هل نعيش أزمة وزير التعليم …… أم أزمة نظام التعليم ؟؟؟؟؟؟
كثرت الكتابات والقيل والقال والانتقادات , بين مؤيد أعمى لوزير التعليم رغم زلاته , وناقد أحيانا رغم غياب مبرراته, يائس من هذا الوزير أو ذاك, لغياب النظرة المستقبلية والروح البنائية والتضحية الصادقة والعمل الدؤوب, للخروج بهذا التعليم من كبواته وايقافه على السكة الحقيقية …..كل وزير يجاري التعليم على نزواته, وكل مسؤول يدبر التعليم وفق رغباته. مسؤولون مركزيون وجهويون أفسدوا التعليم بتقلباتهم ونفاقهم ,باحثين عن تثبيت مناصبهم بمغالطات توافق هوى هذا الوزير أو ذاك . ضاربين عرض الحائط المصداقية والروح الوطنية. بل لو كان في قلبهم مقدار ذرة من صدق لما سايروا تصريحات صورية ولا قرارات فورية ولا تغييرات غير جذرية.إنهم مجرد كراكيز يلاعبون هذا الوزير أو ذاك ويجارون قرارات دون معرفة حقيقتها وتداعياتها ولا مبتغياتها , لإرضاء وزير ولو كان مخطئا.
قد يقال عني, » كثير الكلام وقليل الفعال ».قد يكون صحيحا, لكن الصحيح أيضا ما يلي:
– عندما يتبنى السيد المفتش العام مشروع بيداغوجية الادماح , بل ويترجى كافة الأطراف لتنفيده وتطبيقه حتى قبل تجريبه….ثم تأتي الريح بم لا تشتهيه السفن,ليتبرأ منه وينطلق في مسرحية جديدة …. ماذا نقول عن هذا المسؤول ؟
– عندما يوقف وزير كل التكوينات بما فيها الأساسية ودون معرفة ولا دراسة ,ولا أحد ينبهه الى تسرعه واصداره قرارات غير منطقية. ماذا نقول لهؤلاء المسؤولين الجهويين ؟
إنني تجنبت ألا أذكر الكثير من القرارات الخائبة التي صدرت والتي لم يتجرأ أحد على التعليق أو طلب حتى مجرد التوضيح….السبب بسيط تخوفهم من وزير متهور….
– عندما يصدر وزير للتعليم مذكرة بتطبيق زمن مدرسي فصله بعض الانتهازيين على فصيلتهم وفصيلة ذويهم ….. مما اضطر بعض المسؤولين الى حذف المطاعم من المؤسسات الابتدائية وتحويلها الى قاعات درس تلائم مذكرة الوزيرلا غير,على حساب قاعة كانت مخصصة لتناول وجبة غذائية أصلا هزيلة . فماذا نقول؟؟؟؟؟؟ ونحن نسمع تصريحه يؤكد أولوية الدراسة على التغذية,وكأن البطن الجائع قادر على العطاء…مقولة السيد الوزير تخالف كل المواثيق والأعراف.
– وعندما اتخذ الكثير من المسؤولين الاقليميين قرارات بحذف قاعات كانت مخصصة للتعليم الأولي , وتحويلها الى قاعات درس ,فقط لإرضاء مذكرة السيد وزير التعليم, تهربا من انتقاداته وتهديداته اللامسؤولة. فماذا نقول؟؟؟؟؟؟؟
– عندما يتهم مديرا وكاتبة المؤسسة » بالمدير وصاحبته » منزلا تهمة مجانية على مدير مؤسسة بعينه ,أمام الملأ……ودون أن يتحرك أحد لإيقافه عن حده اداريا وقضائيا.ماذا ننتظر من هؤلاء؟؟؟؟؟؟؟
– عندما يتهكم على تلميذة بالتعليم الابتدائي ويتسبب في مغادرتها المدرسة . في غياب نصيحة من فريقه الذي عودنا الضحك والتزكية لمباركة أي وزير كان وأي تهور حصل . ماذا تنتظر من هؤلاء, الذين يحافظون على كراسيهم ومناصبهم ولو بالانبطاح المخزي المذل. كيف لهم بمصاحبة وزير ينزل الغرائب علنا ؟
والقصص لا تنتهي ولن تنهتي بهذه السهولة……..
إننا وللأسف نعايش مسؤولين مركزيين وجهويين لم يصلوا أبدا بطريق الاستحقاق أكثر منه بطريق النفاق والزبونية والمحسوبية والتملق والحزبية الانتهازية.
فلا عجب أن يسايروا كل القرارات , ولا غرابة إن كنت أقرا بعض الردود لمحسوبين يبررون فيه الجرأة ومحاربة الفساد, سيما وحسب ادعائهم من يقدمون ساعات اضافية بالتعليم الخصوصي. فليعلم هؤلاء وغيرهم أن الوضع لا زال على حاله,سحابة صيف مرت وعادت ريم الى حالها القديم. إن المعضلة أكثر مما هي اشكالية ساعات اضافية , والحل ليس بمجرد اصدار مذكرة وارسال لجان صورية . مادام السيد الوزير لا يملك رؤيا ,وما دام جهزه القيادي غير قادر ولم يكن يوما قادرا على تقديم رؤيا موضوعية بنائية, تنطلق من قناعات ومخططات, لتحقيق تكافؤ الفرص بين المتمدرسين والعدالة في الترقية بين المدرسين والصرامة مع المتهورين….لن تحل المعضلات بهذه الكيفيات.
عندما ساندت السيد رمضان مصباح , ساندت الرجل النزيه الباحث الذي حمل يوما مخططا استراتيجيا للتكوين المستمر أيام انطلاقه, لكنه وللأسف لم يؤخذ برأيه وبقيت منظومتنا تتخبط في العشوائية. لم أؤيد مفتشا لمجرد المهنية,وإنما ساندت رجلا قادرا على الابداع …. ألا يعتبر أقدر وأجدر من رجل قادم من المهجر,لا أحد يدري غيابه في دول لا أطنه قدم فيها شيئا لمصلحة بلده,ليتسلم وزارة مقابل مفواضات وكواليس حزبية يعرفها الجميع, لينقلب في آخر المطاف ويصوت لصالح شباط بعد ان عرف حقيفقية اللعبة. إننا ننتقد مسؤولا كبيرا على قطاع خطير. أتمنى أن يدرك جسامة المهمة وينصرف قبل تفاقم الفتنة.
3 Comments
هل تعلم سيدا لوزير ان قاعات متعددة السائط حذفت والتي صرف الكثير لتطبيق الوقت ا لمفروض
عنوان معبر ورائع بالنسبة للفترة الراهنة ، يحمل السؤال والجواب معا ، إجابتي موجودة في الشق الأول .
بكل موضوعية اجيب السيد محمد على سؤاله الذي إختاره كعنوان لهذا المقال الذي أوفى فيه و وفاه حقه : نحن نعيش الأزمتين معا، أزمة الشخص الذي هو في غير موضعه ، و أزمة المنظومة التي تراجعت كثيرا إلى الوراء