Home»Enseignement»إليك معالي وزير التربية شهادة حية عن النقل المدرسي عبرتقريرعنكبوتي

إليك معالي وزير التربية شهادة حية عن النقل المدرسي عبرتقريرعنكبوتي

0
Shares
PinterestGoogle+

إليك معالي وزير التربية شهادة حية عن النقل المدرسي عبرتقريرعنكبوتي

 

محمد شركي

 

من المعلوم أن النقل المدرسي يعتبر من المؤشرات الدالة على تطور قطاع التربية والتعليم في البلاد الراقية. وتتنافس هذه البلاد في اقتناء أحدث وأجود وسائل نقل ممكنة من أجل إعطاء انطباع جيد عن حالة  منظوماتها التربوية . ولا يخفى دور النقل المدرسي وأثره الكبير على الزمن المدرسي وزمن التعلم ، ذلك أن وجود نقل مدرسي في المستوى يسهم بشكل جيد في السير العادي للدراسة . ومن شاء أن يتأكد من دور النقل المدرسي في القطاعين الحضري والقروي ،فعليه أن يعاين أحوال المتعلمين أثناء أوقات  مغادرة بيوتهم أو الالتحاق بالمؤسسات التعليمية صباحا وزوالا  ومساء . وأكبر هم يومي تعانيه أسر المتعلمين هو حركية  أبنائها ما بين مقر سكناهم والمؤسسات التربوية، حيث تضطر بعض الأسر إلى اقتناء بطاقتين لتغطية مصاريف خطين من خطوط النقل العمومي في الحواضر ، وهي مصاريف قد تصير ثقيلة جدا حسب عدد أفراد الأسرة الواحدة من المتعلمين . وقد تكون مصاريف النقل المدرسي الخاص بمؤسسات التعليم الخاصة أثقل بالنسبة لبعض الأسر . وتجد أسر أخرى متاعب كثيرة في استعمال وسائل نقلها الخاصة المختلفة من أجل إيصال أبنائها إلى مؤسساتهم التعليمية ، وهي وسائل تختلف باختلاف مستويات العيش بينها ما بين سيارات  فارهة  ،وسيارات رباعية الدفع ، وسيارات متوسطة الحال ، وأخرى شبيهة بسيارات التهريب كالتي توجد في مدينتا الحدودية ، ودرجات نارية ، ودرجات هوائية ، وقد تكون وسائل النقل في القطاع القروي عبارة عن عربات تجرها الدواب ، أو حتى ظهور الدواب  ، وقد تكون الوسيلة الوحيدة للتنقل بين البيوت والمدارس هي اعتماد الأرجل ، وهي وسيلة الأغلبية الساحقة في بلد كوطننا . وقد لا يفطن  حتى من لهم علاقة بالحقل التربوي إلى تأثير وسيلة النقل على مردودية المتعلمين ،لأن التفاوت فيما بينهم باعتبار المدد الزمنية التي ينفقونها خلال التنقل بين بيوتهم ومؤسساتهم يصنع التفاوت الواضح بينهم  في التحصيل  وفي النتائج . فلا يمكن أن تكون حظوظ المتعلمين واحدة مع وجود تفاوت فيما بينهم بخصوص كيفية تدبير الوقت اليومي خلال  أيام الدراسة . فمن المتعلمين من يلتحق أو يغادر بيته  بيسر وسهولة بسبب توفر وسيلة النقل ، وهو ما يؤثر إيجابيا على استقراره النفسي ،حيث ينام المدة الكافية ، ويتناول وجباته اليومية في وقتها ، ويستفيد من وقت فراغه بشكل كامل ، في حين أن غيره يعيش ارتباكا واضطرابا كبيرين في حياته اليومية، فلا يتمتع بنومه كما يجب  ولا بفراغه  كما ينبغي ، ولا يتناول وجباته اليومية في وقتها ، لأنه محروم من وسيلة نقل تخفف عنه متاعبه التي يدفع  ثمنها على حساب تحصيله الدراسي. وهذا موضوع يحتاج إلى بحوث كثيرة  من أجل الوقوف على الآثار المترتبة عن توفر أو عدم توفر وسيلة نقل  يستعملها المتعلمون بين بيوتهم ومؤسساتهم التربوية أترك معالجته لمن يعنيه الأمر. وكم من أسر تصنع نتائج أبنائها الجيدة أو السيئة بسبب  توفر أوعدم توفر وسائل النقل. ومن بين بنود الاستمارة التي أوكل إلى أطر المراقبة التربوية تعبئتها مؤخرا بند يتعلق  بالنقل المدرسي خصوصا في القطاع القروي . والمقصود بالنقل المدرسي في القطاع القروي هو تلك الناقلات التي  وفرتها الوزارة بمقتضى برامج تخص التعليم في القطاع القروي ،أو الدرجات الهوائية الموزعة على بعض المتعلمين، والتي لا يمكن أن تسمى وسائل نقل إلا تجاوزا و بتحفظ ،لأن من يستعملها في حكم الراجل بحيث قد يضطر للترجل  إذا ما كانت الجغرافية الطبيعية وعرة المسالك. أما الناقلات فعبارة عن حافلات من الحجم الصغير كتلك التي تستعملها مؤسسات التعليم الخاص في القطاع الحضري  ، وهي لا تفي بالحاجة لقلتها من جهة ولصغر حجمها من جهة أخرى. وما عاينته اليوم بمدينة توسيت أمام بوابة مؤسسة القدس الثانوية التأهيلية عند منتصف النهار  آلمني كثيرا حيث  تكدس عشرات المتعلمين ذكورا وإناثا في ناقلة صغيرة الحجم ، وأخذ السائق يرتب أجساد المتعلمين كما ترتب السلع  أو البهائم  في الحاويات ،لأن الجو كان ماطرا ، وعليه أن ينقل  الجميع خصوصا وأنه يتحرك أربع مرات يوميا  أو صباح مساء بين مدينة توسيت وبلدة سيدي بوبكر وبوقود مقنن كما أخبرني . وأنا أريد أن أخبر السيد معالي وزير التربية  ليس عن طريق ملء استمارة ، بل عن طريق معاينة حية  وميدانية بأن ما يسمى وسيلة النقل المخصصة للمتعلمين بهذه المؤسسة وكلهم من أسر معوزة ،لأن بلدة سيدي بوبكر هي في حكم ما يسمى مدن الملح حيث استنزف الاحتلال ثروتها المعدنية ،وتركها أرضا يبابا كتلك التي وصفها إليوت في قصيدته الشهيرة .  ولا شك أن حفدة المحتلين الذي خربوا هذه البلدة ينتقلون إلى مدارسهم عبر وسائل نقل مريحة ، في حين يعاني أبناء البلدة المنكوبة من عنت التنقل إلى مؤسستهم ، وينقلون كالخراف في  ناقلة لا تتسع لهم . ولو كانت عدالة في الأرض  للزم من خرب هذه البلدة أداء تعويضات لهؤلاء الضحايا من أجل اقتناء وسائل نقل تخفف من معاناتهم اليومية على الأقل . ولعلم السيد الوزير أن نيابة جرادة تتوفر على حافلة محسوبة على ما يسمى الأعمال الاجتماعية ، وهي معطلة لسنوات ، وتلاميذ بلدة سيدي بوبكر أولى بها ، وبقرار منه  قد تعود صالحة  وتخفف من معاناتهم . وهذا أجدى من تفريغ استمارة فيها خانة تشير إلى وجود وسيلة نقل مدرسي دون بيان  حالها وظروف استعمالها ، وأحوال من يركبها حيث تبتذل آدميتهم يوميا ، ومع ذلك يطلب منهم أن تكون لهم نتائج في المستوى ، وقد تقاس بنتائج غيرهم ممن  له إحدى حسنات الحياة الدنيا كما جاء في الأثر، ومنها المركب الحسن والمسكن الحسن . فإذا كان مركب تلاميذ بلدة سيدي بوبكر مركب سوء ، ومسكنهم مسكن سوء ، وهو عبارة عن بقايا أطلال خلفها المحتل ، فكيف سيتكون معيشتهم وحياتهم الدراسية يا سيادة الوزير ؟  ولا تفوتني الفرصة دون أن أشير إلى الأخطار المهددة للمتعلمين الذين يستعملون الدرجات الهوائية التي تحسب عندنا وسائل نقل  ، دون أن نخجل من ذلك ،لأن ثقافتنا  فيها عبارة :  » ركوب المنجل ولامشي الأرجل  » وهي  عبارة الرضا بالأدنى الذي نهى الله تعالى عن استبدال الذي هو خير به ، والخير في ركوب المركب الحسن لا المركب السوء الذي تحيط باستعماله المخاطر. فهل سيلتفت السيد الوزير إلى هذا التقرير من مفتش فضولي حسب ما يعتقده البعض ، مع أنه بموجب النصوص التنظيمية للوزارة يعنيه هذا الأمر بشكل مباشر ، وهو تقرير لم يعتمد طريق  السلم الإداري الذي لم يعد يفضي إلا إلى سلة المهملات إذ لا زلت أنتظر تفعيل قرارات في شأن خروقات صارخة  قد عينتها و سودت فيها تقارير من قبل ولم أرد لحد الآن أثرا لها ، وإنما اعتمد طريق  الإعلام كثر الله خير  الشبكة العنكبوتية ومن وفرها لنا بجهده الخاص مشكورا ومأجورا إن شاء الله ، وهو طريق يتمنى أصحاب النوايا السيئة  والعقول المتكلسة  تعطيله أيضا كما هو حال طريق السلم الإداري لمنع وصول الحقائق المؤلمة إلى من يعنيهم الأمر من مسؤولين . فها قد بلغتك يا معالي الوزير وآمل أن توفر لهؤلاء المتعلمين البؤساء ما لا يستطيع  أبو أوباما  أن يملكه أو يوفره ، وقد فعلت كما زعمت من قبل  فأضحكت وفي نفس الوقت أبكيت .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. للفائدة
    29/11/2012 at 11:13

    يرجع الفضل في استفادة قرية سيدي بوبكر بنيابة جرادة من النقل المدرسي الى السيد النائب المحترم عبد الرحمان البوعتلاوي من خلال اولا ادراج اسم المنطقة لتستفيد من النقل ثم انجاز الشراكة مع المجلس القروي لسيدي بوبكر واخيرا تتبع استفادة التلاميذ من هذا العرض التربوي .لكن مع توالي السنوات اتضح ان هذا المرفق لم يعد قادرا على استيعاب الاعداد المتزايدة من التلاميذ نظرا للمجهودات المبدولةعلى المستوى المحلي من اجل محاربة الهدر المدرسي والحد من عدم الالتحاق والانقطاع في صفوف التلاميذ لاسيما الفتيات .هذه المجهودات لايمكن ان تغيب عن اذهانناوبالتالي لايجب ان نلعن الظلام هناك مجهودات يجب ان تبدل باشراك الجميع توجد بعض الجمعيات التي وضهت حافلات واسعة رهن اشارة بعض المرافق الا ان تلك المرافق لم تف بالتزاماتها لهذه الجمعيات .وبالتالي تم استرجاع الحافلات وهي الان متوقفة ياكلها الصدا .ويكفي فقط التدخل لدى هذه الجمعيات المواطنة لحل المشكل .ويجب على ذوي النيات الحسنة الاتصال بهم.يجب التفكير في المحسنين .الاستاذ شركي مشكور اتار المشكل لكن هذا لايكفي .لنضع ايدينا في العجين ونتدخل ونعقد اجتماعات لايجاد الحلول .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *