Home»National»نموذج الأداء الإعلامي الطائفي في الوطن العربي

نموذج الأداء الإعلامي الطائفي في الوطن العربي

0
Shares
PinterestGoogle+

نموذج  الأداء الإعلامي الطائفي في الوطن العربي

 

محمد شركي

 

من المعلوم أن الإعلام  في كل أقطار العالم تحكمه القيم  الأخلاقية السائدة في كل قطر. فإذا كان الإعلام الغرب  تحكمه القيم الأخلاقية الغربية ، فإن أداءه يكون وفق قيمه هذه . ومن المفروض في الإعلام الذي يدعي الانتساب للإسلام أن يلتزم بالقيم الأخلاقية الإسلامية  ، وهو ما لا يحصل مع شديد الأسف والحسرة والألم . فخلال تجوالي بين القنوات الإعلامية العربية يوميا بغرض الاطلاع على ما تمر به الأمة العربية والإسلامية في هذا الظرف الحساس من تاريخها ، أمر بقناة المنار اللبنانية  الشيعية التي يدعي أصحابها الورع والتدين أكثر من غيرهم، فأتابع نشرات أخبارها  التي لا تخضع لقيم الإسلام الأخلاقية ، بقدر ما  تخضع للتعصب الطائفي  . ولا يسع المرء ، وهو يتابع أخبار هذه القناة سوى الأسى على ما يفعله التعصب الطائفي بالمتعصبين  حتى أنها تعمى أبصارهم وبصائرهم  عن قول الحق وعن الانصاف والموضوعية  . فمعلوم أن قيم وأخلاق الإسلام تفرض على الملتزمين بها قول الحقيقة  ولو على أنفسهم . وقناة المنار نموذج للأداء الإعلامي المتعصب للطائفية ، وفيما يلي الدليل القاطع على ذلك  : عندما تذكر هذه القناة ما يفعله الجيش اليمني بمن يسمون أنفسهم أنصار السنة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ، تعتبر ذلك حربا ضد  ما يسمى القاعدة والإرهاب  ، وهي في ذلك على  الملة الأمريكية ، ولكنها عندما تذكر الحوثي الرافضي وأنصاره تستنكر التدخل الأمريكي في اليمن . فأين هي مصداقية  إعلام قناة المنار الرافضية ؟  ومعلوم أن كلا من أنصار السنة ، و أنصارالحوثي يحملون السلاح  ويواجهون الجيش اليمني  الذي يحسب على قبيلة  رأس النظام الذي رفضه الشعب،  إلا أن قناة المنار  وبدافع التعصب للطائفية ترى في حمل أنصار الحوثي السلاح ضد الجيش اليمني ما لا تراه في حمل أنصار السنة له . وكمثال آخر  عندما  تتحدث قناة المنار عن الحراك الرافضي في البحرين  تصف النظام البحريني بالإجرام  والإرهاب ، ولكنها عندما تتحدث عن  الحراك الشعبي  السني  وغير السني  في سوريا  تعتبره  إرهابا وإجراما  ،  في حين تحاول تبرئة ساحة النظام  السوري الدموي. فهذان المثالان يعكسان مدى انحطاط القيم الأخلاقية التي  توجه الإعلام الطائفي بحيث  يفضل التعصب الطائفي  على الحقيقة  وعلى الموضوعية . فالقيم الأخلاقية الإسلامية تدعو إلى  مقاتلة الطائفة المسلمة الباغية على طائفة مسلمة مثلها  حتى تفيء إلى أمر الله عز وجل . والطرف الذي يفترض فيه أن يمنع البغي بين الطائفتين طرف يشترط فيه الحياد التام  والعدل والموضوعية  ، والالتزام بأمر الله عز وجل الذي به يقضى على البغي . فأين إعلام قناة المنار من هذه القيم الأخلاقية الإسلامية ؟ كيف  يتهم أنصار السنة في اليمن بالإرهاب ، بينما يوصف أنصار الحوثي بأنهم مقاومون  وشرفاء  ؟ فإذا كان خروج فئة ما على الأمة الإسلامية  وقد اجتمعت  على قيادة واحدة غير مقبول  يقتضي قتالها  أي دفعها بما شرع الله تعالى ، فكيف يمكن اعتبار تمرد أنصار السنة خروجا على الأمة ، في حين لا يعتبر تمرد أنصار الحوثي  خروجا عليها ؟  وكيف يمكن اعتبار النظام في البحرين  نظاما جائرا ، في حين لا يعتبر النظام السوري كذلك ؟  وكيف  يعتبر انتفاض الشعب السوري على النظام خروجا على القيادة ، ولا يعتبر انتفاض رافضة البحرين خروجا على القيادة  ؟    علما بأن النظام في البحرين لم يرتكب ما ارتكبه النظام السوري من فظائع ، ولست أريد بهذه المقارنة الدفاع أو التعصب للنظام في البحرين ، بل أنا أدين كل استعمال للقوة من طرف أي نظام كان ضد انتفاضة شعبه ، لأن الشعوب لا تنتفض إلا إذا  حصل ما يدعوها لذلك . والمعتبر بالنسبة للإعلام الطائفي  الذي تعتبر قناة المنار  نموذجا له هو  الميل  كل الميل إلى الانتماء الطائفي  والتعصب له  على حساب الحقيقة  والموضوعية . ونفس القناة تصم الآذان بالتغني بالقيم الأخلاقية  ، وتخصص جزءا من برامجها  للابتهالات  أو الجوشن كما  يسمونه  يخادعون به المسلمين من خلال ادعاء التدين المغشوش الذي يخفي وراءه الحقد الأسود على من لا يدين بالعقيدة الرافضية .  وكان من المفروض  أن نجد قنوات  إعلامية عربية وإسلامية  تنقل على الأقل الاقتتال بين طائفتين من المسلمين حتى لو تعلق الأمر بأنظمة من جهة وشعوب من جهة أخرى  نقلا موضوعيا محايدا دون تحيز لطرف على حساب طرف آخر . فإذا كانت قناة المنار  تتعصب لطائفتها الرافضية ، فلا يمكن أن ننتظر من القنوات الأخرى إلا الرد على تعصبها بتعصب مثلها لطائفية أخرى. وأعتقد أنه صار من أوجيب الواجبات بالنسبة لعلماء الأمة المخلصين  على اختلاف مشاربهم الطائفية أن يفتوا ببطلان التعصب للطائفية  مع عدم اعتمادها   داخل المجتمعات الإسلامية  التي  يجب أن تستوعب  كل طائفية تحت  حكم واحد متوافق بشأنه ، يضمن حرية الانتماء الطائفي ، ولا يسمح باستغلالها للنيل من الطوائف الأخرى تكفيرا أو تجريما أو تسفيها . فإذا ما كان الإسلام قد أبدى مرونة في التساكن والتعايش بين المسلمين والكتابيين من  يهود ونصارى وحتى غير الكتابيين من أهل الملل الأخرى ، فالأولى والأجدر أن  تلتزم الطوائف الإسلامية بهذا التساكن والتعايش  فيما بينها . ومعلوم أن التنافس الطائفي  هو الذي يدفع بعض الطوائف للنفخ في النعرات الطائفية من أجل توسيع مناطق نفوذها الطائفي  داخل مناطق  نفوذ غيرها من الطوائف . فالرافضة لا يقبلون بنسب وجودهم في العالم الإسلامي ،لهذا يبذلون كل ما في وسعهم للرفع من هذه النسب ، وهم يرتزقون  بشعار مقاومة أعداء المسلمين  ، ويحتكرون ذلك وحدهم ، وكأن باقي الطوائف الإسلامية خائنة  ومجرمة وإرهابية . والطائفة الرافضية تجيز أعداء المسلمين فيما يروجونه ضد المسلمين من  تهم ملفقة . فالرافضة  من خلال منبر قناة المنار الإعلامي مع الغزو الأطلسي  في أفغانستان على حساب حركة طالبان ، ومع التدخل  الأمريكي في اليمن ضد أنصار السنة  وما يسمى تنظيم القاعدة ، ولكنهم ضد هذا التدخل عندما يتعلق الأمر بأنصار الحوثي الرافضي . وأخيرا أقول آفة الرأي والقول  والخبر التعصب الطائفي وهو هوى  أعمى.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *