Home»National»حفل نهاية السنة من تنظيم أكاديمية الجهة الشرقية لكن مع تدخل من طرف عناصر ديوان الولاية

حفل نهاية السنة من تنظيم أكاديمية الجهة الشرقية لكن مع تدخل من طرف عناصر ديوان الولاية

0
Shares
PinterestGoogle+

حفل نهاية السنة من تنظيم أكاديمية الجهة الشرقية  لكن مع تدخل من طرف  عناصر ديوان الولاية

 

محمد شركي

 

وجدت صدفة يوم الإثنين  بمقر أكاديمية الجهة الشرقية ضمن لجنة عمل ، فعلمت بحفل نهاية السنة  مساء نفس اليوم  ، وهو حفل قررت الأكاديمية إقامته بمركز الدراسات والبحوث  الانسانية والاجتماعية  بوجدة ، ووجدتني صحبة السيد رئيس القسم بقاعة المحاضرات لمعاينة الاستعداد للحفل ، وقد التحق بنا السيد مدير الأكاديمية ليشرف بنفسه على اللمسات الأخيرة لهذا الحفل الذي بذلت  من أجل تنظيمه جهود مشكورة من كافة الأطراف المعنية بتنظيمه . وحضرت بعد صلاة التراويح الحفل ، وكان كما  عاينت استعداداته من قبل  ناجحا لولا أن  عناصر من ديوان الولاية تدخلوا كالعادة  فيما لا يعنيهم ، حيث أخذ عنصران من هذا الديوان يتحكمان في  سيرورة الحفل ،  وكان شأنهما كشأن ضيف  فضولي يتجاسر على رب البيت  ويملي عليه وجهة نظره في بيته . وليس من قبيل الصدفة أن  يتداول المغاربة فيما بينهم المثل الشعبي الحكيم :  » الضيف ما يتشرط ، ومول الدار ما يفرط «    حيث يعتبر تدخل الضيف في شؤون  صاحب البيت قلة أدب وقلة تربية  في الثقافة المغربية  . وحتى في الثقافة الإسلامية يلزم الضيف أن  يجلس حيث أجلسه رب البيت . ويبدو أن عناصر ديوان الولاية لا تبالي لا بالثقافة الإسلامية ولا بالثقافة الشعبية ، ولا بالعرف ولا بالعادة ، ولا بالمقام ولا بمقتضى الحال . وقد نتفهم جيدا أن السيد والي الجهة  وقته ثمين  لكبر مسؤوليته  وعظمها وكثرة مشاغله ، لهذا يقتضي حضوره حفل نهاية السنة الدراسية في ليلة رمضانية  تكييف زمن الحفل ليناسب   وقته الثمين  إلا أن ذلك لا يبرر تدخل عناصر ديوانه في سيرورة الحفل ، إذ لا شيء يمنع السيد الوالي  والوفد المرافق له من  حضور بعض فقرات الحفل ثم الانصراف للضرورة وللضرورة أحكام . وأعتقد أن بعض الجهات لا زالت لم تقطع الصلة مع عادات بالية حيث  تعتبر هذه الجهات أن حضور  مسؤول كبير في حفل قطاع من القطاعات يخول لها أن تتدخل فيه وفق ما تشاء متجاهلة أو متعالية على الجهة المسؤولة عن  هذا الحفل . فالأكاديمية في نظر هؤلاء يمثلها شخص واحد هو السيد المدير أما  باقي مكوناتها فمجرد حشرات أو أعوان خدمة . وأنا لا أنحي باللائمة على عنصري ديوان الولاية بل ألوم السيد مدير الأكاديمية الذي لم يعط أوامره لموظفيه بالتصرف وفق ما أعطاهم من تعليمات دون  الاهتمام بأية جهة مهما كانت لأن الحفل يخص الأكاديمية وحدها . وكان على المسؤول الولائي أن يطلب من مدير الأكاديمية إعطاء الأوامر لموظفيه لتغيير سيرورة الحفل أو لتسريع وتيرته أو بالقفز على فقرات برنامجه لتناسب وقته الثمين مقابل  وقت باقي الحاضرين المباح عوض أن  يقف  عنصرا ديوان الولاية لإظهار سلطتهما في حفل لا ناقة لهما فيه ولا جمل . والذي أطمع هؤلاء في هذا التصرف هو  مبالغة إدارة الأكاديمية في  التواضع أمام ضيوف السلطة المحلية  . ومن المبالغة في هذا التواضع  المعيب عدم  تنزيل السادة نواب الجهة منازلهم  بين ضيوف الحفل ، إذ جلسوا حيث انتهى بهم المجلس  خلف الوفد الضيف  ، واستخدموا لتناول الجوائز نيابة عن التلاميذ أو أوليائهم عوض أن يكونوا  ضمن مقدمي هذه الجوائز . وشخصيا لي رأي في  بروتوكول  توزيع الجوائز الدراسية  يخالف العادة .  فمن حسن الضيافة أن يقدم الضيوف  لتقديم الجوائز ويكون ذلك حسب  دلالة مواقعهم في المجتمع  . فمن الشرف أن يقدم السيد الوالي الجوائز الأولى نظر لقيمة مسؤوليته في الجهة  ، ومن الشرف أن يشاركه في ذلك السيد رئيس المجلس العلمي المحلي نظرا لقيمته العلمية  ، ومن الشرف أن يعطى شرف تقديم الجوائز لكل الضيوف حسب رتبهم العسكرية والمدنية  ، ولكن من العيب ألا يعطى هذا الشرف  لنواب الجهة ولمفتشيها ولمديريها ولمدرسيها. ولقد كان من المفروض أن يكرم  أيضا الأساتذة الذين كانوا وراء النتائج المتميزة للمتعلمين ، أو على الأقل  يشرفون بتقديم الجوائز لتلاميذهم ليتعرف من حضر الحفل  عن كثب  على صناع النتائج المتميزة . ولقد ساءني كثيرا الطريقة التي تم التعامل بها مع نواب الجهة ، وهو تعامل أساء إلى سمعة أسرة التعليم  قاطبة . ولو قدر لي أن أكون ضمنهم لما رضيت أن أستخدم لتسلم الجوائز نيابة عن التلاميذ وأوليائهم ، وليس استكبارا أو استعلاء وإنما لا يعقل  أن يبتذل ضيوف الشرف  من أسرة التعليم أمام باقي الضيوف من المصالح الخارجية المختلفة . ويبقى أن نسأل متى أقامت الولاية أو غيرها من القطاعات  حفلا  واستدعت فعاليات قطاع التربية من غير مديري الأكاديميات والنواب ، ومكنتهم من شرف توزيع الجوائز على من تكرمهم كما يفعل قطاع التعليم  الذي يعطي هذا الشرف لأفراد لا علاقة لهم بالقطاع  ؟ فلماذا يكون قطاع التربية وحده هو القطاع الذي يمكن غيره من الشرف ولا يبالي به أحد  في تشريف .  وأخيرا أقول إن  على مسؤولي قطاع التربية  أن يصونوا هم أنفسهم كرامتهم ، لأنهم في قطاع من أشرف وأقدس وأنبل القطاعات ، وإن كان لا بد أن يحاز شرف ما في مناسبة من المناسبات ،  فهم أولى وأجدر به .ولا يفوتني أن  أسجل امتعاضا لتلاميذ الثانوية التأهيلية الزيتون بمدينة العيون الذين حازوا  جائزة دولية  ووطنية في مجال التحقيق الصحفي من خلال  تحقيق حول تأثير معاصر الزيتون على البيئة إلا أنهم صنفوا في المرتبة الثالثة ضمن التكريم في  مجالهم الشيء الذي أسخطهم ورفضوا التقدم إلى منصة التتويج، علما بأنهم حظوا  باستقبال صاحبة السمو الملكي بسبب ما حصلوا عليه  وطنيا ودوليا ، وكان شرف استقبال صاحبة السمو كافيا لتقديمهم على غيرهم . وأسجل أيضا أن بعض الأبطال في مجال الرياضة حازوا الميدالية الذهبية ، وكانت جوائزهم عبارة عن قماش لا يناسب قدر الميدالية التي حصلوا عليها .وكان من المفروض أن تكون التكريم حسب الإنجاز،علما بأن الهدية لا تعبر إلا عن قدر صاحبها كما قال طائر الهدهد لنبي الله سليمان عليه السلام عندما أهداه جرادة  في حين أهدته الجن ما لا يخطر على قلب بشر، فكان جواب الهدهد الحكيم  على سؤال النبي الكريم :  » يا نبي الله  الدنيا قليلة في حقك  ولكن الهدية لا تعبر إلا عن قدر صاحبها  » فسر نبي الله بجواب الهدد الحكيم . وفي النهاية لقد آليت على نفسي ألا أحضر احتفالا لقطاع التربية  يحشر فيه قطاع آخر أنفه أبدا ، كما أنني آليت على نفسي ألا أحضر احتفالا لا تعرف فيه  أقدار أعزاء القوم ، ولا يجلسهم من يستدعيهم حسب  أقدارهم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

6 Comments

  1. ahlam
    25/07/2012 at 14:54

    salam 3alaykom ga3 madartona tssawar dial had l7afl nchofohom o nchofo had tadakhol o bghiiina nftakhro btlamdna o nchofo jawaiz dialhom!

  2. said
    25/07/2012 at 22:10

    تلاميذ ثانوية الزيتون لاعيون حصلوا علي جائزة دولية ووطنية لكن راى الجبراء العظام في الاكاديمية انهم يرتبوا ثالثا جهويا هكذا يكرم التفوق و هكذا نشجع التلاميذ علي تفعيل الحياة المدرسية .انجاز دولي ولا يقدم عنه حتي عرض بل لا يعرف من اصحابه بينما تلميذ واحذ يتقدم اكثر من مرة للمنصة والله لقد اذيتم تلامدتنا فعيب غليكم اتقوا الله

  3. إبراهيم
    26/07/2012 at 02:55

    فعلا ، إنه تواضع معيب ، لأن صــاحب البيت أصبح ضيفا ، والضيف أصبح صــاحب البيت
    أشكرك أستاذي الفاضــل جزيل الشكر على غيرتك على قطاع التعليم وأهـــله

  4. Dkhissi
    26/07/2012 at 05:30

    القيمة تصنع بالمواقف الرجولية وليس بالانهزامية التي يتصف بها جل افراد أسرة التعليم

  5. قاريء
    26/07/2012 at 16:58

    تحية تقدير للأخ الشركي على هذا المقال الذي عبر من خلاله على إحساس بالغبن مس كل مكونات أسرة التعليم (أساتذة ،رؤساء مؤسسات ،هيئة مراقبة …)نتيجة التهميش الذي لحقها في الحفل المشار إليه سواء من خلال عدم التأكيد على الدور المركزي لهذه الفئات في تحقيق النتائج المحتفى بها ضمن كلمة السيد مدير الأكاديمية الجهوية أو من خلال إقصائها من تقديم الجوائز(وهو حق طبيعي وشرف مستحق) و الإذعان لعنصري الديوان في تحديد من يقدم الجوائز ومن لايرقى مقامه إلى ذلك وهو سلوك مرفوض وقد تسبب في ارتباك واضح لدى اللجنة المنظمة التي تشكر على المجهودات الكبيرة التي بذلتها لإقامة الحفل وإنجاحه في وقت قياسي
    مع تقديرنا الكبير للسيد والي الجهة و واعتبار حضوره والوفد المرافق له في هذا الحفل تكريم لأسرة التعليم ودليل على الإهتمام المتميز الذي يوليه لقطاع التربية والتكوين بالجهة.

  6. said
    26/07/2012 at 20:24

    عندي سؤال بسيط لو كانت ثانوية عمر بن عبد العزيز هي التي حصلت على جائزة وطنية و دولية هل كنتم تكرمونها بهذه الطريقة المهينة التي كرمتم بها تلاميذ ثانوية الويتون .عيب ان يصل المسؤولون الي هذا المستوي من المحسوبية و العلاثات الخاصة علي حساب العطاء و الجذ

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *