Home»International»عاشوراء ذكرى انتصار نبي كريم ولا علاقة لها بمناحة أو سخافة

عاشوراء ذكرى انتصار نبي كريم ولا علاقة لها بمناحة أو سخافة

0
Shares
PinterestGoogle+

عاشوراء ذكرى انتصار نبي كريم ولا علاقة لها بمناحة أو سخافة

 

محمد شركي

 

من المناسبات الدينية المظلومة بسبب جهل الجاهلين أو ابتداع المبتدعين  من أهل الضلال المبين مناسبة عاشوراء ، وهي مصادفة العاشر من شهر محرم لليوم الذي نصر فيه الله عز وجل نبيه الكريم موسى عليه السلام على عدوه الطاغية فرعون اللعين . والذي يؤكد ذلك ما رواه أصحاب الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه لما قدم المدينة وجد بني إسرائيل يصومون يوم عاشوراء ، فلما سئلوا عن ذلك قالوا:هذا اليوم الذي أظهر فيه الله عز وجل موسى وبني إسرائيل على فرعون ، ونحن  نصومه تعظيما له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :  » نحن أولى بموسى منكم  » وأمر بصومه . وعوض أن يحتفل بهذا اليوم كما احتفل به رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتداء به  عن طريق شكر نعمة النصر بواسطة عبادة الصيام ، فإن الناس في زماننا يبتذلون هذه المناسبة أسوأ ابتذال، فيغيبون مناسبتها الحقيقية ، وينسبونها زورا وبهتانا إلى غيرها من المناسبات . فأهل البدع والضلال من الرافضة يحاولون أن  يختزلوا عاشوراء في طقوس مناحات بكربلاء افتراء على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذريعة  بكاء استشهاد زين الشباب سبط النبي الكريم الحسين بن علي رضي الله عنه . والعوام ينخدعون  لما يفتريه الرافضة  من خلال  تغييب حقيقة عاشوراء المتمثلة في نجاة نبي الله موسى عليه السلام  وإبراز حدث كربلاء عوضها . ويصير في اعتقاد العوام أننأ قدر سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق قدر نبي كريم وهو ما لا يرضاه لا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا سبطه رضي الله عنه . ومن تضليل الناس أن  يصير مقتل سبط النبي  مقدما على نجاة نبي الله موسى عليه السلام .  ويا ليت الرافضة اقتصروا على الإشارة  إلى تزامن مقتل سبط النبي الكريم مع  حدث نجاة موسى عليه السلام ، وجمعوا في احتفالهم بين الحدث الأصلي والحدث المتزامن معه بعد تراخي الزمن بقرون طويلة  لا يحصيها إلا رب العزة جل جلاله ، بل  ابتدعوا ما لا يقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، ما نهى عنه ، وتبرأ ممن يفعله ، وهو ما يحدث في المناحات حيث يلطم اللاطمون ويندبون وينتحبون ، ويدمون أجسادهم بالسلاسل والمدى ، ضاربين عرض الحائط نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شق الجيوب ولطم الخدود غير مبالين ببراءته عليه السلام ممن يفعل ذلك ، ومتجاهلين قوله :  » من رغب عن سنتي فليس مني  » .

ويحاول الرافضة تضليل الناس بالترغيب في المناحات وجعلها جزءا من الدين من خلال  ربطها بمقتل سبط النبي ، وجعله  فوق  ما شرع الله تعالى . ولا يعقل أن ينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الندب و النوح واللطم وشق الجيوب ، في حين يقبله عندما يتعلق الأمر بسبطه ، وهو ما لم يرضه لأدنى المسلمين بله أشرفهم . فالذين  يحيون ذكرى مقتل سبط النبي بالنياحة واللطم لا يقدرون رسول الله صلى الله عليه وسلم حق قدره عندما يرضون النياحة على سبطه الكريم  والندب واللطم وشق الجيوب ، وهو ما لا يليق حتى بعامة الناس . فسبط النبي الكريم  شهيد عند الله عز وجل ، وهو حي كما  ذكر الوحي ، ولا يفيده نواح ولا عويل ولا لطم . وعلى الذين  يتظاهرون بالبكاء عليه أن يبكوا على أنفسهم لأنهم سيعودون إلى الله عز وجل وليس معهم  شهادة كشهادة سبط النبي تشفع لهم عند رب العزة ، بل سيحاسبهم الله عز وجل على مخالفتهم سنة جده رسول الله صلى الله عليه وسلم  بلطمهم  وشقهم للجيوب  ونياحتهم . وإلى جانب إساءة الرافضة لمناسبة عاشوراء يوجد مبتدعة آخرون ، وهم العابثة الذين يختزلونها في سخافات ولهو وعبث  حيث يشعل بعضهم النيران لهوا وعبثا  ، ويقذف بعضهم  بعضا بالمياه  ، ويقبل البعض على الإسراف في أكل ما لذ وطاب ، ويبالغ البعض في اقتناء لعب الصغار، مع أن أصل هذه اللعب أن الصحابة رضوان الله عليهم جميعا كانوا يصومون صغارهم في عاشوراء رغبة في أجر صيامها وثوابه  ، فإذا جاعوا وبكوا ألهوهم  بما يلهي الصبية من لعب كانوا يصنعونها لهم من أعواد أو عهن . أما الناس في زماننا فقد بالغوا في اقتناء لعب الصغار على طريقة النصارى في أعياد ميلادهم ، ونسبوا هذه اللعب إلى ما يشبه قزم النصارى الذي يلج البيوت من المدخنات ليلة عيد الميلاد  محضرا معه هدايا المسيح عليه السلام  إلى الصبية حسب زعمهم . فمقابل بابا نويل  يوجد بابا عاشور ، وهذا مما تسرب إلى عقيدة المسلمين من فساد عن طريق التقليد الأعمى للنصارى واليهود  ، وهو عبارة عن دخول حجر الضب  وراءهم كما جاء في الأثر . وبين بدعة الرافضة ، وبدعة العابثة تضيع حقيقة عاشوراء ،وهي مناسبة  نصر الله عز وجل نبيه موسى عليه السلام  على عدوه فرعون الطاغية . وعوض استلهام المسلمين في هذا الزمان هذه المناسبة من أجل  نشدان نصر الله عز وجل على طواغيت  زمانهم ، فإنهم يزيدون في خلق  هذه الطواغيت من خلال استحداث  بدع في دين الله عز وجل . وما أشبه الذين يحرفون مناسبة عاشوراء بقوم موسى الذي اتخذوا العجل  بعدما  أنجاهم الله عز و جل من عدوه فرعون الذي كان يسومهم سوء العذاب يذبح  أبناءهم ، ويستحيي نساءهم . فعوض أن تشكر نعمة النصر في عاشوراء بعبادة الصوم ، فإنها تكفر  بالندب واللطم عند الرافضة ، وباللهو واللعب والعبث عن العابثة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *