Home»National»إذا لم يكن في حزب العدالة والتنمية صقور وحمائم فحمدا لله عز وجل

إذا لم يكن في حزب العدالة والتنمية صقور وحمائم فحمدا لله عز وجل

0
Shares
PinterestGoogle+

إذا لم يكن في حزب العدالة والتنمية صقور وحمائم  فحمدا لله عز وجل

 

محمد شركي

 

بداية أشكر الأخ الفاضل السيد محمد السباعي  الذي عبر عن ثقته في حسن نيتي ورغبتي في الإصلاح ، وهو ما  جعله يرد على مقالي ، ولولا ثقته تلك لما فعل ، وبدوري أبادله ما يكنه لي من تقدير واحترام وزيادة .  وبعد ذلك وددت لو أن الأخ السباعي وقف عند آخر مقالي ليقرأ عبارة  » أرجو ألا يغضب من مقالي الصقور أو الحمائم «   وما دام حزب العدالة والتنمية لا صقور فيه ولا حمائم بل مجرد إخوان على الدين أعوان،  فلا أعتقد أن مقالي يمكن أن  يثير غضب  الإخوان الأعوان على الدين . وأظن أن الأخ السباعي أوتي من الفراسة وبعد النظر ما يجعله مميزا بين مقالات الخصوم ومقالات الأعداء، ذلك أن مقالي جاء  على إثر صمت  حزب العدالة والتنمية بخصوص خروج الإخوة أفتاتي والمقرىء والمعتصم من الأمانة العامة مع أن الصحف الوطنية المختلفة ، ومنها جريدة المساء نسبت قول  :  » اسألوا السيد بنكيران عن خروجي من الأمانة العامة  » للسيد أفتاتي. وكان بالإمكان خروج الحزب ببلاغ في هذا الصدد من أجل  وضع حد لكل تأويل أو تخريج من صديق  مخلص أو عدو متربص . أنا أقبل من السيد السباعي تصحيح الأخطاء لو أنني ادعيت علما أو فلسفة في السياسة  ،  ولكن ما ذكرته كان مجرد انطباع عن السياسة . وما دام السيد السباعي قد أحالني  مشكورا على نماذج  لشخصيات كاريزمية من حجم عمر المختار  ومحمد بن عبد الكريم الخطابي وغيرهم من أجل دحض مقولتي : «   لم يثبت عبر التاريخ أن مشتغلا بالسياسة ظل محافظا على مبادئه  » أرد عليه  بعد  سرد قاعدة لا مقارنة مع وجود الفارق  بما هو أهم مما استشهد به . ألم  تحدث السياسة ـ قبح الله سعيها ـ شرخا في أمة الإسلام  بين  علمين  وخليفتين هما  الخليفة علي كرم الله وجهه  ، والخليفة  معاوية رضي الله عنه ؟ ألم  تكن السياسة هي سبب الشرخ  بين المسلمين حتى حول الرافضة الخلاف السياسي  بين الخليفتين إلى خلاف عقدي  مقيت ؟ ألسنا إلى اليوم نعاني من آثار هذا الخلاف الذي كان سببه السياسة اللعينة ؟  فقبل الاستشهاد بعمر المختار  والخطابي  ومانديلا  وشي جيفارا كان لا بد من  استحضار ما أحدثه السياسة بين علي  بن أبي طالب  ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما . ويعلم السيد السباعي أنني لا أكتب من أجل الإثارة ولا من أجل عدد النقرات ، ولا من أجل  رفع المبيعات لأنني لا أبيع ولا أشتري ، وإنما ندبت نفسي لقول الحق حسب اجتهادي المتواضع في الوصول إليه وفق ما يتوفر من مؤشرات وأدلة ، وإن  تبين لي أن الحق فيما لم يبد لي بداية يممت صوبه حيثما ولى  دون تعصب . ومقالي لم يتضمن أحكاما  ولا خلاصات ولا استنتاجات بل مجرد وجهة نظر تحكمها القاعدة البلاغية المشهورة :  » الخبر هو ما احتمل الصواب  والخطأ «   وبتعبير أكثر صرامة  » ما احتمل الصدق والكذب أو التصديق والتكذيب « .  ووجهة نظري بنيت على أساس ما أثاره السيد أفتاتي من انتقادات ضد  زعيم حزب في الاتلاف  الحكومي وهو ما  تناقلت وسائل الإعلام بأنه  تسبب في إحراج رئيس الحكومة ، وهذا أمر لا يمكن أن ينفيه السيد السباعي ، لهذا عندما تزامن خروج السيد أفتاتي من الأمانة العامة للحزب كان لا بد أن يربط كل من تابع سجال السيد عبد العزيز أفتاتي  السياسي سواء في وجدة أو في البرلمان  بين الأمرين ، ومن لم يفعل  ظنت بعقله الظنون .  ولقد أصاب السيد السباعي في كوني ابن الحركة الإسلامية المغربية ، وكان عليه أن يضيف بدون انتماء أو ولاء لطيف من أطيافها ، مع  وقوفي على مسافة واحدة منها  جميعا ، ومع  الحضور معها موحدة أو منفردة عندما تقتضي  مصلحة الأمة ذلك . ولعلمه فقد ناضلت إلى جانب فصيل الطلبة الإسلاميين  في جامعة فاس سنة 1981 ، وكان الفصيل خليط من  الانتماءات  ، وكنت الوحيد بلا انتماء ، ولن أنسى أبدا ونحن في عنبر من عنابر سجن عين قادوس  بفاس  تحلق كل انتماء في زاوية ، وكنت أتردد على كل حلقة  ،وأنا على علم باختلاف ولاءاتها  ، وكان إخواني غفر الله لهم  وسامحهم كلما التحقت بحلقة غيروا مجرى حديثهم الخاص وكأنني مخبر مندس وسطهم لمجرد أنني لم أقبل التموقع ، ولم أشعر إلا وأنا أكسر أصابع يدي احتجاجا على هذا التشرذم وسط عنبر واحد في السجن ومصير واحد  ، وأقسمت يومها ألا أعطي ولائي لفصيل مهما كان حتى لا أتجرع مرارة التشرذم  أبدا، و ونفاق المجاملة الكاذبة بين الفصائل التي تنتمي  ـ يا حسرتاه ـ إلى الحركة الإسلامية  وبعضها يعض أنامل الغيظ على بعض وما تسعرت نار الغيبة وأحيانا البهتان إلا بينها   . ولقد صنفتني المخابرات لعدم انتمائي  كما شاءت  كلما حضرت نشاطا لفصيل من  فصائل الحركة الإسلامية ظنت أنني منها  ، وقد حرمت من حقي في اقتناء رخصة حمل سلاح من أجل القنص بدعوى أنني من جماعة العدل والإحسان مع أنه ليس لي مع هذه الجماعة إلا الخير والعدل والإحسان دون أن أنكر صداقتي  مع السيد عبد الله الشيباني زوج السيدة نادية ياسين ، وقد  زفت له في بيت بحي الليدو كنت أشترك في كرائه مع  أخوة أفاضل آخرين ، وكان أول زفاف ميمون في جامعة فاس  في الوسط الطلابي ، وبصداق مبارك لا مثيل له بارك الله لهما .  ولقد افترى علي أخي السباعي  عندما جعلني من المقاطعين  ، وقد كنت من المصوتين  على حزب العدالة والتنمية  ومن المشجعين على ذلك ، ولولا أمثال السيد عبد العزيز أفتاتي لما فعلت ، لأن في

حزب العدالة والتنمية من أساء إلي إساءة لم تأتني من الأعداء  ، وما كنت لأصوت على هذا الحزب لو كان فيه فقط نماذج  من أهل الإساءة . وأعتقد أن وصف  السيد السباعي لمن له موقف من المشاركة الانتخابية برواد المقاهي وحزب التنظير والانتظار فيه شيء من التجني على حريات الغير. فما كل من  كان له موقف من طريقة اللعبة السياسية في المغرب يستوجب التشكيك في موقفه  ووصفه بارتياد المقاهي من أجل التنظير والانتظار . وكما ذكرني السيد السباعي بنماذج ممارسي السياسة  في العصر الحديث أعود بذاكرته إلى عصر الصحابة حيث التزم خيارهم  الحياد عندما فرقت السياسة بين علي بن أبي طالب  ومعاوية  بن أبي سفيان رضي الله عنهما . ولم يكن الصحابة الذين نأوا بأنفسهم عن الصراع السياسي من رواد المقاهي  ولا من حزب التنظير والانتظار، بل كانوا أصحاب مواقف مشرفة ولم يشاركوا في صنع الشرخ الذي أصاب الأمة وقسمها تقسيما لا زال مستمرا إلى يومنا هذا . ولقد رفض السيد السباعي وصف حزب العدالة والتنمية بالحزب الحاكم ، وفضل عوض ذلك الحزب المتحالف  مع غيره  علما بأنه الحزب الذي   خول له الدستور أن يشكل الحكومة بما شاء من التحالفات. ومن أجل أن أؤكد للسيد السباعي أن السياسة مصالح قبل أن تكون مبادىء أسأله : بالله عليك  هل  من المبادىء أن يتحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب كان زعيمه بالأمس القريب  يؤلب عليه الدولة من أجل توريطه في جرائم الإرهاب  بشكل فاضح  وعبر مؤتمرات صحفية ؟ وهل من المبادىء أن يتحالف  مع حزب كان في مركز صنع القرار وفي عهده وقعت كل المفاسد التي كانت سببا في انتفاضة 20 فبراير، و التي يعود إليها الفضل في وصول حزب العدالة والتنمية إلى مركز صنع القرار بعد الله عز وجل ؟  وأخيرا أقول بدوري لولا قناعتي الراسخة بحسن طوية  أخي السيد محمد السباعي لما أجبت على مقاله . ومرة أخرى أرجو أن يعتبر مقالي هذا سجالا أخويا لن يفسد لنا مودة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. متتبع
    20/07/2012 at 12:59

    ولقد افترى علي أخي السباعي عندما جعلني من المقاطعين : فما يقول الأستاذ شركي في هذا المقطع من مقال له سابق في وجدة سيتي؟
     » فعندما نتأمل عدد المصوتين نجد أن الأقلية هي التي ساهمت في مسرحية الانتخابات الهزلية، بينما عبرت الأغلبية عن مقاطعتها… وعدم التصويت هو تعبير حضاري وشرعي أيضا في زمن الهوى المتبع وإعجاب كل ذي رأي برأيه. لقد كان من المفروض أن يعلن الحزب المحسوب على الدين مقاطعة انتخابات فيها حزب عشية وضحاها. أما المشاركة معه في مسرحية محبوكة فهو التواطؤ على الباطل. فها قد صار حزب عشية وضحاها هو الحزب الأول في البلاد لأنه وجد في الحلبة السياسية من يقبل لعبته ويضفي عليه الشرعية ويمكنه من الرتبة الأولى ويرضى بالرتبة السادسة. فمجرد المشاركة إلى جانب هذا الحزب تعتبر وصمة عار تلحق المشاركين خلاف ما يعتبرونه عملا بطوليا . فالأحزاب سواء المحسوبة على الدين أو الممتطية له أو المحسوبة على الدنيا لو أنها كانت صادقة مع الشعب لكانت مع إرادته التي هي مقاطعة انتخابات يوظف لها حزب عشية وضحايا، وتحسم نتائجها سلفا لصالحه. أنا أعرف من مناضلي الحزب المحسوب على الدين أصحاب المبادىء والمخلصين ، أقولها بصدق ودون محاباة وأنا إنسان لا أحابي ، ولكنني أعرف أيضا منهم الوصوليين والانتهازيين الذين يستترون وراء عباءة الحزب للتمويه عن فسادهم وانتهازيتهم ، ولإلحاق الأذى بسمعة الحزب وتلطيخه دون أن ينالهم الطرد. فما قيمة الرتبة السادسة في انتخابات حاز فيها الحزب المطبوخ الرتبة الأولى ؟ أليست الرتبة السادسة مطية امتطاها الحزب المطبوخ ليحوز الرتبة الأولى ويعطي الشرعية لانتخابات لا تعكس إرادة الشعب ؟ ألم يكن من الأجدر مقاطعة هذه الانتخابات ؟ ولفت أنظار الرأي العام العالمي إلى عدم مشروعية حزب عشية وضحاها المفروض على الشعب فرضا ؟ ولعل في انتخابات إيران عبرة لصاحب التعليق الذي فكر في اتهام المقاطعة وتزكية المشاركة التي قدمت الفوز على طبق من ذهب لحزب عشية وضحاها. فليست المقاطعة هي التي أعطته الفوز وإنما المشاركة هي التي أعطته المشروعية قبل الفوز. » محمد شركي
    16/06/2009- وجدة سيتي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *