Home»National»قرار فتح الحدود يعود إلى الشعبين المغربي والجزائري إن كان للديمقراطية معنى

قرار فتح الحدود يعود إلى الشعبين المغربي والجزائري إن كان للديمقراطية معنى

0
Shares
PinterestGoogle+

قرار فتح الحدود يعود إلى الشعبين المغربي والجزائري إن كان للديمقراطية معنى

 

محمد شركي

 

لو تصفح المرء الكتب  المدرسية للبلدين المغرب والجزائر لوجد تعريفا واحدا يقدم للناشئة المتعلمة بخصوص مفهوم الديمقراطية ، وهو بكل بساطة  » حكم الشعب نفسه بنفسه  » .والجزائر جمهورية ديمقراطية شعبية، والمغرب  مملكة دستورية برلمانية  ضمن تسميتهما معا  توجد صفة الديمقراطية ،الشيء الذي يعني أن الشعبين  في البلدين معا يحكمان نفسيهما بنفسيهما ما دامت صفة الديمقراطية توجد ضمن  ورقة تعريف البلدين معا تصريحا أو تلميحا  . وواقع الحال أن  الجهة الرافضة لفتح الحدود وهي النظام الجزائري تحديدا لا تقر بمبدأ الديمقراطية التي تتشدق بها ، بل تفرض الوصاية على شعبها ، وتسلبه حق البث في قضية حيوية بالنسبة إليه ،وهي قضية فتح الحدود مع الشعب المغربي الجار. فالحدود بين المغرب والجزائر ليست مجرد حدود كما هو الحال في مختلف الحدود الفاصلة بين دول العالم ، بل هي نقطة التقاء عندها تتقاطع أواصر الرحم المقدسة  التي أوصى بها الله عز وجل المسلمين ، وسوى بين تقواه و تقواها . وعندما نذكر علاقة الرحم  بين الشعبين ،فإننا نقصد دلالتها العميقة التي قوامها  نفس الدم الذي يجري في عروق الشعبين ،وتترتب عنه  علاقات الأبوة والأمومة والبنوة العالية والسافلة ، والأخوة والعمومة والخؤولة القريبة  والعشائرية ، فضلا عن علاقة الصهر والنسب . وإلى جانب أواصر الرحم توجد الأخوة في الدين وهي خير وأبقى ، وتوجد علاقة الجوار ، وهي التي  أوصى بها  الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى ظن من سمع وصايته بها أنه يريد أن  يجعل الجوار موجبا للوراثة  على غرار ما توجبه علاقة الرحم . وإلى جانب ذلك  يوجد التاريخ المشترك حلوه ومره ، وتوجد الجغرافية الطبيعية  الواحدة الممتدة في الاتجاهين ، وتوجد الثقافة الواحدة لغة وعادات وتقاليد وفن وكل ما يندرج تحت عنوان الثقافة . والملاحظ أن ما يجمع بين الشعبين كثير ، بينما ما يفرقهما مجرد تسلط نظام متعنت يستبيح إرادة شعبه ،ويجعل منه درعا بشريا عن طريق إغلاق الحدود لتبرير سياسته العدوانية والتوسعية الطامعة في الجغرافية الطبيعية للمغرب من خلال  ذريعة جمهورية وهمية أريد لها أن تكون مطية من أجل إيجاد منفذ على المحيط الأطلسي ، وهو منفذ لم  يكن في يوم من الأيام  محرما ولا ممنوعا ولن يكون كذلك أبدا . فالمغرب الذي يحرص على فتح الحدود مع الجزائر لا يمكن أن يتبنى سياسة منع الجزائر من الوصول إلى المحيط الأطلسي .  ويحاول النظام الجزائري أن يوهم شعبه بأن إغلاق الحدود مع المغرب عبارة عن عقوبة لهذا الأخير ، وكأن المغرب  كان في يوم من الأيام عالة على الجزائر يستجديها . ولا ينتبه هذا النظام لبلادته أن المغرب كان ولا زال  وسيظل كما كان بلا حدود مفتوحة لا حاجة له  بماديات الجزائر. ولو كان واقعيا لأدرك أن  لسان حال الشعب الجزائري  يعكس بجلاء رغبته في فتح هذه الحدود من خلال  حركة التهريب  اليومية التي لا يستطيع النظام منعها . ولولا كانت فكرة إغلاق الحدود مع المغرب خيار الشعب الجزائري حقا لما تجرأ أحد على تهريب عود ثقاب واحد بله أطنان الوقود وما يحتاجه الشعب الجزائري من ضرورات الحياة . ومع مرور عقود لم يتعظ النظام الجزائري ولا هو اقتنع بأنه في حالة شرود مع شعبه من خلال  سياسة إغلاق الحدود الفاشلة بكل المقاييس .وأكثر من ذلك راهن النظام الجزائري على السباحة  ضد  تيارالربيع العربي في منطقة المغرب العربي عندما ساند النظام التونسي الفار ، وأيد النظام الليبي المنتحر، مخالفا إرادة شعوب المغرب العربي والشعوب العربية . وهو أول نظام أجهض التجربة الديمقراطية عندما صادر نتائج  فوز حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ  في الانتخابات التشريعية بدعوى أن هذا الحزب يعادي الديمقراطية  ويهددها . وها هي دول الجوار في المغرب وتونس وليبيا  وحتى في مصر قد عرفت بعد ربيعها  وصول  الأحزاب الإسلامية إلى مراكز صنع القرار مكذبة ما ادعاه النظام الجزائري الذي قوامه حكم العسكر واستبداد حزب جبهة التحرير المرتزق بدماء الشهداء والثورة الجزائرية  لعقود من السنين مرت على استقلال الجزائر . ولقد وصلت أحزاب إسلامية إلى الحكم دون أن يقع بأس كما كان النظام الجزائري يدعي ، وهو الذي أشعل نار الحرب الأهلية في  الجزائر وأهدر الدماء وهتك الأعراض ، وخرب البلاد والعباد من أجل لذة الاستبداد عندما  أجهض تجربة ديمقراطية  رائدة . ولقد فوت على الشعب الجزائري فرصة شرف قيادة الربيع العربي في وقت مبكر قبل أن تسبقه شعوب أخرى  إلى ذلك ، وهو شعب ثورة المليون ونصف المليون شهيد ، ويستحق أن يكون شعب الريادة الديمقراطية عوض أن يظل شعبا تحت وصاية نظام مستبد  لا يملك من الديمقراطية سوى صفة في بطاقة تعريف الجزائر. فلو أن النظام العسكري المستبد في الجزائر أتاح الفرصة للتجربة الديمقراطية التي توفرت له ظروفها قبل أن تتوفر لغيره لجنب ذلك الجزائر والمنطقة برمتها العديد من الكوارث. وكما يقول المثل رب ضارة نافعة ، فقد ساهمت سياسة إغلاق الحدود التي  يستعملها النظام الجزائري  كسلاح  في حربه الباردة مع المغرب في إمداد الربيع المغاربي  بالترياق . وما كان النظام الجزائري يظن أن   سحره سينقلب عليه بفعل الربيع المغاربي . وها قد  أزهر الربيع المغاربي من خلال  التغييرات التي حدثت في  بلدان المغرب العربي  ، وظل النظام الجزائري في حالة شرود  في المنطقة  يحاول صم أذنه عن صفارة الإنذار المنبهة للشرود ،وهي حالة حرج جدا  بالنسبة إليه ،لأن الشعب الجزائري الذي كان سباقا إلى التجربة الديمقراطية الموءودة من قبل النظام العسكري لن يرضى أبدا ألا يزهر ربيعه كما أزهر في دول الجوار المغاربية ، خصوصا في زمن  قال فيه رأس النظام  عبد العزيز بوتفليقة عبارته المشهورة  وذات الدلالة العميقة  وهي :  » جناني طاب «   أجل طاب جنان الرئيس  ، وهو جنان النظام  العسكري الدكتاتوري ، وآن أوان حصاده كما حصدت الأنظمة المستبدة في تونس وليبيا ومصر،وهي التي طاب جنانها  كما طاب جنان النظام الجزائري . ولن  يصبر الشعب الجزائري على وصاية نظام مستبد أكثر من المدة الزمنية المحسوبة  والمضبوطة قبل قيام الثورات ولها مقاسات محددة . ولن يجدي النظام الجزائري سلاح إغلاق الحدود مع المغرب  ، ولا سلاح تبني عصابة انفصالية وطنها غفور رحيم  ، ولا سلاح عصابات الجماعات الإرهابية والإجرامية في الصحراء الكبرى ، ولا سلاح إيواء فلول الأنظمة المستبدة المنهارة في المنطقة . ولم يبق أمام هذا النظام سوى الرحيل  قبل أن يرحل قسرا كما رحلت أنظمة كانت أكثر منه  قوة وبأسا . ولن يكون بأسه أشد من بأس النظام السوري الذي باتت المقاومة المظفرة تدك حصونه المنيعة بالرغم من  تأييد الأنظمة  الفاقدة للمصداقية والمصلحية له . ولن ينفع النظام الجزائري سوى رفع الوصاية على شعب لم يستطع الاحتلال الفرنسي  في عز طغيانه أن ينال من إرادته القوية  . وسيكون أول قرار يتخذه الشعب الجزائري ، وهو يشهد إزهار ربيعه على غرار أشقائه في المغرب والوطن العربي هو فتح الحدود مع المغرب من أجل عناق الأرحام المقطوعة قطع الله عز و جل أوصال  من كان سببا في قطعها.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. عبدالله
    13/11/2012 at 11:37

    المليون شهيد التي ما فتئ النظام الجزائري يرددها ،رقم مبالغ فيه لأن شهداء الوطن هم من ماتوا مدافعين عنه يوم الكريهة، لا من قتلوا برصاص الإخوة كما هو الحال في الجزائر.لقد حكى لنا المغاربة المساهمون في معركة تحرير الجزائر أنهم ابلوا في المعارك من أجل نصرة الأشقاء و تحريرهم،و لما يعودون من المعارك منتصرين ،يدب الحقد في صدور الجزائريين فيحدون من بطولاتهم بالإعدام.مهما كان الرقم الذي يحلو لقادة الجزائر النفخ فيه،فإن ثلثه من المغاربة و ثلثه الثاني من الذين ماتوا غدرا و ما بقي فهو من الشهداء

  2. le démocrate
    13/11/2012 at 16:47

    ان الشعب المغربي والجزائري يطالبان بفتح الحدود مع اسبانيا وفرنسا وايطاليا وباقي دول اوروبا كي يستنشقا نسيم الديمقراطية الحقة ويتذوقا طعم الحرية المطلقة ويتلذذا بحلاوة المساواة وينعما برغد العيش في احضان المجتمع المدني.

  3. mohammed
    13/11/2012 at 18:08

    oujda avec sa population actuelle est son parc de vehicules ne peut pas supporter un autre flux de 50000 personnes par jour ,si la frontiere sera ouverte oujda de 2012 n’est pas oujda des années 70-80,il y aura trop de criminalités trop de prostitutions et trop de ventres a rassassié avec la caisse de compensation etc…

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *