Home»International»هل كان بالإمكان أن تحدث كل هذه الضحة الإعلامية لو كان الأربعون العائدون من غزة هاشم من غير حزب المصباح ؟؟؟

هل كان بالإمكان أن تحدث كل هذه الضحة الإعلامية لو كان الأربعون العائدون من غزة هاشم من غير حزب المصباح ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

هل كان بالإمكان أن تحدث كل هذه الضحة الإعلامية لو كان الأربعون العائدون من غزة هاشم من غير حزب المصباح ؟؟؟

محمد شركي

تابعت ما نشرت وسائل الإعلام عن قضية البرلمانيين من حزب المصباح العائدين من غزة هاشم  ، وما حصل  على متن الطائرة التي أقلتهم من قاهرة المعز إلى بيضاء المحيط ،  ولاحظت أن الأمر لا يعدو اقتناص المنتقدين لهؤلاء البرلمانيين فرصة من أجل التعبير عن الخلاف معهم الذي ربما أخفى كراهية وحقدا لا يعلمهما إلا الذي يعلم ما تخفي الصدور. ولم يشفع لهؤلاء البرلمانيين  أنهم  رحلوا من أجل غزة التي  يتغزل بها العرب  والعجم على حد سواء، ولكنهم يختلفون في غزلهم عندما  يصلها  بعضهم وصلا ماديا  ومعنويا ، ويكتفي البعض الآخر بالغزل والوصل المعنوي الذي لا يوقد مصباحا ، ولا يضمد جرحا ، ولا يوفر رغيفا . وتساءل البعض من أين جاء البرلمانيون  بالمال  من أجل الذهاب إلى غزة ؟  والأمر ههنا لا يتعلق بمجرد سؤال بريء ، بل هو اتهام صريح بأنهم قد استغلوا نفوذهم الحزبي  من أجل السطو على المال العام مع انعدام البينة، و لم يبق إلا مطالبتهم باليمين في محراب مسجد مع نسخ القرآن الكريم في أيديهم ليكون القسم عظيما  ، ومع ذلك قد لا يثق بهم من لم تعد  تعني عنده اليمين شيئا ،لأنه لا يثق أصلا بالمرجع الذي اشترط اليمين على من اتهم وأراد تبرئة نفسه وقد أعوزته البينة. وعاب الكثير من الناس على البرلمانيين موقفهم غير الحضاري بمعيار الحضارة الغربية المقدسة ، وبلغ الأمر بالبعض عدهم عدا ليكون عددهم عن سبق إصرار  وسوء نية كعدد لصوص وحرميي علي بابا نكاية فيهم ،لأنهم عادوا من غزة  ، وغضبوا غضبة جدهم مضر عندما استبحت قيمهم الأخلاقية على متن طائرة عربية من صنع غربي . واشترط المنكرون عليهم  أن يركبوا إبلهم أو خيلهم إن كانوا لا يريدون  أن تخدش قيمهم الأخلاقية ،لأن من حق صناع الطائرة أن  يدوسوا على قيم كل من يركبها. ولقد نسي  هؤلاء المنكرون الغاضبون من غضب البرلمانيين أن أبناء مضر سبقوا صناع الطائرة في إدخال الحضارة إلى  بلادهم في العصور المظلمة، ومع ذلك لم يدوسوا على قيمهم الأخلاقية بل احترموها مع أنه لم يكن فيها ما يستحق الاحترام .  ولا زالت معالم الحضارة الإسلامية شاهدة في بلاد الغرب على أن  الصناع لا يدوسون على قيم من يستفيد من صناعتهم لمجرد أنهم صنعوا ما صنعوا. فكم طارت الطائرات الغربية والشرقية  بأعداد من البرلمانيين بعدد لصوص علي بابا أو يزيد  أو ينقص من كل الأطياف السياسية  بما فيها  العلمانية واليسارية  والملحدة  والمتزندقة وما يربأ الوصف عن ذكرها ، ولم يفكر أحد بوصف رحلتهم كما وصفت رحلة برلمانيي حزب المصباح . وكانت الوفود البرلمانية  تبدأ رحلة السكر والعربدة بمجرد إقلاع الطائرات ، وكانت القبلات حقيقية ، ولم تكن مجرد قبلات أفلام  مصورة  ، وكانت الرحلات صوب  عواصم الإلحاد ولم يفكر أحد  أبدا في تجريمها أو انتقادها . ولم  يسأل أحد أبدا عن مصدر تمويل الرحلات إلى عواصم الإلحاد  التي كانت تصدر إلينا  المستلبين  والمنفصمين ، وتعلمهم سب دينهم والسخرية منه ومن قومهم ومن قيمهم الأخلاقية وهو يتهم  .

فما أشبه حكاية برلمانيي حزب المصباح  مع الذين أنكروا عليهم إنكار قبلة الطائرة بحكاية  الحيوانات المرضى بالطاعون حيث  حوسب برلمانيو حزب المصباح حساب الحمار الذي قضم العشب من ساحة الدير ،في حين تم تجاوز ما اقترفته الوحوش الضارية الكاسرة، وكان الحمار قربانا لدرء الطاعون عن الوحوش المسببة للطاعون  . فالقوم عندنا أيضا أصابهم طاعون الفساد فصرفوا أعينهم عن المفسدين  الحقيقيين وحاولوا تلفيق  تهمة الفساد لحزب المصباح ، وهم يعلمون  علم اليقين أن الفساد عندنا  بلغ درجة من التعقيد ، وهو يتجاوز حزب المصباح لأسباب  لا يجهلها إلا متجاهل ، بل يعلمون أن بعض الأحزاب ضالعة في الفساد ، ومع ذلك  تطالب حزب المصباح بالكشف عنه . ولم يشفع لبرلمانيي حزب المصباح أنهم ذهبوا إلى غزة  وحملوا معهم ما واسوا به أهلنا المحاصرين ،ولم يشفع لهم أنهم غضبوا لقيم دينهم الأخلاقية  ولم تهن عليهم كما هانت على من انتقدهم ، وهو الغضب  المشروع والمطلوب شرعا ، وإنما صاروا هدفا للطعن والتجريح والتشفي . ومع شديد الأسف والأسى والحسرة  لا زال فينا  من يهرول من أجل أن يسد مسد الطابور الخامس بالنسبة للغرب ، وهذا الأخير يسخر منه ويحتقره، لأنه يتنكر لقومه ويسخر منهم ويتشفى وهو يعلم علم اليقين أن كل مصائبنا سببها هذا الغرب الذي هو لعنة حلت بنا . وما أتفه لابسي جلود الطوابير الخامسة فينا وهم ينوبون عن أعدائنا في توبيخنا، وكأن الأمر لا يعنيهم . فكيف  يحق  للابس جلد الطابور الخامس أن  يلومنا لأننا لم نصنع الطائرة  وكأنه قد صنعها . فإذا كنا  لا نستطيع صنع الطائرة،  فعليك أيها العاذل اللائم الشامت أن تنوب عنا في صناعتها  لتغسل عنا عار التخلف . أما أن يكون حالك كحالنا فمن المعرة أن تنصب نفسك متحدثا باسم  أسيادك في الغرب دون أن يطلبوا منك ذلك ، بل دون أن يعلموا بك أصلا ، وإن علموا بك كنت أول هدف لسخريتهم ، لأن أسيادك  يبحثون جادين عن الحوار مع الذين   يقلبون لهم ظهر المجن ، ويحترمونهم ، ولا يحترمون من  ينبطح بين أيديهم ليلعق  أحذيتهم بلسانه .

وأخيرا لن ينتظر من عين السخط على حزب المصباح أن ترى محاسنه ، أو أن تكل عن عيوبه عندما  يحصل  أقل توافق  حولها ، ويمكن تسميتها عيوبا .فالطائرة المصرية جاءت من القاهرة وعلى ظهرها ناقمون على حزب الإخوان ، فوجدوا الفرصة سانحة للانتقام من حزب المصباح لأنه  من محتد حزب الإخوان ، ويشاركه الشطر الأول من تسميته . وكنا نود أن  يسلط  منتقدو الأربعين برلمانيا من حزب العدالة الضوء على المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد  تجربة الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في الحكم بعد الربيع العربي . أما  إذا كان المنتقدون جزءا من المؤامرة، فحق لهم أن  يمططوا من قبلة سبايدرمان  حتى تصير عبارة عن جنة أخرجتنا منها خطيئة البرلمانيين الأربعين من حزب المصباح  الرافضين لها  كما أخرجتنا من قبل خطيئة أبينا آدم عليه السلام  من الجنة بأكله من الشجرة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عمر حيمري
    05/02/2013 at 12:20

    شكرا لقد فضحت الشامتين الذين يتربصون بكل مسلم وينسبون إليه نقائصهم . إني لأعلم أنك لا تماري أحدا في الحق ولو كان من أقرب الأصدقاء أو الأقربين فجزاك الله خيرا

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *