Home»National»الرافضون لشرع الله عز وجل مرضى القلوب ومرتابون يخشون حيفه

الرافضون لشرع الله عز وجل مرضى القلوب ومرتابون يخشون حيفه

0
Shares
PinterestGoogle+

 

الرافضون لشرع الله عز وجل مرضى القلوب ومرتابون  يخشون حيفه

 

محمد شركي

 

 بين الحين والآخر يعبر بعض الناس عن رفضهم أو تضجرهم أو ضيقهم مما شرع الله عز وجل  ، ويخوضون في تبرير رفضهم له وتضجرهم  منه بتبريرات واهية تعكس مدى تجاسرهم على  شرع  منزه عن كل عيب من عند الخالق  سبحانه وتعالى  . ولقد كشف الله تعالى حال هؤلاء حين كان الوحي ينزل حيث قال سبحانه : (( لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله أولئك هم الظالمون إنما قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون  ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )) . فهذا تصوير دقيق للذين يرفضون شرع الله عز وجل ، فهم يدعون بألسنتهم أنهم يؤمنون بالله وبالرسول ، وهو ما يعني أنهم  يلتزمون بما في القرآن الكريم والحديث الشريف من أوامر ونواه ، وفي نفس الوقت يعرضون عن القرآن والحديث  ، ولا يذعنون للحق إلا إذا كان لصالحهم  ،وهذه حالة   وصف الله  عز وجل أصحابها بمرضى القلوب والمرتابين  والخائفين  من حيف  شرعه سبحانه عليهم . وهذا تناقض صارخ عند هؤلاء ،لأنهم  يدعون الإيمان بما جاء في القرآن والحديث من شرع ، وفي نفس الوقت يعرضون عنه ، ويشككون فيه  ، ويخافون من أن يحيف عليهم ، ولا يقبلون منه إلا ما يخدم مصالحهم . وميز الله عز وجل بعد ذلك بين مرضى القلوب   وهم المنافقون الذين يؤمنون بألسنتهم  ولا توافق  أفعالهم أقوالهم ، وبين المؤمنين حق الإيمان الذين إذا دعوا إلى  ما في القرآن والحديث قالوا سمعنا وأطعنا  ، ووصفهم الله عز وجل بالمفلحين . وأكد الله تعالى أن طاعته ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ،وهي العمل بما في القرآن والسنة هي خشية الله الحقيقية ،وهي التقوى الحقيقية  ، ووصف أصحابها بالفائزين .

وبعد هذا التمهيد سنحاول عرض  مواقف بعض الناس في زماننا على قول الله عز وجل الذي مر بنا  لنجد أن الأوصاف التي وردت  فيه  تنسحب عليهم بشكل واضح ، ذلك أنهم لا يجدون حرجا في الجمع بين  ادعاء الإيمان بالله عز وجل ورسوله بألسنتهم   ، وهو ادعاء بالتزام أوامر ونواهي القرآن والسنة ، إلا أنهم معرضون كل الإعراض عن تطبيق هذه الأوامر والنواهي  ،وهو ارتياب واضح   لا غبار عليه  . ولا يذعنون إلى قرآن أو حديث إلا إذا كان لصالحهم . وهكذا  يصير شرع الله عز وجل عندهم موضوع انتقاء  ينتقون منه ما يشاءون  ، فيقبلون منه ويردون  وفق أهوائهم .  ومرض هؤلاء مزمن لا يرجى منه شفاء لأنهم يحاولون الجمع بين  قبول  للشرع على مستوى القول ورفضه على مستوى الفعل . والحقيقة  أن هذا التناقض   إنما يدل على ارتياب واضح  لا علاقة له بالإيمان ، لأن  من مقتضيات الإيمان  قبول شرع الله عز وجل  بصدر رحب  وسمع وطاعة. وكل من  قبل  شيئا من شرع الله عز وجل  على مضض  وجب أن يتهم إيمانه ، وأن  يتيقن من أنه مصاب بمرض القلب وهو النفاق . ونقول هذا للذين  يعترضون على شرع الله عز وجل   سواء تعلق الأمر بالحدود أم بالأحوال الشخصية  أم  بغيرهما . فعلى الذين يعترضون على  حد النفس بالنفس  والعين بالعين  والأذن بالأذن والسن بالسن ، والجروح قصاص  ، وعلى جلد الزاني والزانية غير المحصنين ، وعلى رجمهما إذا أحصنا  ، وعلى قطع يد السارق ، وعلى الزواج  والطلاق  كما شرع الله عز وجل ، وعلى اللباس كما  أمر سبحانه ، وعلى المعاملات المالية بما في ذلك تحريم الربا والأمر بالزكاة كما  قضى جل شأنه … إلى غير ذلك مما شرع  للناس ليطبق لا ليعطل  ، على هؤلاء المعترضين على كل هذا أن  يراجعوا إيمانهم بالله ورسوله  ، وأن  يعرضوا أنفسهم على طب العقيدة بسبب مرض قلوبهم . ومعلوم أن أعراض مرض القلوب هو  أن  تخالف  أهواء  الناس  شرع الله عز وجل . وإذا  كان  بعض مرضى القلوب واضح أمرهم وجلي ، لأن أفعالهم تخالف  تماما ما يدعونه من إيمان بالقرآن والسنة  ، فالمشكلة مع الذين يخلطون  بين  أفعال توافق الكتاب والسنة  وأخرى تخالفها  ، ومع ذلك يصرون على أنهم مؤمنون حقا ، بل ربما نصبوا أنفسهم  أوصياء على الدين . فهؤلاء أمرهم  أخطر من مرضى القلوب المرتابين الذين لا توافق  أعمالهم  أصلا  ما يدعونه من إيمان كاذب  بما أمر الله  ورسوله أو نهى عنه ، لأنهم  يخلطون بين  تصديق وتكذيب أو إيمان ببعض الكتاب  وكفران ببعضه الآخر ، وهي حالة  أخطر من الارتياب . ودون الجميع قوله سبحانه وتعالى : (( ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطان فهو له قرين ))  وقوله : (( ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا )). فرفض شرع الله عز وجل  هو  عمل من جنس عمل الشيطان الذي رفض  أمر الله عز وجل بالسجود لآدم طاعة له سبحانه ، ولهذا كل رافض لشرع الله عز وجل  يكون  الشيطان له قرينا وساء قرينا. ودونهم أيضا قول الله عز وجل : ((  وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون  لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا  مبينا )) .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *