Home»National»من المثير للسخرية والشفقة أيضا حنين البعض إلى اتهام الإسلاميين بالرجعية

من المثير للسخرية والشفقة أيضا حنين البعض إلى اتهام الإسلاميين بالرجعية

0
Shares
PinterestGoogle+

   من المثير للسخرية  والشفقة أيضا حنين البعض إلى اتهام الإسلاميين بالرجعية

 

محمد شركي

 

ارتزق اليسار ولعقود طويلة بتسويق  تهمة الرجعية  وإلصاقها بكل من  له علاقة بالدين عموما ، وبالإسلام خصوصا . وكانت هذه التقليعة مما أفرزته ظروف العالم  السياسية ما بعد الحرب العالمية الثانية في فترة تاريخية صارت اليوم في حكم البائدة . ففي عز طغيان الدب الروسي  زمن الاتحاد السوفياتي المنهار كان اليسار عندنا  يستقوي  به ، و يحتفظ لنفسه بصفة ونعت التقدمية مقابل  قدح كل من له علاقة بالإسلام بالرجعية .  وصفة رجعية القدحية كانت تعني بالنسبة  لليسار المتبجح بالتقدمية  كل النعوت والصفات المشينة . فالرجعي عند التقدميين هو ذلك المتدين  الممارس لطقوس العبادة المتخلفة ، وهو ذلك المتشبث بهويته الإسلامية بكل أشكال التشبث  بما في ذلك مظهره الخارجي  ، وهو  العميل  للإمبريالية وللأنظمة التي تشاركه  صفته القدحية  لعلاقتها بالإمبريالية . ومشكلة المسلم أو الإسلامي المقدوح فيه بصفة الرجعية  من طرف  التقدمية أنه  كان مطادرا  من طرف الأنظمة الرجعية بتوصيف التقدميين السائرة في فلك  ما كان  يسميه التقدميون إمبريالية  عالمية ، ومع ذلك  كان هؤلاء التقدميون  يصرون على حشره في خانة واحدة مع هذه الأنظمة ، وكان  هوالطرف المظلوم مرتين  ومن جهتين مختلفتين ، أنظمة موالية للإمبريالية ، وتقدميون  عبارة عن طوابير خامسة للشمولية السوفياتية . وكان كل هم اليساريين عندنا  هو اغتنام كل فرصة  من أجل تزكية أنفسهم  من خلال  وصفها بالتقدمية مقابل القدح في كل من له علاقة  بالإسلام بوصف رجعيا  . ولقد بلغ الأمر بتنطع وصلف اليساريين ،وهم  يستبدون  بالطليعة الفكرية  في الجامعات والأحياء الجامعية حد منع الإسلاميين من  مجرد التفوه بالبسملة لأنها كانت بالنسبة إليهم عبارة تدل على الهوية الرجعية المقلقة للتقدمية . ومارس اليسار كل أنواع  العنف  والتضييق  على  من كان يسميهم رجعيين . وكان  يدخل مع النظام في  مؤامرات  مدسوسة  وخبيثة من أجل استفزاز الإسلاميين وجرهم إلى الصراع معه  بغرض الانتقام منهم بطريقة خبيثة  ووضيعة . وشاء  رب الرجعية سبحانه وتعالى  أن تتهاوى الإمبراطورية السوفياتية  أمام  الثورة الإسلامية في أفغانستان كما  انهارت إمبراطوريات  فارس وبيزنطة  من قبل أمام الفتوحات الإسلامية  . وصارت طوابير الإمبراطورية السوفياتية الخامسة التقدمية يتيمة ، وفي حالة شرود ، ولم تجد بدا من  التوجه صوب  الإمبريالية العالمية  راغمة الأنف ، وقلب  بردعتها  كمما يقول المثل العامي  ، وراحت تسوق  شعار الديمقراطية بالمفهوم الإمبريالي، وهو شعار فقد نكهته السوفياتية  بعد انهيار صنم الشيوعية  ، وصارت له نكهة  أمريكية  واحدة ووحيدة . وثبت  أن  اليسار التقدمي هو الذي  أسلس القياد للإمبريالية  عكس ما كان يروجه عن الإسلاميين حين كان يتهمهم بالرجعية .   وفتحت  الإمبريالية  حربا ضروسا ضد  الرجعية الإسلامية  ، فوقف  التقدميون إلى جانب هذه الإمبريالية ضد الرجعية الإسلامية  كما كانوا مع  التقدمية السوفياتية  من قبل . وعلى غرار نكاية التقدميين  بكل خبث بالإسلاميين لدى ما كانوا يسمونه  بالأنظمة الرجعية الموالية للإمبريالية ، صاروا  يشمتون بهم ويكيدون لهم لدى الإمبريالية . ولقد سجل التاريخ شهادات تدل على ما بدت  من أفواه التقدميين  من شماتة، وكيد ، و بغضاء تجاه الإسلاميين  يوم أجهزت على طائفة منهم  الإمبريالية،  فصار الإسلاميون جميعا  عند التقدميين  أصحاب جرائر وجرائم  وإرهاب  دون تمييز، وما أخفت صدورهم  كان أكبر وأشنع . وشاءت إرادة الله عز وجل  أن  تراهن الشعوب العربية على الأحزاب  ذات التوجه الإسلامي  بعد الربيع العربي  ، فجن جنون التقدميين ، ولم  يستسيغوا وصول هذه الأحزاب إلى مراكز صنع القرار . وكيف يقبلون ، وهم التقدميون  أن تحكمهم أحزاب رجعية  كانوا يسخرون منها ويزدرونها ؟  ولا غرابة  أن يلجأ اليوم التقدميون  من جديد  ، ومرة أخرى إلى  إحياء مقولة الرجعية القدحية  البالية  للنيل من الإسلاميين ، وهم في مراكز صنع القرار . فالإسلاميون الذين لم ينجوا بالأمس من  قدح التقدميين فيهم ،  وهم يومئذ  قلة وذلة تضيق عليهم  الأنظمة الموالية للإمبريالية الخناق ، وتطاردهم  صاروا مرة أخرى هدفا للقدح من طرف  هؤلاء التقدميين الذين  لم يجدوا بديلا عن التنفيس عن  تبخر أحلامهم  بعد الربيع العربي  سوى العودة إلى  خطاب الأمس القدحي   وتسويقه من جديد ، وإلى أساليب التهديد والوعيد بفتح صفحة جديدة من حربهم على الرجعية الإسلامية . ولست أدري هل  وضع التقدميون في حسابهم  متغيرات  ما بعد الربيع  العربي أم أنهم قرروا  الدخول في حرب  لا يعرفون  كيف ستكون نهايتها ، وربما كانوا أول من يصطلي بنارها كما جرت بذلك  قوانين الحروب حيث يكون من يشعلها أول  من يحترق  ويكتوي بنارها . وهل خطر ببال التقدميين يوما  ما أنهم يعتمدون في تشريعهم على أهوائهم ، وأن تقدميتهم إنما هي اندفاع  وتهور نحو شرائع  الأهواء ، في حين يرجع الإسلاميون الرجعيون في تشريعهم إلى كتاب الله عز وجل ، هو مرجعهم الوحيد ، وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأنه لا شرع فوق شرع الخالق  سبحانه ؟ وأنه لا غالب  إلا الله عز وجل  عندما يكون الصراع بين شرعه وشرائع الأهواء . ولن تجدي  المتآمرين على شرع الله عز وجل حيلهم ولا كيدهم ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *