Home»Enseignement»السيد وزير التعليم يتخذ قرارات ….لكنني أتمنى أن تنطلق من قناعات….

السيد وزير التعليم يتخذ قرارات ….لكنني أتمنى أن تنطلق من قناعات….

0
Shares
PinterestGoogle+

رد علي قارئ كريم في مقال سابق ,كون السيد وزير التربية الوطنية بدأ فعلا باتخاذ قرارات الإلغاء لقرارات سابقة ,مما سيكلف خسائر مادية ومالية ضخمة.

  أقول للأخ الكريم بعد الشكر على رده,أن الاختلاف في الرأي فضيلة.صحيح يعتبر التراجع الذي اتخذه السيد الوزير عن بعض القرارات الخائبة , يوم الجمعة الماضي جرأة ضرورية لوقف نزيف طال ميزانية التعليم,وطال رجال التعليم من خلال مذكرات مجحفة , منها المذكرة 204 المنظمة لعملية التقويم في إطار بيداغوجيا الإدماج,والمذكرة 122 المتعلقة بتدبير الزمن المدرسي,والتي هيأت للعمل بالهواء الطلق وكأننا نعيش في زمان غير زماننا ومكان غير مكاننا,ومنها مذكرات أخرى باتت حبيسة المكاتب لأن التريث في إصدارها غائب.

  ما قلته من أن أموال صرفت ونتائج غيبت صحيح.لكن التمادي في الخطأ يعتبر زيادة في الخطأ. ما أخشاه وأتفق معك فيه كون السيد الوزير قد يكون اتخذ هذه القرارات بناء على لقاءات مع نقابات ,وليس انطلاقا من قناعات.

 إنني يا أخي الكريم دائما ألوح بضرورة التفحص والتمعن والتحري والبحث عن الحقيقية قبل الغوص في مغامرات قد تشبه الغاطس الجاهل للسباحة.لن أدخل في نقد طريقة وكيفية اتخاذ القرار,بل كل ما أتمناه الحساب والمحاسبة فيما سبق,الجرأة في الحسم عند مفترق الطرق .تعليمنا عبث به العابثون وأفسده المفسدون. فهل المعضلة في اختيار هاته المقاربة أو تلك,أم فيما يلي:

  1- برنامج مكثف وطويل, في ظل تراجع مستمر للمستوى.ألا  يجدر بنا مجاراة الدول التي حققت تقدما مهولا في هذا المجال من خلال تخفيف البرنامج الدراسي وتأقلمه مع حقيقة المستويات.تلامذتنا يدرسون أكثر من غيرهم,في حين تراجع مستواهم أكثر من غيرهم. أليست هذه مفارقة غريبة؟

 2- تزايد نسبة الهدر المدرسي رغم كل ما برمج لتقليصه,في إطار برنامج تيسير,وزيادة نسبة النجاح ولو بتضخيم المعدلات,وهيكلة المؤسسات ولو بأساليب غير مرضية…..ألا يعلم السيد الوزير بأن نسبة هامة من فتيات البوادي يغادرن المؤسسة مباشرة بعد نهاية التعليم الابتدائي؟

  3- عدم تكافؤ الفرص بين رجال التعليم. فمنهم من عين مباشرة في مدينته وقرب بيته,ومنهم من قضى جل عمره بعيدا عن أهله.ألا يعتبر هذا حيف كبير؟ وماذا ننتظر من رجل تعليم يحس بالحيف والإهانة والميز ؟

  4- معانات الطلبة الجامعيين خاصة العلميين,والذين يدرسون مواد العلوم في التعليم الثانوي بالعربية, ثم يرغمون على دراستها بالفرنسية على مستوى التعليم الجامعي.فإما التعريب كلية أو الفرنسة على جميع المستويات؟ألا يجدر بالسيد الوزير اتخاذ قرارات حاسمة في هذا المجال؟أم أنه يركع لحزبه الذي أغرقنا سابقا في عدة متاهات, منها هذه المتاهة وغيرها؟

  5- انعدام الحساب والمحاسبة مركزيا وجهويا واقليميا,مما جعل التدبير يسير بشكل غير سليم.صحيح أن الوثائق معدة إعدادا دقيقا,لكن الواقع والمحاسبة الجيدة قد تكشف خللا بين ما صرف وما أنجز.

 6- سوء تدبير الموارد البشرية,مركزيا وجهويا واقليميا. فقد تجد موظفين دون وظيفة وآخرين يقومون بعدة وظائف في آن واحد,بل قد تجد إدارات بعدد هائل من الموظفين,وأخرى تعمل دون الكفاف,بل تجد بعض المراكز معششة بموظفين أشباح ممن أعفوا وأصبحوا بدون حقيبة.الم يكن من الأجدر رجوع الأصل الى أصله وقيامهم بمهامهم حسب إطارهم؟هل هناك هدر للمال أكثر من هذا وذاك؟

  إن النماذج التي تحتاج الى وقفات كثيرة, والمهام التي تنتظر السيد الوزير ليست يسيرة.لكننا في حاجة الى جرأة وصدق ويقظة,دون الخضوع لهذا التيار أو ذاك,ودون التلاعب بهذا القرار أو ذاك.التعليم يسير نحو الهاوية, والمستقبل غامض,والهوية غير واضحة المعالم…..فإلى أين نحن نسير؟ومتى نقف على السكة الحقيقية؟؟؟؟؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *