أوباما يعد في خطاب فوزه للمرة الثانية بالعمل على تجويد التعليم الأمريكي فهل غار منا ؟
أوباما يعد في خطاب فوزه للمرة الثانية بالعمل على تجويد التعليم الأمريكي فهل غار منا ؟
محمد شركي
انتقدنا بسخرية تصريح وزير تربيتنا عندما قال عبارته المثير للضحك وفي نفس الوقت المثيرة للشفقة عليه : » عندي مؤسسة والله أوباما باباه معندو » . وغضب المعجبون به من سخريتنا ظنا منهم أنها سخرية التفكه ، وليس سخرية المرارة لأن بعض خلق الله لا يعرفون أن الليث لا يبتسم عندما يكشر عن أنيابه ، ولا يعرفون أن العصفور يرقص طربا عندما يذبح . في خطاب الفوز الساحق للمرة الثانية على التوالي تحدث الرئيس الأمريكي عن القوة العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة ، وخص القوة التعليمية بحديث مفاده أنه يحلم بتجويد تعليم أبناء الولايات المتحدة من خلال تجويد البنيات التحتية والموارد البشرية ومن حيث المحتويات العلمية والتكنولوجية . وأنا أتابع خطابه هذا الصباح لم أستطع أن أمنع ابتسامة مرة ومريرة من اكتساح شفتي ، متذكرا عبارة وزير تربيتنا المثيرة للشفقة عليه حين افتخر بأن أوباما باباه لا يملك مؤسسة عندنا. وقلت في نفسي وفي إطار السخرية المرة دائما لعل الرئيس الأمريكي قد غار باباه من تصريح وزير تربيتنا فقرر الحلم بتجويد تعليم الأمريكيين ، وهكذا سنحقق للمرة الثانية ما لم تحققه أمم أخرى، ذلك أننا في المرة الأولى كنا أول من اعترف بالدولة الأمريكية الناشئة ، وتابعنا تطورها ونحن في مكاننا لا نبارحه ، وفي المرة الثانية أثر كلام وزيرنا في رئيس أقوى دولة في العالم وعيره وتحداه بما لا يملك باباه فكان ذلك حافزا له للنجاح للمرة الثانية في الانتخابات من أجل تحقيق حلم تجويد التعليم إلى جانب تجويد مجالات أخرى لأن وزيرنا « دارلو النفس أو القلب » كما نقول بالعامية . ووالله يا باباه وما دارلو وزيرنا النفس لما حلم بالفوز تماما كما أن سبقنا إلى الاعتراف بالولايات المتحدة يوم كانت دولة ناشئة كان سببا في تطورها وتقدمها العالمي . ولقد خلقنا الله لتحفيز غيرنا دون أن يؤثر فينا ذلك التحفيزقيد أنملة . وهذا طبيعي لأن السحر لا ينفع الساحر ، بل قد ينقلب عليه ، ومطربة الحي لا تطرب ، والخوخ لا يداوي نفسه . ولا زالنا نتذكر يوم ساءت العلاقة بين الرئيس الأسبق بل كيلنتون وزوجته بسبب مونيكا لوينسكي ، فقصدت زوجته مدينة مراكش، وتحدث الأخبار يومئذ عن ما يسمى عندنا » التفوسيخا » نسبة إلى مادة الفاسوخ التي لا يملكها ولا يتقنها غيرنا ، ولها خبراء متخصصون في ساحة جامع الفنا كما أن للولايات المتحدة خبراء في الناسا وغزو الفضاء. وليس من قبيل الصدفة أن يؤثر كلام وزيرنا وهو المنحدر من مراكش في الرئيس أوباما تماما كما نفعت « التفوسيخا » المراكشية زوجة الرئيس بل كلينتون . فالحل دائما يأتي من مراكش وتحديدا من ساحة جامع الفنا ، وكيف لا وهي التي يرقص فيها القرد والثعبان باباه » بلا هلا يكازيه لو » . والرئيس الأمريكي يحلم بتعليم جيد لأبناء بلده ، بينما نجعل نحن مصير تعليمنا في يد من لا يفقه فرقا بين التأهيلي والمهني ، والزمن المدرسي وجداول الحصص ، وبين القاعات المتعددة الوسائط و العجب ، و يملك ما لا يملكه أوباما باباه . وإذا كان أوباما يحلم بتعليم جيد لأبناء الولايات المتحدة ولبنتيه ، فإن وزيرنا يحلم برجل لتلميذة في السنة الخامسة ، وقد تمنى البعض لو أنه علىتمنى الأقل حدد نوع الرجل الذي يريده لها ، لأن الرجل قد يكون زوجا وقد يكون مجرد صاحب بالتعبير العامي لا بالتعبير الشرعي تماما كما وصف الوزير كاتبة المدير بصاحبته . ومع أن بنتي أوباما في سن الزواج قياس الخير والعود في عيون الحسود ، فإنه تمنى لهما تعليما جيدا لا رجلين كما تمنى وزيرنا لتلميذة في الصف الخامس رجل ، متعجلا تمدرسها ، لأنه فكر بعقلية « الفاسوخ » التي تجر نحو التخلف ، لا بعقلية التكنولوجيا التي تبوأ صدارة الحضارة والرقي والتطور . وأخيرا لا مفر لنا من الإقرار بأن تعليمنا يقوم على سياسة الفاسوخ ، وتعليم الولايات المتحدة يقوم على سياسة التكنولوجيا .، ووالله يا باباها ما عندها الذي عندنا .
Aucun commentaire