يستطيعونها . ومما جاء من شواهد على عظمة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  قول المعصوم : » لا تسبوا أصحابي ، لا تسبوا أصحاب ، فوالذي  نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه  » لقد كان من المفروض بعد هذا الحديث ألا  يتعاظم أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يستعظم أو يطلب  عظمة ما دامت عظمتهم لا تدرك أو مستحيلة كما  يستحيل أن يدرك مثل جبل أحد ذهبا مدا أو نصيفا. والغريب أن نجد طوائف من المحسوبين على الإسلام يعظمون بعض شيوخهم أو مرشديهم فوق  تعظيم الصحابة رضوان الله عليهم إلى درجة يتحول فيها أتباع ومريدي هؤلاء الشيوخ والمرشدين إلى معظمين لهم لا يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا صحابته رضوان الله عليهم كما يذكرون شيوخهم ومرشديهم ، ويبالغون في  تمجيدهم وذكر أحوالهم  ، ويرفعون أقدارهم فوق أقدار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  دون حياء أو خجل أو وخزة ضمير. وقد يفترون أنواعا من الكذب المكشوف من أجل  تعظيم من لا يحق له التعظيم من قبيل ادعاء نهل بعض الشيوخ والمرشدين مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم  مع أنهم لم يصحبوه ولما يصاحبوه . ومما  يفترى قولهم إن فلانا أو فلتانا من الشيوخ  يأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعندما  يسأل أصحاب هذه الفرية المكشوفة عن طريق أخذ هؤلاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال إنهم يأخذون عنه عن طريق الرؤى والأحلام ، علما بأن أخذ الصحابة عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم لم يكن عن طريق الرؤى والأحلام بل كان عن طريق الحقيقة  معاينة ومشافهة . وغريب أمر من  يعظم من يزعم الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق الخيال والوهم والحلم  ، ولا يعظم في المقابل من  أخذ حقيقة عنه . وربما يكون  أصحاب الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيالا لا حقيقة  ممن يصيبون أنواع من الأطعمة التي  تفعل خمائرها في أدمغتهم فعلها بأضغاث الأحلام ، فيصبحون وهم يقصون على السذج والعوام أضغاث أحلامهم مستخفين بعقولهم طمعا في التعظيم فيزيد المغفلون  كذبا نفخا ومبالغة في هذه الأضغاث ، فتنشأ عنها أساطير الكرامات التي تسيل لعاب الطامعين في سرابها . وقد يزعم الشيوخ والمرشدون من طلاب  العظمة أنهم يقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم  وبصحابته الكرام  فتكذبهم أحوالهم حيث  يصرفون رعاعهم وسوقتهم عن  الاهتمام  بالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وصحابته الغر الميامين رضوان الله عليهم . ولو صدق هؤلاء الشيوخ  والمرشدين  في ادعاء الاقتداء بالرسول  لصرفوا الرعاع والسوقة عن تعظيمهم  ولكنهم لا يفعلون ،بل  ينتشون بالتعظيم الكاذب طمعا في الشهرة أو حتى طمعا في عرض الدنيا الزائل ، ويقايضون آخرتهم بدنياهم . وأما عظمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  فدليلها من القرآن الكريم قوله تعالى : (( محمد رسول الله  والذين معه أشداء على الكفار رحماء  بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما )) . ففي هذا النص القرآني ثبتت العظمة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  قبل أن يخلقوا بقرون وذلك عندما ورد مثلهم في التوراة والإنجيل المنزلين بزمن معتبر قبل القرآن الكريم . فأما وصفهم في التوراة فيتعلق بعبادتهم  العبادة الحقيقية  التي أخذوها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة  اقتداء دون زيادة أو نقصان ، وكل من ادعى أنه أعبد منهم كذبه حديث  المد والنصيف . وأما وصفهم في الإنجيل ، فيتعلق ببركتهم  حيث  كانت على سبيل المثال لا الحصر فئتهم  القليلة في الغزو تغلب  الفئة الكثيرة بإذن الله عز وجل  كما كان الحال في غزوة بدرالكبرى ، وذلك مثل  الزرع  الذي أخرج شطأه فآزاره فاستغلظ فاستوى على السوق . وفي نفس الوقت  يتضمن هذا النص القرآني شهادة الله عز وجل فيهم بأنهم آمنوا  وعملوا الصالحات اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم  ، ولذلك ظفروا بالمغفرة والأجر العظيم . ومع وجود هذه الشهادة الإلهية فيهم ، والتي لا يطعن فيها إلا فاسق يوجد فساق  يروجون التهم حول صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تكذيبا لقول الله تعالى : ((  وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ))  فيصير الصحابة المغفور لهم موضوع اتهام وتجريح عند هؤلاء السفهاء والفساق . وأما الأدلة على عظمتهم من الحديث  فكثيرة منها حديث المد والنصيف  الذي لا يدركهما مثل جبل أحد ذهبا إلى جانب أحاديث أخرى  نذكر منها قوله صلى الله عليه وسلم : «   يأتي على الناس زمان يبعث منهم البعث فيقولون انظروا هل تجدون فيكم أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فيوجد الرجل ، فيفتح لهم به ، ثم  يبعث البعث الثاني ، فيقولون : هل  فيهم من رأى أصحاب النبي  صلى الله عليه وسلم ؟  فيفتح لهم به  ، ثم يبعث البعث الثالث  ، فيقال : انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى  أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فيوجد الرجل ، فيفتح لهم به ، ثم يكون البعث الرابع فيقال : انظروا هل ترون فيهم أحد رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فيوجد الرجل ،فيفتح لهم به ». إنها عظمة الفتح والنصر حيث كانت الجيوش  الغازية في سبيل الله عز وجل  يفتح عليها  بالصحابة أو بمن رآهم  أو رأى أحدا رآهم أو رأى أحدا رأى من رآهم ، وهذا أيضا يلحق  بوصفهم  مثل الزرع الوارد في الإنجيل بركة ويمنا . وأخيرا من السفاهة  أن يتعاظم هؤلاء الصحابة العظام من لم  يرهم ولم يرى من رآهم ولا حتى سمع بهم  قرونا طويلة  من الشيوخ والمرشدين المنتشين بمدح الرعاع والسوقة  الكاذب لعظمتهم الزائفة المثيرة للسخرية والشفقة في نفس الوقت . أما الذين يسبون الصحابة من الفساق  فلا اعتبار لسبهم فهم كما قال الشاعر :

كناطح صخرة يوما ليوهنها //// فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *