Home»International»الداء الزلاقي مرض متعدد الأقنعة و ليس حكرا على الأطفال

الداء الزلاقي مرض متعدد الأقنعة و ليس حكرا على الأطفال

0
Shares
PinterestGoogle+

الداء الزلاقي
مرض متعدد الأقنعة و ليس حكرا على
الأطفال
الداء الزلاقي  مرض مناعي ذاتي  يحدث عند
الأشخاص المستعدين جينياً للإصابة و
ينتج عن عدم تحمل مادة  الغلوتين التي
توجد في القمح ومشتقاته. ينتج هدا المرض
عن مهاجمة  جهاز  المناعة  للجهاز الهضمي
على صعيد الأمعاء الدقيقة٬ مع ملامسة
الغلوتين للأمعاء  يحصل التهاب لجدارها
مع تدمير الزغب المعوية و  يترتب عنه
سوء امتصاص و تداعيات تطال الجسم كله.

يصيب المرض كل الأعراق  و ينتشر  في
أنحاء العالم كله لكنه أكثر شيوعاً في
شمال أوربا  و أمريكا بحيث   بينت
الدراسات إلى أن نسبة شيوعه عالية  فيها
و تقدر بين 0.5-1 % من عموم السكان  .تعد
بلادنا المغرب كذلك من أكثر البلدان
المعنية بالأمر حيث معدل الإصابة يحادي
1℅ و تعرف  مناطقنا الجنوبية  بالأخص
انتشارا كبيرا يعد هو الأكبر في العالم
حيث يصل سقف 3℅ في و ذلك اعتمادا إلى
أبحاث قامت بها المنظمة العالمية للصحة
في سنة 1999.
من الأفكار المشاعة و التي كانت تتسم
بنوع من الصحة في السابق  هي أن هذا
المرض يخص فقط الرضيع عند إدخال مادة
الغلوتين في تغذيته وأن المشكل يحل في
غضون سنوات معدودة مع حمية مؤقتة تقصي
هذه المادة٬ لكن حاليا لم يعد الأمر
كدالك  و دالك استنادا إلى دراسات  أجريت
في بلدان متعددة حيث أن تشخيص المرض عند
الرضيع لا يمثل الآن إلا هامة الجبل
الجليدي  و دالك ناتج عن تحول عميق  في
كيفية ظهور المرض .
تبين أنه في حالات عديدة تصل إلى 80 في
المائة يظهر المرض عند البالغين دون
سابق إنذار و دون مشاكل صحية أثناء
الطفولة. 20℅ من الأشخاص الذين يظهر
عليهم المرض يكونوا قد تخطوا عتبة
الستين. ألان يتم تشخيص 9 بالغين مقابل
طفل واحد. لايزال التشخيص لا يشمل  كل
المصابين  و  دالك ناتج ذلك عن المجال
الواسع لتظاهرات المرض.
فعلا إن أعراض المرض هي متعددة جدا ٬ في
الغالبية العظمى تصل إلى 80℅   من
الأحيان تكون خارج نطاق الجهاز الهضمي  .
قد تكون الحالة صامتة كليا. من بين أهم
أعراض المرض نجد فقر الدم،اضطرابات
جلدية عبارة عن التهاب الجلد الحلئي
الشكل ،اضطرابات في الجهاز العصبي ٬من
بينها نوبات صرع  و صداع نصفي  ٬ألام في
المفاصل و العظام الناتجة عن هشاشة من
الممكن أن تكون جد مبكرة  ٬تقرحات
متكررة في الفم و  مشاكل في لثة الأسنان
.من الممكن أن تكون هناك  أعراض اخرى أقل
ظهورا للعيان،تشمل الضيق والاكتئاب ، و
العياء المفرط   و مشاكل في الإخصاب  مع
إمكانية حدوث إجهاض متكرر أو مشاكل  في
الدورة الشهرية اما عبارة عن انحباس في
الطمث أو خلل في حجم النزيف الشهري أو
مدته أو كدالك انتظامه.
في الحالات النمودخية للمرض  و التي  لا
تمثل في العقود الأخيرة  إلى  نسبة قليلة
لا تتعدى 20℅ ٬  تبدأ أعراض المرض في
مرحلة الطفولة بعد إدخال القمح في تغذية
الطفل، ويحدث عادة بين عمر (1-3) سنوات،
وقد تتزامن مع تعفن في الأمعاء .  في هاته
الحالات ٬ يكون هناك إسهال ٬ و ألام في
البطن مع انتفاخ يكون في بعض الأحيان
ملفت النظر مع تكسر في وثيرة النمو و
نقص الوزن .

المرض الزلاقي مرض حديث العهد ٬ رغم
وصفه لاكثر من قرن من الزمن الا ان
علاقته بالغلوتين لم تحدد الا في
الخمسينات من القرن الماضي. لا يعرف
السبب الجوهري للمرض، لكن هناك استعداد
وراثي له وبالتالي قد تشاهد الحالة في
بعض العائلات أكثر من غيرها، فوجود قريب
من الدرجة الأولى كالأب أو الأم أو أحد
الأخوة مصاباً بالداء الزلاقي يرجح
بنسبة (5 إلى 10%)لأن يكون هناك شخص آخر في
نفس العائلة  مصاب  بالمرض.
يصيب الداء الزلاقي النساء أكثر من
الرجال بمعدل اثنان إلى ثلاث أضعاف  كما
ان مرضى داء السكري من نوع ا يشكلون فئة
شديدة المخاطرة بالإصابة بالمرض  بنسبة
5 إلى 10℅. من الممكن أن يصاحب الداء
الزلاقي   مرض مناعي آخر مثل مشاكل في
عمل الغدة الدرقية آو متلازمة شوغرين.
يبقى العلاج الوحيد للمرض هو  حمية
خالية من الغلوتين مدى الحياة  رغم  أن
هناك تجارب في طور الانجاز  لصنع دواء
يحجب مادة  الغلوتين في الأمعاء . يوجد
الغلوتين  في القمح والشعير و كثير من
المستحضرات الغذائية و الأدوية و
ملتزمات التجميل و نظافة الفم . على
المريض ان يتجنب ولو كمية ضئيلة جدا من
الغلوتين . هاته الحمية تبيح له الدرة و
الارز وليس هناك مشكل مع الخضر و
الفواكه الغير المصنعة .

الدكتورة خديجة موسيار
اختصاصية في الطب الباطني و أمراض
الشيخوخة و رئيسة الجمعية المغربية
لأمراض المناعة الداثية و الأمراض
الجهازية

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *