الأسواق أهميتها و آدابها في الاسلام
السوق في حياة المسلم مكان للتجارة وللتسوق وكان في القديم سوق واحد في البلدة ولكنه أصبح مع التطور البشري في كل مكان سوق وكان ثاني مايبنى في المدينة بعد المسجد ، السوق لأهميته في حياة الناس ، يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( أحب البقاع إلى الله مساجدها وأبغضها إلى الله أسواقها ) . ولما كان هذا هو حال الأسواق فإن الحبيب المصطفى قال : ( من دخل السوق فقال : لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة وفي رواية وبنى له بيتا في الجنة ).
لأن الأسواق مظن غفلة وشرور كثيرة ومن قرأ هذا الدعاء عد لاشك ممن لايغفلون عن ذكر الله عز وجل ، ولاحظ الغفلة التي تستحوذ على تجارنا ولهفهم وراء الدرهم والدينار دون مراعاة أخلاق الأسواق أثناء المعاملات مع البائع والمشتري ، في زمن يكاد يغيب فيه التاجر الصدوق وتكاد تنعدم الأخلاق في الأسواق حتى قيل : إذا أردت أن تعرف الناس عليك بالمساجد وإذا أردت أن تعرف أخلاقهم عليك بالأسواق . وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( وتاجر صدوق مع النبيئين والصديقين . )
وتستثنى الكتابة في المعاملات التجارية على عكس الدين الذي تجب فيه الكتابة ولو قل ، لأن التجارة تعامل يومي مستمر تتم فيه صفقات البيع والشراء ، فالإسلام يحرص على قوة المال ومن المعلوم أن المال يحرك العالم فبالمال تقوى الأمة و تتطور لذلك فالغني الشاكر خير من الفقير الصابر ، فالأول يكد ويعمل ويعمروالثاني متكاسل عالة على غيره . ومما نهى عنه الإسلام في معاملات السوق :
– التطفيف (( ويل للمطففين )) وقد نزلت في هذا الصنف سورة كاملة من القرآن
– تلقي الركبان لأن في العملية بخس الناس أشياءهم وحرمان المتواجدين بالسوق من السلع وكذا الزيادة في الأسعار .
– الغش وهو أنواع كثيرة : ( من غش فليس منا )
– الإحتكار وهو منع السلع من التداول وبالتالي انتظار ندرتها لرفع أثمنتها .
– الزيادة في السعرفي المناسبات كحلول شهر رمضان مثلا .
وغير هذه المحرمات كثير، فعلى من ينتسب للإسلام أن يتركها ويلتزم الصدق حتى يبارك الله له في تجارته وماله ، فالتجار أو المقاولون – بلغة العصر- هم عصب رواج المال وما أوصل الأمم اليوم إلى مايسمى بالأزمة الاقتصادية إلا سوء المعاملات كالربا وغيره مما حرمه الله عز وجل . فلو أن الأمة التزمت شرع الله في البيع والشراء وتأدبت مع الله لفتحت على العباد أبواب البركات والرحمات كمافي حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام : (رحم الله عبدا سمحا إذا باع وسمحا إذا اشترى )
لكن ومع الأسف حال أسواقنا اليوم يعرفه القاصي والداني ، لايرفع فيها إلا شعار الربح السريع والكثير ولاتجد الصدق والأخلاق إلا عند من رحم الله ، وفيها الخصام والشجار وحلو اللسان الذي يزعم إرشادك وهو يظلك والكذب في الأثمان حتى التزم الناس المثل الصيني : عليك أن تسأل عن الثمن في ثلاثة محلات قبل أن تشتري . ومع الأسف وبين ظهرانينا سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم في البيع والشراء وكتاب ربنا عز وجل . وعول وأنت داخل للسوق أن القانون لايحمي المغفلين فاستشر من هو أعلم منك قبل الحصول على حاجتك ، واعرف كيف تتوصل للثمن ، ولا تمكث في السوق كثيرا فإنها مرتع للسراق وللكلام الذميم ، عافى الله هذه الأمة ورد بها إلى دينها ردا جميلا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
Aucun commentaire