الحرية الملعونة
الحرية كلمة سامية لا يمكن ان تكون الا مبجلة بل وتصل الى حد القداسة ،لذلك كانت دائما وابدا وعلى مر التاريخ المطلب الاول لجميع الحركات بل الهدف الاسمى حتى من بعثة الانبياء والرسل ،لكن رغم قداسة الحرية فاللعنة تلحقها من ثلاث جوانب اساسية :اولها
:تحريف مفهوم الحرية فما معنى الحرية اذن ؟تعني الحرية عند العرب الصفاء والنقاء فتقول هذا معدن حر بمعنى صاف و نقي اي لم تختلط به شوائب من المعادن الاخرى وتقول العرب ايضا هذا ذهب حر اي صاف و نقي لم تختلط به معادن اخرى ،وتقول هذا انسان حر اي اصيل في تفكيره ونسقه الفكري ولم تختلط به شوائب من الفكر الدخيل ،شوائب يمكن ان تغلب عليه و تفقده حريته من الاساس ،والخطير في الامر ان هذا الصنف ـرغم انه قد فقد حريته من الاساس وفاقد الشيء لا يعطيه كما يقول المثل العربي ـ تجده اكثر الناس دفاعا عن الحرية ،لكن اليس جديربهؤلاء ان يبدؤا بتحرير انفسهم من التبعية والانسياق وراء كل ما هو دخيل تحت مظلة الحرية ،اقول هذا الكلام و قد حز في نفسي بكثير من المرارة حراك نسوي على الفايسبوك اتخذ من التعري شكل من اشكال التعبير عن الحرية و شكل من اشكال الرفض لقيادة حزب اسلامي للعمل السياسي بالمغرب ،لهؤلاء نقول الاسلاميين وصلوا بارادة الشعب و تلك هي الحرية ،اما التعري فمن يتعرى فانما يكشف عن عورته ليس الا،والتعري تأباه الطبيعة ويرفضه الحيوان فما بالك بالانسان.
ثانيها :ان تستعمل كمطية من لدن جهات معينة للوصول لاهداف معينة ،ونتوجه بهذا الكلام الى الشباب الذي ينساق وراء كل من تبنى الحرية مطلب فلابد من التريث قليلا والتحقق من الاهداف و المرجعية قبل الانسياق وراء اي تنظيم فليس كل ما يلمع ذهبا.
وثالث ما يجعل الحرية ملعونة المساس بحرية الاخر فحريتك ايها الانسان تنتهي عند بداية حرية انسان آخر اقول هذا الكلام و قد لاحظت و لاحظتم جميعا كيف اصبحت شوارعنا مزدحمة بالباعة و العربات المجرورة اليس هذا مساس بحرية الاخر و عرقلة للاخر.
الحرية اذن ليست ملعونة لذاتها ،لذلك ستبقى على الدوام مطلب الاحرار .
Aucun commentaire