Home»International»حاسبوا انفسكم ….قبل أن تحاسبوا

حاسبوا انفسكم ….قبل أن تحاسبوا

0
Shares
PinterestGoogle+

[ أغرب ظاهرة: الغفلة عن الموت والآخرة ]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله الذي حكم بالفناء على هذه الدار، وأخبرنا أن الآخرة هي دار القرار،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك  له ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله  صلى الله عليه وعلى ءاله وصحبه والتابعين ….                           

أما بعد ، عباد الله ….

   ** تتعاقب الأيام والشهور والأعوام ، وأغلب الناس في غفلة من أمرهم  وعن طي سجلات أعمالهم ونقصان أعمارهم واقتراب ءاجالهم…إن الناس في سفر، يمر بهم فيه قطار الحياة بمحطات ليتزود أو يتذكر : محطة شيء من الخوف ، ومحطة شيء من الجوع ، ومحطة نقص من الأموال أو الأنفس والثمرات {ولنبلونكم …وبشر الصابرين }… ومحطة الوصول النهائي بانتهاء الأجل  { وإذا جاء أجلهم لا يستاخرون  ولا يستقدمون } فهل من مفر؟؟؟ …قد يفكر البعض في الفرار من الموت ، لكن الخالق يؤكد حقيقة أبدية بقوله: { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ، ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبؤكم بما كنتم تعملون } .الجمعة:8/

                                           ــ ومن لم يمت بالسيف مات بغيره ( * ) تعددت الأسباب والموت واحد

ــ فهنيئا لمن تزود لسفره { وإن خير الزاد التقوى } ، والعاقل البصير الذي يستعد ليوم الميعاد ، فيجعل من محطات سفره فرصة للمحاسبة والمراجعة . ومن مجامع الخير وعلاماته أن يحاسب المرء نفسه ، ويزجرها عن الغفلة والتمادي في نسيان الغاية التي من أجلها خلق { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } ومن علامات  السير نحو الهلاك ، موافقة النفس في هواها ، وقد خاب من دساها…قال صلى الله عليه وسلم :( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني )

ويوجه سيدنا عمر [ض] نداء  فيقول : < حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا > واعلموا أيها المومنون/ت أن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه . ومن أراد أن يثقل موازينه بالخير يوم القيامة ،  فليحاسب نفسه في هذه الدنيا !

أيها المسلمون/ت…تذكروا وأنتم تودعون فترة من العمر أن  نجاتكم في محاسبة النفوس ومراقبتها ، وقد أفلح من زكاها ، فهل أدينا ما وجب ؟ هل عالجنا عيوبنا ونسينا عيوب غيرنا ؟ هل أدينا ما علينا من حقوق دون من ولا أذى ؟ هل أتينا كل ذي حق حقه : حق النفس ، وحق الأهل والغير ، وحق الله ؟  ـ إن المتقين لايقيسون أعمارهم بالزمن أي بعدد الشهور والسنين ، وإنما يقيسونها بالعمل الصالح ، ولذلك  تراهم  يسارعون في الخيرات و يتنافسون على أبواب البر متى  أتيح لهم ذلك …منفذين أمر الله تعالى الذي يقول : { سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين }  وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم اجعل الحياة زيادة لي في كل خير !) وبين أساس التفاضل بين الناس قائلا : ( خيركم من طال عمره وحسن عمله ) واعلموا رحمكم الله أن لا عذر ينفع لمن توفرت له أسباب فعل الخيرات ثم تقاعس ولم يفعل ، وأن الدنيا لا تبقى بأهلها عل حالها ، فهي إما أن كاذبة أو بلاء نازل أو آمال باطلة … جديدها  يبلى ، وملكها يفنى ، وهي بمثابة ظل زائل ، أو أحلام نائم ، وصدق من قال : الناس نيام إذا ماتوا استيقظوا  ـ  وهاهو أحد العارفين بقيمتها علي بن أبي طالب  رضي الله عنه في جوف الليل يمثل في محرابه ، ويقبض عل لحيته ، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين ويقول : < يا دنيا  أبي تعرضت أم إلي تشوقت ؟ هيهات هيهات ن غري غيري، قد أبنتك [ طلقتك] ثلاثا لا رجعة لي فيك ،فعمرك قصير، وعيشك حقير،  وخطرك كبير، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق ! >  فليهنأ من لم تشغله الفانية عن الباقية ، والله تعال يؤكد بقوله لخير خلقه صلى الله عليه وسلم: { وللآخرة خير لك من الأولى ، ولسوف يعطيك ربك فترضى } ولنا جميعا يقول عز وجل : {والآخرة خير وأبقى} وكم من راحل تمنى العودة للعمل فلا أمل !

جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، ومن أحسن قولا من رب العالمين وممن دعا إليه وقال إنني من المسلمين .

________________________________________


الحسين أشقرا ـ

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *