Home»Correspondants»تعقيب على جواب الأستاذ محمد قاسمي

تعقيب على جواب الأستاذ محمد قاسمي

0
Shares
PinterestGoogle+

علي العلوي
رد الأستاذ محمد قاسمي على رسالة كنت وجهتها إليه بمناسبة صدور كتاب «  »الكتاب الأدبي الأول: بيبليوغرافيا الأعمال المغربية الصادرة ما بين 1936 و2011″؛ عنوان رسالتي هو « رسالة إلى الدكتور محمد قاسمي: لماذا نسبت الإصدار الأخير إليك وحدك؟ »، بينما عنوان الرد هو « كبر علي عن الطوق: جوابا على رسالة الطالب علي العلوي ». وتعقيبا على هذا الجواب، أقول ما يلي:
أنا طالبُ معرفة وكرامة، وما زلت طالباً، وسأظل كذلك ما حييت، رغم حصولي على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، وحدة الأدب الأندلسي المغربي، بإشراف الأستاذ الفاضل الدكتور محمد وراوي حفظه الله وأمد في عمره، ليبقى نبراسا يضيء سبل البحث للطلبة والباحثين.
أنا لم أكبر عن الطوق يا أستاذ محمد قاسمي، ولن أكبر عنه، وسأظل وفيا لأساتذتي الأجلاء الذين يحترمون طلبتهم، ويقدرون مجهوداتهم، ولا يبخسونهم أشياءهم.
لم أكتب رسالتي إليك لأهددك وأنتقم منك وأشهر بك كما تريد أن توهم القارئ من خلال جوابك على رسالتي إليك، وإنما كتبتها من أجل لفت انتباهك إلى ضرورة الاعتراف بمجهودات الطلبة، وأنا واحد منهم، في إنجاز مجموعة من الأعمال البيبليوغرافية، التي عمدتَ مؤخرا إلى نشرها، وإخراجها إلى المكتبات والأكشاك.
ولئن كنتَ قد أشرت إلى اسمي في إنجاز مبحث يقع ضمن كتاب « الأدب المغربي المعاصر »، وشكرت آخرين في كتاب آخر، فهذه فضيلة نبيلة تحسب لك، لكن كان عليك أن تسلكها في كتب أخرى سواء أكانت تلك التي سبقت هذين الكتابين أم كانت تلك التي أتت بعدهما، والكتاب موضوع رسالتي واحد منها.
إنني لم أخل بوعدي حينما سجلت بحثي لنيل الدكتوراه بوحدة الأدب الأندلسي المغربي، وإنما كنت مستجيبا لرغبتي، ومنسجما مع ذاتي التواقة إلى إنجاز بحث حول « الاغتراب في الشعر المغربي المعاصر »، لأتيح لنفسي فرصة تحليل الشعر المغربي ودراسته من زاوية دلالية محددة، بدل الاقتصار على عملية الجمع والتوثيق والفهرسة. وما كانت ستتاح لي هذه الفرصة لو بقيت في وحدة بيبليوغرافيا الأدب المغربي الحديث.
ولعلك تذكر جيدا أنني حينما أخبرتك بعزمي على تسجيل بحثي  بوحدة الأدب الأندلسي المغربي، تفهمت الأمر وخيرتني بين البقاء في الوحدة التي تشرف عليها أنتَ وبين مغادرتها إلى وحدة بحث أخرى، ثم إنك لم تتردد في القول لي فيما معناه: »ستضيع بحثا رائعا حول الإصدار الأدبي الأول بالمغرب، إن أنتَ غادرت وحدة بيبليوغرافيا الأدب المغربي الحديث ».
هذا الكلام يعارض جملة وتفصيلا ما ورد في ردك على رسالتي حينما قلتَ: » أنجز الطالب بحثا عن الإصدار الشعري الأول بالجهة الشرقية. ومادة هذا البحث في شقها البيبليوغرافي اعتمدت اعتمادا كليا على مؤلفات بيبليوغرافية سابقة […] عند الإعلان عن التسجيل بالدكتوراه فاجأني الطالب باقتراح موضوع جديد لأطروحته لا يتماشى ومشروع الوحدة البيبليوغرافي، فأخل بذلك بوعده ».
إن اختياري ليس إخلالا بالوعد وإنما هو حرية فردية نابعة من الميولات الذاتية المتعلقة بالبحث والدراسة. والله يشهد أنني لم أقدم لك وعدا أو ما شابه ذلك، لتقولَ عني إنني أخلفت وعدي؛ فكيف أخلف وعدي معك، وأنتَ لم تشرف ولو على بحث واحد من أبحاثي التي أنجزتها خلال مساري الجامعي؛ فبحث الإجازة أشرف عليه الدكتور بلقاسم بنجعوط، وبحثي لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة أشرف عليه الدكتور محمد علي الرباوي، بينما أطروحتي لنيل الدكتوراه أشرف عليها كما أشرت سابقا الدكتور الفاضل محمد وراوي؛ فعن أي وعد تتحدث يا أستاذ محمد قاسمي؟
كل ما في الأمر أنك تريد أن تظهرني بمظهر الناكث لوعوده، والمتنكر لأساتذته. وهذا المسعى لن يتأتى لك، ولن تستطيع إليه سبيلا، طالما أن الأساتذة الفضلاء الذين تتلمذت على أيديهم يشهدون على ذلك؛ فلتقرأ شهادة الأستاذ الدكتور محمد وراري في حقي، يوم مناقشة الأطروحة، ولتسأل عما قاله الأستاذ الفاضل الدكتور إسماعيل علوي الإسماعيلي، الذي كان يومها رئيس اللجنة العلمية، عن هذه الشهادة؛ فلا بأس أن أعيد جملة واحدة مما قاله موجها كلامه إلي: »أغبطك على هذه الشهادة ».
لا تلبس الحق بالباطل يا أستاذ محمد قاسمي في قولك: » لماذا لم تشكر أستاذك وهو الذي قوم أطروحتك وصححها فكان بمثابة المشرف الثاني؟ ولماذا لم تشكر أستاذك وهو يمدك بمراجع عزيزة لا يجود بها إلا أستاذ كريم ».
أما فيما يتعلق بشكري لك على مدي بمراجع عزيزة، فهذا ما لم أغفل عنه إطلاقا، وما ينبغي لي ذلك؛ فيكفي أن تعود إلى الصفحة رقم 15 من الأطروحة، لتجد ما يلي: »لا يفوتني أيضا أن أجزل الشكر إلى كل من ساعدني في الحصول على بعض مصادر هذا البحث ومراجعه، ولم يبخل علي بما تزخر به مكتبته الشخصية من كتب ومجلدات وبحوث جامعية؛ وأخص بالذكر الدكتور الشاعر محمد علي الرباوي، والدكتور محمد قاسمي، والأستاذ مصطفى محسن ».
وأما فيما يتعلق بشكري لك على تقويم أطروحتي وتصحيحها، فهذا ما لم يحصل، ولن يحصل أبدا، لأنك بكل بساطة لم تطلع ولو على صفحة واحدة من الأطروحة قبل مناقشتها، وأتحداك أن تثبت عكس ما أقول بالدليل والبرهان، ثم إنني لا أملك أمام ادعائك العاري عن الصحة إلا أن أقسم بالله العلي العظيم إنك لم تقرأ سطرا واحدا من أطروحتي؛ فهل تستطيع أن تقسم بالله على ما ادعيته أيها الحاج؟
من حقك أن ترد على رسالتي التي وجهتها إليك سابقا كيفما تشاء، لكن ليس من حقك أن تلبس الحق بالباطل، وتدعي أشياء لم تحدث على أرض الواقع، خاصة وأنك باحث بيبليوغرافي يفترض فيه التحلي بالأمانة العلمية والموضوعية. ولقد كنت أتمنى أن ترد على القضايا المهمة التي وردت في الرسالة؛ مثل اقتراحك علي طبع العمل البيبليوغرافي المعنون « فهرسة الإصدار الأدبي الأول بالمغرب: من البداية إلى سنة 2004 » سويا، وكذا عدم الإشارة إلى هذا العمل في كتاب « الكتاب الأدبي الأول: بيبليوغرافيا الأعمال المغربية الصادرة ما بين 1936 و2011 » الذي نسبته إليك وحدك، وغيرها من القضايا الأخرى، لكنك آثرت أن تحور موضوع الرسالة، لتجيب على أمور لا توجد سوى في ذهنك، لتمارس استعلاءك، مما جعلك تخفق في جوابك على رسالتي إخفاقا شديداً.
والسلام على من اتبع الهدى، ورحم الله من عرف قدره وجلس دونه.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. طالب سابق بوحدة البيبليوغرافيا
    14/09/2012 at 00:22

    الحقيقة أن الأستاذ قاسمي كان يعاملنا بقسوةواستعلاء، ولم نستفد منه شيئا. والأخ العلوي مشهود له بالكفاءة، والصدق والجرأة، وهذا ربما ما دعاه إلى ترك وحدة البيبليوغرافيا إلى وحدة الأدب الأندليس المغربي.

  2. howa 2013
    14/10/2012 at 19:45

    الحقيقة أن الأستاذ قاسمي كان يعاملنا بقسوةواستعلاء، ولم نستفد منه شيئا. والأخ العلوي مشهود له بالكفاءة، والصدق والجرأة، وهذا ربما ما دعاه إلى ترك وحدة البيبليوغرافيا إلى وحدة الأدب الأندليس المغربي.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *