Home»National»يا للمفارقة العجيبة شعب المغرب في أمس الحاجة إلى تطبيب وكليات الطب زاهدة في التلاميذ المتفوقين الراغبين في الالتحاق بها

يا للمفارقة العجيبة شعب المغرب في أمس الحاجة إلى تطبيب وكليات الطب زاهدة في التلاميذ المتفوقين الراغبين في الالتحاق بها

0
Shares
PinterestGoogle+

يا للمفارقة العجيبة شعب المغرب  في أمس الحاجة إلى تطبيب وكليات الطب زاهدة في التلاميذ المتفوقين الراغبين في الالتحاق بها

 

محمد شركي

 

سبق لي أن نشرت مقالا يتحدث عن العبث بالتلاميذ المتفوقين الناجحين في امتحانات الباكلوريا حيث رفعت بعض  المعاهد و الكليات  معدلات التصفيات لاجتياز مباريات الدخول إليها بشكل مبالغ فيه يدل على تخمة هذه المعاهد والكليات . كما أن مباريات ولوج بعض هذه المعاهد والكليات تزامن بعضها مع بعض ، وشق على التلاميذ أن يكون لهم حظ المشاركة فيها في شهر الصيام . فعلى سبيل المثال أنهى تلاميذ الجهة الشرقية يوم أمس مباراة كلية الطب بمدينة وجدة منتصف النهار ، وسارعوا إلى ركوب قطار أو الحافلات  الساعة الواحدة زوالا إلى الرباط من أجل المشاركة في مباراة كلية طب الأسنان وهم صائمون .ومعلوم أن وصولهم إلى العاصمة كان في منتصف الليل . ومنهم من قضى بقية ليله في محطة القطار أو في شوارع المدينة أو عند أسوار كلية طب  الأسنان من أجل أن يشارك في الصباح في مباراة الولوج . وعلينا أن نتصور حالة هؤلاء الذين أنهوا  المباراة الأولى في شرق البلاد ، وسافروا بعدها مباشرة ـ والسفر قطعة من العذاب كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ  وسهروا الليل في انتظار صباح  المباراة الثانية ، فكيف ستكون نتائج هؤلاء ؟  هذا سؤال لا يحتاج إلى جواب لأنه يتضمن في ثناياه جوابا . ألم يكن من المفروض أن يقع تنسيق على مستوى وزارة التعليم العالي من أجل ضبط برمجة  معقولة لمباريات ولوج الكليات بشكل غير مرهق للتلاميذ ؟ أو ألم يكن بالإمكان أن  تشترك هذه الكليات في استضافة مبارياتها حتى يعفى التلاميذ من التنقل  بين مدن المغرب في مدة زمنية قياسية  يمكن أن تدخل مقياس  جينز ؟   وإلى جانب ما يمكن أن يفهم من أنه  تضييق ممنهج أو حتى إقصاء  ممنهج لتلاميذنا من خلال ممارسات المعاهد والكليات،  نجد أنفسنا أمام مفارقة غريبة وهي أن المغرب بلد مفتقر إلى التطبيب  بشكل فظيع جدا  حيث لو حسب عدد الأطباء الواجب لتغطية عدد النسمة لخجل الإنسان من ذكره  أمام دول العالم المتحضر  ، ومع ذلك لا زالت سياستنا العرجاء الخرقاء هي الاعتماد على الانتقاء  وأسلوب الكوطا بسبب ضعف البنيات التحتية والطاقات الاستيعابية لكليات الطب . فالظاهر أن كليات الطب عندنا تجاري باقي كليات البلاد المتطورة من خلال إجراء الفرز الأولى عن طريق الرفع من عتبة  معدلات القبول في المشاركة في مباريات الدخول إليها ، فضلا عن تصفيات المباريات . والحقيقة أنها لا تفعل ذلك حرصا على مستويات الولوج إليها ، بل  هي مضطرة لا بطلة كما يقال ، لأنها لا تستطيع أن تستوعب ببنياتها التحتية المتواضعة  أو بأطرها العاملة الأعداد المتزايدة من الراغبين في ولوجها وهم دفعات من قاعدة هرم أعمار لا يبالي به المخططون عندنا ، و هم على علم تام به بعدما  تناوب على قاعدة هذا الهرم تلاميذ السلك التأهيلي عوض غيرهم من تلاميذ السلك الابتدائي والإعدادي منذ أكثر من سنتين . ويأتي زهد كليات الطب في الراغبين في الالتحاق بها من التلاميذ المتميزين وبمعدلات عالية في الوقت الذي تصرف فيه الأموال على  المهرجانات وعلى المواسم ، وعلى مطربي الراي  والمهرجين ، وعلى مدربي الفرق الرياضية الأجانب ، و على التظاهرات التافهة التي لا تعود على الأمة إلا بالخسارة البينة . ولو خصص رصيد من المال الذي يهدر في هذه الأمور التافهة لتوسيع  الطاقات الاستيعابية لكليات الطب لكانت النتيجة توفير الكوادر الطبية للمغرب المفتقر إليها افتقارا فظيعا . ولا يسع المرء في بلادنا إلا الأسف الشديد على إقبال الأطر العليا ، وفيها  ـ يا حسرتاه ـ  أطر طبية على تنظيم الحفلات عوض الاهتمام بتوسيع الطاقات الاستيعابية لكليات الطب . وقد يتحدث البعض عن الهدر المدرسي  في  بعض مراحل التعليم مع الغفلة عن الهدر على مستوى التلاميذ المتميزين الذين يرغبون في ولوج المعاهد والكليات ذات التخصص ،فيجدون أنفسهم خارج أسوارها من خلال الشروط التعجيزية لهذه المعاهد والكليات ، سواء تعلق الأمر بالرفع من عتبات معدلات القبول ، أو تعلق بظروف  المشاركة في مباريات الولوج إليها ، فهذا أقبح الهدر وأشنعه على الإطلاق ، والذي  يجب أن يتحدث عنه من يخوضون في موضوع الهدر المدرسي . وأعتقد أن المغرب بهذه السياسة الواضحة الفشل  من خلال الزهد الممنهج  في أطر المستقبل  المتوفرة الآن والراغبة في المشاركة في تنمية الوطن ، سيكون مصيره كمصير بطل حكاية الشريحة أي التين المجفف ، والذي سافر بزاد من الشريحة ، وفي طريقه ضاق ذرعا بها فألقاها ثم تبول فوقها ، وواصل طريقه ، ولكنه ضل السبيل فعاد أدراجه وقد اشتد به الجوع ، فوجد الشريحة التي سقاها ببوله، فأخذ يخادع  نفسه بالقول هذه أصابها البول وهذه لم يصبها حتى أتى على أكل الشريحة كلها .  فإذا كان صاحب الشريحة الزاهد فيها قد وجد الشريحة حيث بال عليها ، فالمغرب الزاهد اليوم في أطره والمتبول عليهم لن يجدهم أبدا حيث تبول عليهم ، وسيكون من النادمين إن لم يكن من الهالكين . فمتى ستتحرك ضمائر من يهمهم الأمر من أجل وضع حد لهذا الهدر الفظيع لأطر المستقبل بسبب إجراءات طائشة لا تصدر عمن يدعي أنه  بالفعل  يولي التنمية أهمية  ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. hicham
    28/07/2012 at 18:10

    une sélection stupide.et une formation tangentielle ni plus ni moins .tout ça pour un diplôme valable seulement au Maroc.évidemment canada ou france ne vont pas s’amuser à l’accepter…
    par contre le maroc accepte tout. mais tout et n’importe quoi!!!!

  2. سامي شداد كندا
    29/07/2012 at 13:03

    حسب استطلاعي على نتائج الانتقاء الأولي لاحظت أن النسبة العليا كانت من نصيب الاناث . وحسب تصريح السيد وزير التعليم العالي أن استعمال الكوطا سببه هو نقص في التركيبة البشرية من حيث التأطير في الجانب التطبيقي . وحسب تجربتي المتواضعة فالإناث لا يولون اهتماما بالجانب التطبيقي فهم فقط يحصلون على النتائج العليا بدون كفاءة ونفس الشيء بالنسبة للمعاهد الأخرى فطز على أطباء وطبيبات ومهندسين ومهندسات مغرب المستقبل .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *