أعلن محمد اليازغي الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ان الشعب الجزائري الشقيق غير معني بقضية الصحراء المغربية، وهو لايساند الحل الانفصالي وبريء من كل المناورات التي تحاك ضد وحدتنا الترابية· وكانت قضية الصحراء المغربية قد أخذت حيزا واسعا من العرض التوجيهي الذي ألقاه الكاتب الاول للحزب لدى ترؤسه للمجلس الاقليمي للاقاليم الصحراوية مساء الاربعاء المنصرم بمدينة العيون· وأشار محمد اليازغي الى الآمال التي راودت المغاربة لدى إعادة انتخاب عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجمهورية الجزائرية، بما يجعله يتوفر على صلاحيات أوسع للاهتداء الى الحكمة والتبصر، ومع ذلك يضيف الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي، فإنه لامجال لليأس والاحباط، لأننا في المغرب متيقنون ان تاريخنا الكفاحي المشترك ووحدة مصيرنا، سيجعلان المسؤولين الجزائريين، طال بالزمن أو قصر، يقتنعون بضرورة الحوار، وبأهمية التوصل الى حل سياسي لهذا النزاع المفتعل، غير أن محمد اليازغي وضع ثلاثة شروط أساسية لاتنازل عنها بأي شكل من الاشكال، وهي رفض المغرب لأي حل في إطار مرحلة انتقالية، على أساس ان يكون الحل شاملا ونهائيا، رفض المغرب للعودة الى مسطرة الاستفتاء، ورفضه القاطع لأي حل خارج السيادة المغربية، على أساس ان يبقى الحل المعقول والمقبول هو التدبير الجهوي اللامركزي لسكان الصحراء لشؤونهم· وخاطب الاخ محمد اليازغي الاشقاء الجزائريين، مذكرا إياهم بأن الحرب الباردة انتهت منذ زمان، وان الكثير من الدول الديموقراطية لم تعد ترى في أسطوانة « تصفية الاستعمار » و »حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره » سواء شعارات بالية لا علاقة لها بحقيقة هذا النزاع المصطنع· لذلك يقول اليازغي، بدأت هذه الدول الديموقراطية تزداد اقتناعا يوما عن يوم بضرورة الحل السياسي عبر حوار صريح بين المغرب والجزائر، ومما يزيد من اقتناعها بمصداقية أطروحة الحل السياسي التي يتبناها المغرب، هو نظرتها الايجابية الى مسار الانتقال الديموقراطي بالمغرب وتأسيس هيأة الإنصاف والمصالحة واتساع هامش الحريات واحترام حقوق الانسان· وقلل محمد اليازغي من شأن التلويح بالعودة الى الحرب، معتبرا ان الانفصاليين أنفسهم غير مقتنعين بجدية حملاتهم، لأنهم يعرفون قبل غيرهم ان الحرب لن تكون بالنسبة لهم سوى حرب انتحارية· وفي ختام عرضه التوجيهي جدد الكاتب الاول للحزب نداءه الى حكام الجزائر من أجل أن يحذوا حذو المغرب عند إلغائه للتأشيرة، وأن يعجلوا بإطلاق سراح الأسرى المغاربة، وبرفع الحظر عن السكان الصحراويين في معسكرات تندوف، وأن يشرعوا لهم الابواب ليلتحقوا بوطنهم وذويهم، وبذلك يبقى الطريق سالكا نحو العمل يدا في يد من أجل بناء المغرب العربي· كما وجه الاخ محمد اليازغي نداء الى الفروع الحزبية في الاقاليم الصحراوية من أجل مضاعفة جهودها التأطيرية والتواصلية، بما يجعلها تنفتح اكثر على ساكنة الصحراء وما تزخر به من طاقات وكفاءات تواقة الى التمتع بكامل مواطنتها في ظل وحدة الكيان وديموقراطية النظام· وقبل العرض التوجيهي للأخ الكاتب الأول، تعاقب علي المنصة ممثل الشبيبة الاتحادية ومسؤولة القطاع النسائي، ثم تقدم الاخ كمال سليم الكاتب الاقليمي بتقرير الكتابة الاقليمية، وبعد مناقشة مستفيضة، أصدر المجلس الاقليمي للاقاليم الصحراوية بيانا دعا فيه إلى تنظيم منتدى جهوي حول الحل السياسي تحتظنه مدينة العيون وننشر نص البيان في الصفحة الثانية