هل كان للربيع العربي والخلافات الفلسطينية الفلسطينية،دور في الفتور الذي اصاب القضية الفلسطينية على مستوى الإعلام؟
هل كان للربيع العربي والخلافات الفلسطينية الفلسطينية،دور في الفتور الذي أصاب القضية الفلسطينية على مستوى الإعلام؟
كانت القضية الفلسطينية ولا زالت تشكل ضمير الأمة العربية والإسلامية،تتقادم القضايا وتبقى القضية الفلسطينية قائمة وحاضرة في الوعي الجمعي والفردي لأجيال بأكملها،لايطالها تقادم ولانسيان ،كيف لا وفلسطين الحبيبة هي الحاضنة للقدس الشريف ، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين،فما من مسلم إلا و يتوق إلى ذلك اليوم الذي يشد فيه الرحال إلى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم،ليشرف بالصلاة في ذلك المكان الطاهر الذي أم في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الأنبياء،إبان حدث الإسراء والمعراج.
ولعل الملفت للإنتباه خاصة بعد ظهورالخلافات بين حماس وفتح ،وكذلك الثورات التي تشهدها بعض الدول العربية،إضافة إلى بعض الأحداث التي يشهدها العالم الإسلامي من حين لآخر،كل هذا نعتقد أنه غطى على القضية الفلسطينية بعض الشيء، خاصة على مستوى الإعلام ،فبعدما كانت الأخبار القادمة من فلسطين تملأ الدنيا،مما نمى عاطفة جياشة لدى كل المسلمين ،فلا تكاد تسمع من الأخبار في وقتنا الحاضرإلا بعد الوصلات الإخبارية الشحيحة،التي لاتحرك عاطفة ولا ينبني عليها موقف وجداني اتجاه فلسطين، لأن المجال الإعلامي مشغول بقضايا أخرى،وهذا كله يصب في صالح إسرائيل التي اغتنمت هذه الغفلة الإعلامية، وبدأت تبني مستوطنات جديدة،وفي كل يوم تقصف عدة مناطق في غزة،والفلسطينيون مع الأسف مشغولون بالإنتخابات،هذه الانتخابات وما أفرزته من نتائج، هي ذاتها التي جنت على حماس ،وأصبحت تعيش الويلات بعد الويلات من حصار وتجويع،وغلق معابر،لتستهلك حماس كل جهدها في توفيرلقمة العيش لأبناء غزة على حساب المقاومة التي ضاعت وسط تدبير الإنشغالات الآنية للمواطنين.
فمن يتكلم الآن عن الخطر الذي يهدد القدس، والحفريات تحت المسجد الأقصى، والسجناء وعودة اللاجئين؟فهذه أولويات تسبق الحديث عن انتخابات داخل وطن محتل،لا تكرس إلا الانقسام والتشرذم.
والغريب في الأمر أن المعنيين بصفة مباشرة بالقضية ،أقصد القابعين في رام الله،فيما يسمى بالسلطة الفلسطينية ،لم يقدموا أي شيء لفلسطين،سوى خنق المقاومة داخل الأراضي المحتلة، من خلال التنسيق الأمني مع إسرائيل،إضافة إلى إطلاق تصريحات من قبيل عودة المفاوضات،والسلام .وكان أجدر بهم أن يخرجوا من جحورهم،أعني قصورهم، ليعرفوا بقضيتهم،ويحشدوا لها الدعم الخارجي ،فلوفعلوا ذلك لقلنا إنهم يأخذون بالأسباب ،أما وإنهم يركنون إلى الدعة والسكينة ،فزمن المعجزات ولى بدون رجعة،وسيبقى الحال هو الحال إلى أن يجود الزمان بجيل قد يأخذ على عاتقه تحرير فلسطين،لقد كان أبو عمار رحمه الله يصيح في كل المحافل الدولية بأعلى صوته موجها الخطاب لإسرائيل:(سيأتي اليوم الذي يضع فيه شاب فلسطيني غصن زيتون فوق القدس)،هذا كلام لم يجرؤ عليه أي مسؤول فلسطيني في الوقت الحاضر،من أمثال كبير المفاوضين ورئيس الدائرة السياسية وتلك الأسماء و الألقاب الأخرى المعروفة،لذلك نخشى أن تضيع فلسطين في ظل هذه الألقاب كما ضاعت الأندلس،حتى أن أحد الشعراء الظرفاء كتب يقول:
مما يزهدني في أرض اندلس ألقاب فيها معتضد ومعتمد
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
Aucun commentaire