ينطبق هذا المثل الى حد بعيد على واقع الاصلاحات وثمار الثورات في الوطن العربي ،ذلك ان الحراك الذي يشهده الوطن العربي او بالاحرى مشروع الشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا كما سمته مجموعة الدول الكبار مهندسة هذا المشروع ،انما هو تفقيس للبيض قبل نضجه ليس الا،بحيث ان مهندسي ما سمي بالربيع العربي لما ا دركوا ان نضج الشعوب العربية قريب وان الاصلاح الحقيقي قادم لا ريب فيه كان لزاما ووفق مشروعهم تفقيس البيض قبل الاوان حتى يولد الفرخ ميتا او على الاقل وأد ثمار الثورة والاصلاح المنشود ،وبالتالي تفادي اصلاح حقيقي في المنطقة العربية ،اصلاح يعي الغرب تمام الوعي انه لو حصل فانه مهدد لمصالحهم الاستراتيجية في المنطقة ،ولهذا السبب فان الثورات و رياح الاصلاح في الوطن العربي لم تنجح و لن تنجح ـ على الاقل في المدى القريب ـ في انتاج تغيير حقيقي بل انما اوقع البعض و سيسقط اخرين في السياج كاكباش فداء ليس الا ،سواء في الدول التي قامت فيها ثورات و اسقطت رؤوسا او في الدول التي استبقت الحدث و اعلنت عن الاصلاحات ،ففي هاته كمافي تلك ظل مهندسوا الحكم احرارا بل ما زالوا يسيروا البلاد و العباد من الخلف في تواطؤ مع الدول الغربية لا سيما الثمانية الكبار منها ،هذه الدول الحامية الآن للديمقرطية و حقوق الانسان بعدما كانت بالامس القريب هي سند الدكتاتورية و الدكتاتوريين في الوطن العربي فهذه لعبة المصالح ليس الا اذن ،لكن دائما و للأسف الشديد على حساب الدم العربي الذي يهدر هنا و هناك، و الأسف الاكبر ان المهندس و المدبر لكل ما يدور حولنا خارج منطقتنا ،لكن مستحكم في زمام اللعبة الى حد الآن ،فبالامس القريب كنا نقول كشعوب لا لغزو العراق و لا للتواجد الامريكي في المنطقة واليوم رحبنا بهم في ليبيا بل طالبنا بقائهم و غدا سنطلبهم في بلد آخر وذلك لانهم بكل بساطة حماة للحرية وحقوق الانسان والحال انه لا فرق بين الامس و اليوم ،نقول هذا الكلام ليس للاننا ضد الديمقراطية و حقوق الانسان ،بل اننا نريد ديمقراطية من نتاج مجتمعنا ذلك ان الديمقراطية المفروضة من الخارج لن تكون الا سما مغلفا بالعسل ولن تعود علينا الا بالويلات و الآهات ،وعليه فان ثمرة الحراك العربي او ما سمي بالربيع العربي لن تسقط الا اكباش فداء وينطبق عليها المثل العربي بشكل مطلق :غيري اكل الدجاج وانا وقعت في السياج،نقول هذا الكلام ليس لكسر الهمم ولكن لبيان الامور واتباع المنهج الصحيح.