Home»International»دلالة انخراط جلالة الملك في دعم مشاريع رعيته

دلالة انخراط جلالة الملك في دعم مشاريع رعيته

0
Shares
PinterestGoogle+

دلالة انخراط جلالة الملك في دعم مشاريع رعيته

 

محمد شركي

 

دأب جلالة الملك وفقه الله لما فيه خير أمته كلما حل بربع من ربوع المملكة على تدشين المشاريع التي تدفع بقاطرة التنمية نحو الأمام بوتيرة متزايدة تحاول مسايرة الركب الحضاري. والمألوف أن الأمة تتابع إنجازات جلالته  العلنية عبر وسائل الإعلام إلا أن انجازات جلالته غير العلنية ، والتي  تحصل خلال جولاته الشخصية في أحياء المدن التي ينزل بها ، فقلما تذكر أو تنشر ، وتتداولها  الألسنة عوض وسائل الإعلام . وكما نشر موقع وجدة سيتي  فقد ألف جلالته التجوال بين أحياء مدينة وجدة ، وفي الجهة عموما كلما حل بها  لتفقد أحوال رعيته ، وهذه سنة  السلف الصالح من ولاة أمور المسلمين . وخلال جولاته التفقدية يتصل جلالته برعيته فيسأل عن أحوالها ، وينخرط معها في همومها ومشاغلها . ومما تناقلته الأخبار خلال زيارته الأخيرة  أنه مر بحي البام بسيدي يحيى والتقى ببعض رعاياه ، ولاحظ  وجود مسجد لم تبن صومعته ، فسأل جلالته عن الجهة المسؤولة عنه ، فدل على أحد المحسنين ، وكان هذا المحسن الفاضل قد أقسم من قبل أن  يبع مسكنه إذا اقتضى الأمر ذلك من أجل أن ينهي بناء هذا المسجد. وقيض الله تعالى لهذا المسجد أمير المؤمنين ليساهم في بناء صومعته. وتقول الأخبار نقلا عن هذا المحسن الفاضل أن جلالته خصه بلقاء خاص  وبحنو عجز هذا المحسن عن وصفه  حين عرض جلالته مساهمته الكريمة  لإتمام بناء صومعة هذا المسجد بتواضع الملوك الصالحين . ولقد أثرت هذه الالتفاتة المولوية بالغ الأثر في المحسن الفاضل صاحب المسجد ، وفي ساكنة حي البام  التي قدرت عاليا وغاليا هذه المبادرة الإحسانية الملكية . وانخراط جلالة الملك في مشاريع رعيته  له أكثر من دلالة ،  فهو يعني أولا حرص جلالته على القرب الدائم من شعبه على اختلاف فئاته ، لأنه بجولاته الشخصية التفقدية غير العلنية يستكمل احتكاكه برعيته. ولا يخفى ما لهذه الجولات  التفقدية غير العلنية من قيمة في نفوس الرعية . فكم من الرعايا يرصدون جلالته في مثل هذه الزيارات الفجائية  برسائل  مكتوبة أوشفوية  من أجل إيصال همومهم إليه ، وهي هموم قد لا تصل إليه عبر الطرق التي من المفروض ألا تحول بين عاهل البلاد ورعيته . والجميل في تنقلات جلالة الملك في إطار غير رسمي أنه يروم بها الوصول بنفسه إلى هموم شعبه  ولا ينتظر أن تصله ، وهو بذلك يوفر لهذا الشعب  طرق التواصل  غير المتاح  معه  .  ومما يعنيه انخراط جلالته في مشاريع رعيته أيضا أنه  يعبر  عن مساندته لكل سعي مشكور  فيه خير الأمة . فعندما يمر  ملك البلاد بحي من الأحياء الشعبية  فيجد محسنا  قد آثار خدمة الدين وبنى مسجدا لعبادة الله عز وجل ، ولتلاوة القرآن  ولتربية الناس التربية الدينية الصالحة ، فإنه يشد على يد هذا المحسن فيشاركه إحسانه بالإنفاق على رفع مئذنة المسجد ليعلو من نداء الخير . فهذا الموقف من جلالته يعكس دعوته بالحال  للرعية للتشبث بقيمها الدينية ، وفيه أيضا دلالة عن معنى إمارة المؤمنين المتمثلة في  خدمة الدين . وليست هذه  هي المرة الأولى التي  يمر فيها جلالته في زياراته التفقدية بمشاريع فيها صلاح فيقف بنفسه على دعمها وتشجيع أصحابها . فهل  ستستفيد الأمة من عاهلها  فتقبل على المشاريع الخيرية من أجل نهضة هذا البلد الكريم الذي يستحق من هذا الشعب الطيب الأعراق كل جهد وبنكران ذات  وإخلاص وصدق . أعرف جيدا صدق المحسن الفاضل  صاحب مسجد حي البام ، فهو رجل إخلاص النية لله تعالى ، وهو من الذين يفرون فرارا من  الأضواء الإعلامية ، ولكن الله عز وجل رأى عمله ، وأراه للأمير المؤمنين ، وفي ذلك إشارة قبول منه سبحانه وتعالى . ولقد أراد الله عز وجل كل خير بأمير المؤمنين حين هيأ له الظرف ليساهم في رفع مئذنة هذا المسجد ، وهو الذي أكرمه الله تعالى بحب بناء بيوته . ولقد شرفه الله تعالى ببناء مسجد حمل اسمه الكريم في مدينة زيري بن عطية ، وهو معلمة وآية ستظل شاهدة على ورع وتقوى هذا الملك الصالح المصلح الذي جعل ولاية ملكه الراشدة عبارة عن تحرك دائم في طول البلاد وعرضها من أجل الإشراف على المشاريع الرائدة التي نقلت المغرب  إلى عهد جديد  نحمد الله عز وجل  عليه حمدا يزيدنا به  من خيره العميم . وجزى الله تعالى جلالة الملك خير الجزاء على إحسانه الكريم ، وشكر للمحسن الفاضل إحسانه وأثاب عليه خير الثواب ،وشكر لموقع وجدة سيتي نشر هذا الخبر السار الذي ابتهجت له ساكنة حي البام ، وكل ساكنة مدينة وجدة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *