يعيش حزب عمر بن جلون هذه الأيام على إيقاع تجاذبات و تقاطبات سياسية بين المجموعات السياسية المكونة لحزب الوردة،و ذلك بعد دنو تاريخ المؤتمر العام للحزب الذي سينعقد خريف  هذه السنة، و يأتي في سياق أجواء إقليمية و وطنية اتسمت بتطلعات الشباب إلى التغيير، و الإطاحة بعدة أنظمة عمرت طويلا، و ظهور تحديات كبرى من قبيل التنظيمات الإرهابية في الساحل و الصحراء. و قد تجلت محليا بمطالبة فئة شبابية غير يسيرة،منتمية إلى الحزب، تدعى « اتحاديو 20 فبراير  » بدمقرطة  هياكل حزب المهدي،و تيسير عملية انتقال جيلي ، ينقله من الشرعية التاريخية إلى الشرعية الديمقراطية.
وجدير بالذكر، أن عملية التسخين و التدافع داخل الحزب بين المكونات تم تصريفها في عدة عمليات و أفعال سياسية يمكن تلخيصها  في:
1-    تهديد برلمانيي فريق  الحزب  بالترحال إلى فريق حزبي آخر، كما هدد رئيس فريق الحزب أحمد الزايدي بدفع استقالته.
2-    قيام النقابة الموازية للحزب ،الفيدارالية الديمقراطية للشغل، مع الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، بإضراب وطني، حضره الزعماء التاريخيون، مما يؤشر، حسب المحللين، إلى وجود صفقة ما بين هذه الزعامات تقضي بعودة التنظيمات المنشقة إلى حظيرة الحزب اليساري الكبير، مقابل إدماج الفيدرالية في الكنفدرالية. و يتزعم هذا الطرح كل من عبد الرحمان اليوسفي و نوبير الأموي.و يراهنان على هذه اللحظة السياسية الهامة من أجل توحيد الحزب، لترفع من اسهمهما،بعد تقاعدهما السياسي.
3-    مقابل الزعامة التاريخية، نلاحظ زعامة ميدانية تكن « العداء » للزعامة الأولى،و قد أكدت تقارير إعلامية، أن ادريس لشكر و اليارغي،لم يتبادلا التحية مع اليوسفي إبان تشييع جنازة المعارض السابق و الصديق الحميم للمهدي بنبركة، مومن الديوري ،  فالقيادة الميدانية ، منكبة على التحكم الميداني »  Zapping  » للفروع، ويتزعمها ادريس لشكر، الذي يبدو، حسب منابر إعلامية، قد أشرف على عملية تشكيل الفروع في الصحراء مما يعني عمليا أنها تدعمه. فادريس لشكر، ذو اصول صحراوية، و هو مدعم من حسن الدرهم، ممثل الإتحاد الإشتراكي في الصحراء المغربية .
حري بنا التأكيد في هذا المقام، أن الإتحاد الإشتراكي شكل دوما نوعا من الإستقرار في التوازنات السياسية الوطنية. و خروجه إلى المعارضة، أملته موضوعيا  قرارات عليا، لا يتحكم الحزب بشكل كامل فيها، و قد أكد  قيادي في الحزب، أن مصلحة الوطن ، اقتضت الخروج إلى المعارضة. وهناك من شبه دور الإتحاد الإشتراكي الحالي، بالدور الذي لعبه سابقا حزب الأصالة و المعاصرة. فهذا الأخير كان يتراءسه السيد بيد الله ذي الأصول الصحراوية، و بما أن الحكومة الحالية تعرف غيابا لأي وزير من أصول جنوبية،و بما أن السيد بيد الله، تمت إزاحته من على رأس الأصالة و المعاصرة، لذا فإن أكثر من طرف، يدعم ادريس لشكر، ذي الأصول الصحراوية، ليقود سفينة الإتحاد الإشتراكي بعد المؤتمر القادم. و عبد الواحد الراضي، الذي اعتبر تاريخيا مخاطبا  للحزب أمام الدوائر العليا، يدعم ادريس لشكر. أسئلة حارقة تنتظر أجوبة إبان المؤتمر القادم، لإخراج الحزب من عنق الزجاجة !!!!!!!
.