Home»Femme»التربية الجنسية السليمة من أسس بناء مجتمع متحضر

التربية الجنسية السليمة من أسس بناء مجتمع متحضر

1
Shares
PinterestGoogle+

التربية الجنسية السليمة من أسس بناء مجتمع متحضر

 

تسعى الرأسمالية المتوحشة ، دائما ، إلى إدخال المرأة والرجل ، الطفلة والطفل إلى السوق الاستهلاكية باعتبار الإنسان كسلعة يباع في سوق العبيد الجدد ليدخل إلى دورة الاستغلال التي تدافع عنها الرأسمالية بكل وسائل الدعاية المختلفة وأذكى هذه الدعاية هي الحرية الجنسية التي تحط من قيمة الإنسان ليبيع جسده كما يبيع الرأسمالي سلعته للوصول إلى الربح الذي يشكل الغاية الكبرى للإنسان الاستغلالي .

 

وقد حاولت الأديان السماوية الثلاث ، والنظريات الفلسفية ، والسياسية ، والتربوية ، مواجهة التطرف الجنسي بشكل مستمر في مختلف المجتمعات البشرية للحد ما أمكن من حدة هذا التطرف بواسطة إدخال تشريعات جديدة لضبط العلاقاتالمتعددة بين الجنسين .

 

وسنركز في هذه المقالة على التربية الجنسية كوسيلة أساسية لخلق علاقات سليمة بين الجنسين :ذكر وأنثى من منظور الحقل التربوي والتعليمي.

 

فالمقصود بالتربية الجنسية هي تكوين علاقات حسنة وسليمة بين الطفلة والطفل أو المراهقة والمراهق بتذكيرهما باحترام المرأة التي ترمز للأمو يحترمها كل إنسان على وجه الأرض وكذا احترام الأب ، وإبراز أهمية ترسيخ الاحترام بين الجنسين معا ليكون على أساس شرف العفاف والحشمة والحصانة .

 

و لا يدرك الأطفال والمراهقات والمراهقون مفهوم التربية الجنسية إلا إذا شرح الآباء والأمهات والمدرسون بشكل علمي التطورات الجسدية والنفسية التي تظهر عند النضج الجنسي للتأكيد على أن هذه التطورات شيء طبيعي سيؤدي إلى وضعية جسدية أكثر نضجا لذا المطلوب من الجنسين احترام بعضهما البعض في إطار من النزاهة والإخلاص بعيدا عن النزوات الحيوانية .

 

ومن بين الإجراءات السلوكية والعملية لترسيخ تربية سليمة بين الجنسين في مجتمعنا نذكر ما يلي :

 

إقناع الذكور بإعطاء الأسبقية للإناث في الجلوس داخل الأقسام والبيت الأسري والحافلات وغيرها من الاماكن العمومية والخصوصية على السواء .

 

اجتناب الذكور التصرفات الخاطئة ( سب ،عنف ، تحرش … ) إزاء الإناث باستحضار احترام رمزية الأم والأخت .

 

توعية الجنسين معا بأن التصرف الإيجابي يدربهما على الانتقال من مرحلة إلى أخرى أكثر نضجا ليصلا إلى إنسان الغد يعني الإنسان الذي سيتحمل مسؤوليات مهنية وعائلية.

 

الاقتناع بالتراجع عن السلوك السلبي إزاء الجنس الآخر من الخصال التي يملكها العقلاء والمتحضرون .

 

تذكير الجنسين بمحاربة سوء النوايا بينهما كخصلة حيوانية يجب محاربتها لتكريس السلوك الإنساني الذي يتميز باحترام منظومة أخلاق المجتمع .

 

تعمل كل أسرة على تحديد واجبات وحقوق الأنثى والذكر في المنزل لترسيخ مبدأ الاحترام بينهما، لأن الأسرة هي المؤثر الكبير في تربية الأطفال وتوضح لهما – كذلك – أخطاء الأجيال السابقة في العلاقة بين الجنسين ليستفيد من دروسها الأطفال والمراهقات والمراهقون.

 

وعلى كل أسرة أن تدعم القوانين والتنظيمات المعمول بها في المؤسسات التعليمية لتتكامل جهود الطرفين لتحقيق أهداف الدولة والمجتمع ، وتكرس الأسر مبدأ احترام المؤسسات الحكومية .

 

هذه فئة أساسية من الإجراءات العملية العديدة التي يمكن ان نطبقها في مجتمعنا لبناء تربية جنسية سليمة وطبيعية لتجاوز المشاكل الحالية والتي تتطلب تكاثف الجهود داخل الأسر ، ومابين الأسر والمدارس ومختلف الهيئات الحكومية والجمعتية والسياسية . فالظروف الصعبة التي نعيشها اليوم تفرض توحيد الجهود وتقريب وجهات النظر لإنجاز عمليات إجرائية وملموسةفي الميدان ولو بشكل قليل لأن المهم تكريس مفهوم العمل التطبيقي في المجتمع .

 

علي سحماوي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *