الولاء للطائفية ينقض الولاء للأمة الوسط والخيرة
الولاء للطائفية ينقض الولاء للأمة الوسط والخيرة
محمد شركي
من المعلوم أن مصدر الحقائق هو كتاب الله عز وجل ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ومن التمس الحقيقة في غيرهما أضله الله . ومن حقائق القرآن الكريم ، وسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وصف المسلمين بالأمة لقوله تعالى : (( كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم )) . فلكمة أمة هنا تعني جيل من الناس يجمعهم دين واحد جاء به رسول من الله عز وجل . وهذا أمر يؤكده القرآن الكريم في قوله تعالى : (( ولكل أمة رسول )) . والأصل في الناس أنهم كانوا أمة واحدة قبل أن يفرقهم الاختلاف إلى أمم مصداقا لقوله تعالى : (( وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا )). والاختلاف بين الناس مشيئة الله عز وجل في خلقه ، ولو شاء ما اختلفوا مصداقا لقوله تعالى : (( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة )) . والدلالة التي تعنينا في كلمة أمة هي الجيل من الناس الذين يجمعهم دين واحد ، ولا تعني الجماعة من الناس التي تقوم بعمل ما ، كما هو الشأن في قوله تعالى : (( وجد عليها أمة من الناس )) ،كما أنها لا تعني الطريقة كما هو الشأن في قوله تعالى : (( إنا وجدنا آباءنا على أمة )) ، كما أنها لا يعني الحين كما هو الشأن في قوله تعالى : (( وادكر بعد أمة )) ، كما أنها لا تعني الإمام كما هو الحال في قوله تعالى : (( إن إبراهيم كان أمة )) . وشتان بين كلمة أمة ، وكلمة طائفة التي تعني جماعة من الناس أقل من جماعة الأمة يجمعهم مذهب أو رأي يميزهم عن غيرهم. ولقد ميز الله تعالى الأمة الإسلامية بخصائص محددة وهي الوسطية لقوله تعالى : (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا )) ، والخيرية لقوله تعالى : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) . والوسطية لا تكون في الطائفة لأنها بالضرورة تميل إلى رأي أو مذهب يميزها عن غيرها ، فلا تكون وسطا بل طرفا، وبموجب ذلك لا تتمحض للخيرية ، ويؤيد هذا الرأي ذكر الله تعالى للطائفية داخل الأمة الإسلامية في قوله جل من قائل : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ))، فالاقتتال مصدره التطرف الموجود في جماعتين داخل الأمة التي يكون الأصل فيها الوسطية وإلا لما كانت مؤهلة للإصلاح بين الطائفتين المقتتلتين . ولا خيرية في طائفتين تقتتلان بل الخيرية في الأمة التي تصلح بينهما . ولقد بدأت الطائفية المقتتلة منذ مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إبان فتنة الأمة الكبرى . ونشأت الطائفية في الأمة . وغفل المسلمون عن دور الأمة الوسط الخيرة التي تصلح بين الطوائف المقتتلة . ومن الطوائف المقتتلة الرافضة الذين تطرفوا ،ولم يتوسطوا فتمسكوا بالقول بحق الخليفة الراشد الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه في الخلافة دون الشيوخ أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، وجعلوا الخلافة إمامة وراثية محصورة في بعض ولد علي بن أبي طالب الحسن، والحسين، وعلي زين العابدين، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم، وعلي الرضا ، ومحمد الجواد ،وعلي الهادي ، والحسن العسكري ، ومحمد المهدي مع شك المؤرخين في وجود هذا الأخير أصلا ، لما أحاط بشخصه من أساطير بدأت بأسطورة الاختفاء في سرداب بمدينة سمراء ، ومرورا بغيبته الصغرى والكبرى ، وانتهاء بعودته أو رجعته من جديد على غرار عودة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام . وأسطورة محمد المهدي أو الحجة القائم المنتظر كما يسميه الرافضة أوقعهم في حيص بيص حيث توقفت وراثة الإمامة بطريقة أسطورية في الإمام الثاني عشر ، ولم تستمر إلى قيام الساعة في سلالة الإمام علي رضي الله عنه كما يقتضي ذلك منطق الوراثة . وهذا الطرح الأسطوري يجعل الرافضة طائفة لها رأيها الذي أسست عليه عقيدتها التي تميزها عن غيرها داخل الأمة الإسلامية . وهذه العقيدة هي التي جعلت من طائفة الرافضة طائفة مقتتلة ، تقاتل من لا يقرها على ما تعتقد . والإمامة عند الرافضة تكون بنص السابق من الأئمة على اللاحق بالعين لا بالوصف ، وينسبون النص لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث مكذوب يعرف بحديث غدير خم . ولو صح نص النبي الكريم لعلي بالإمامة ، لكان ذلك يوم بيعة الرضوان . ويزعم الرافضة أن عليا أوصى لولديه الحسن و الحسين رضي الله عن الجميع ، وبقيت الوصية بالإمامة فيمن جاء بعدهم . وينسب الرافضة العصمة التي خص بها الله عز وجل الرسل والأنبياء الكرام لعلي وعقبه . ويزعمون أن النبي ورث عليا علمه اللدني ، وأنه لا فرق بينهما سوى كون النبي قد أوحي إليه ، ولم يوح إلى علي . وينسب الرافضة الخوارق لمن سموهم أئمة ، وهي عندهم من المعجزات ،علما بأن المعجزات خص بها الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم . ويزعم الرافضة أن الزمان لا يخلو من حجة لله تعالى عقلا وشرعا لتبرير غيبة المهدي المنتظر، وإن كان الخميني قد ابتدع ولاية الفقيه لتجاوز معضلة غيبة المهدي الكبرى حتى لا يخلو الزمان من حجة على حد زعمه ، في انتظار رجعة المختفي في السرداب . ونظرا لتطرف هذه الطائفة في رأيها ، فقد نبذتها أمة الإسلام الوسط ، الشيء أي حملها على التقية في حال قلتها وذلتها ، و التي جعلها الرافضة أصلا من أصول عقيدتهم ، من تركها كان بمثابة تارك الصلاة في أمة الإسلام الوسط . والتقية أسلوب اليهود عندما يضطهدون ، ولا غرابة أن يعتمد الرافضة التقية ، ومؤسس هذه العقيدة المنحرفة هوعبد الله بن سبأ أحد يهود اليمن الذين حاولوا دس العقائد اليهودية في الإسلام ، فكانت النتيجة هي العقيدة الرافضية . ومما دسه القول بالرجعة ، والبداء والنسيان المنسوب للذات الإلهية ـ تعالى الله عما يصف الرافضة ـ والقول بالوصية كوصية موسى عليه السلام ليوشع بن نون . وشر من ذلك قوله لعلي رضي الله عنه قولته المشهورة : » أنت أنت » يعني الإله تعالى الله عما وصف . ووجد الفرس المجوس ضالتهم في عقيدة ابن سبأ فاعتنقوا العقيدة الرافضية انتقاما من الإسلام الذي أفسد عليهم مجوسيتهم وكسرويتهم . وهكذا يلتقي الحقد اليهودي الموسوم بالوثنية الآشورية والبابلية مع الحقد المجوسي ضد الإسلام . ويشبه ما يزعمه النصاري في المسيح عليه السلام بما يزعمه الرافضة في علي رضي الله عنه . ومن عقائد الرافضة البراءة من الخلفاء الراشدين الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم لاتهمامهم باغتصاب الخلافة من علي وولده رضي الله عنهم . ومن عقائدهم أيضا لعن من لا يرى رأيهم ، ولا يعتقد ما يعتقدون من ضلالات وأوهام . ومن عقائدهم أيضا قولهم بوجود مصحف ينسب لفاطمة الزهراء رضي الله عنها يختلف عن مصحف الأمة الإسلامية الوسط المتداول منذ قرون بإجماع لا يختلف معه سوى الرافضة . ومن خصائصهم الانحراف الخلقي حيث يحلون الزنى تحت مسمى المتعة ، وهو نكاح فاسد لخلوه من التأبيد الذي هو شرط أساسي في النكاح الإسلامي الذي وصفه الوحي بالميثاق الغليظ ، ولا ميثاق غليظ في المتعة ، إذ لو كان كذلك لكان على التأبيد . ومن فساد عاداتهم الاحتفال بغدير خم ، وبالنيروز، وهو من أعياد المجوس، وبأبي لؤلؤة المجوسي قاتل الفاروق رضي الله عنه . ومن فساد عادتهم أيضا أنهم يقيمون مراسم العزاء والنياحة بلطم الخدود ، وضرب الصدور وشق الجيوب ، وشج الهامات ، وإدماء الأبدان بالسلاسل والمدى ، ويزعمون أن ذلك حزنا وحدادا على مقتل الحسين رضي الله عنه في كربلاء . ومن فساد عاداتهم اتخاذ المزارات ، وعبادة الأضرحة .ومعلوم أن طائفة بهذه المعتقدات المنحرفة ، والتي تؤطرها التقية جعلت منها طائفة مقتتلة ، ومفارقة للأمة الوسط ، أمة الخيرية . وولاء هؤلاء الروافض لطائفيتهم أكبر وأقدس عندهم من الولاء للأمة الوسط الخيرة ، لهذا لا يقرون بغير الولاء لهذه الطائفية ، ويجعلون الأمة الوسط الخيرة عدوا ، يتظاهرون بمسالمتها تقية في حال ضعفهم وخورهم ، ويجاهرون بعدائها في حال اشتداد شوكتهم، تماما كما يفعل اليهود . ومن أراد أن يعرف حقيقتهم فليعد إلى مصادرهم وهي :
ـ كتاب الاحتجاج لمنصور الطبرسي / ـ كتاب الكافي للكليني / ـ كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب لميرزا الطبرسي / ـ كتاب تهذيب الأحكام لأبي جعفر الطوسي / ـ كتاب الوافي لمحسن الكاشي / كتاب بحار الأنوار للمجلسي / ـ كتاب منهج الصادقين للكاشاني . وفيها من الخزعبلات ما يكفي لإقامة الحجة الدامغة على فساد عقيدة الرافضة المتنصلة من الانتماء للأمة الوسط الخيرة تعصبا للطائفية المتطرفة الشريرة.
Aucun commentaire