إذا جرح الحريصبر على الألم ، هذا المثل ينطبق على الإخوة السوريين ، القتل فيهم ونزيف الجراح وفقدان الأحبة وظلم الشبيحة ، ومع ذلك الثورة مستمرة ، في هذه الأيام ذكر بعض المفكرين أن مايقوم به حزب البعث الآن لم يسبق إليه غيره من الظلمة والقتلة الذين ذكرهم التاريخ لجرمهم وظلمهم وبعد ذلك أصبحوا في مزبلته ، ونقول للإخوة السوريين ثورتكم عظيمة بارك الله لكم فيها ، فمزيدا من الصبر ، وقد قال الله عز وجل : (( ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )) لاتأبهوا بتخلي العالم المتغطرس  بحسابات السياسة عنكم ، وتذكروا دائما أن الله عز وجل معكم ، لأنكم قلتم للظالم ياظالم ، ( وأفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر ) ، عافى الله جرحاكم وتقبل شهداءكم وثبت أقدامكم ونصركم على الظلم والظالمين . إن ثمن الحرية غال والطريق إليه شاق مفروش بالأشواك والمتاعب خاصة أمام الظالمين الذين لايخافون الله ، فاللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك ولايرحمنا .

نعلم أنكم بلا ماء ولا كهرباء ونعلم بشح الطعام وأرق الجفون ومهما صورنا معاناتكم فلن نستطيع أن نوفيكم حقكم غير أننا نحس بكم ونألم لألمكم وندعولكم بالنصر والتوفيق ، نتتبع أحوالكم شبرا شبرا ، فقد قال الحبيب المصطفى : ( من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ) ويبدو والعلم لله أن أيام الطاغية باتت معدودة فقد عاث في الأرض فسادا ، وكذلك يكون مصير من أعلن الحرب على الله ومن أعد مااستطاع جمعه من ترسانة روسية وجهت كلها لصدورأبناء الشعب الأعزل الذي بدأت ثورته سلمية من أجل الحرية والكرامة ، ولم تطلق منها طلقة واحدة ضد عدوالأمة الحقيقي في ظل احتلال الجولان وانطبق عليه المثل الشعبي ( الناس تغلب الناس ونا نغلب عيشة اختي )

عدد كبيرمن ابناء الشعب السوري هجروا إلى تركيا هذه الأخيرة التي أعطى قادتها نموذجا فريدا في العمل الدؤوب والنهضة المطلوبة ، وكان الاجدر ببشاران يقتدي بهم في هذا الإقلاع الناجح بدل تشريد السوريين والزج بهم في غياهب مظلمة والممانعة الحقيقية تكون في حماية الشعب وتحقيق متطلباته وتبويئه مكانة مشرفة سراجها الحرية والديموقراطية والتعددية الحزبية بدستور يحفظ الكرامات ويحدد الحقوق والواجبات .

ألهمكم الله يا أبطال سوريا الصبروالسلوان وحقق لكم أهداف ثورتكم وأذل الظالم على أيديكم (( ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون ))