Home»National»من زعم الوصاية الدينية على الشعب المغربي فهو كاذب وراكب غروره

من زعم الوصاية الدينية على الشعب المغربي فهو كاذب وراكب غروره

0
Shares
PinterestGoogle+

من زعم الوصاية الدينية على الشعب المغربي فهو كاذب وراكب غروره

محمد شركي

كثير من رؤساء أو شيوخ الفرق أو الجماعات الدينية في بلادنا  يخيل إليهم حين يلتف حوله جمع من الناس أنهم قد أخذوا بزمام الشعب المغربي عن بكرة أبيه . وبسبب الغرور يرى هؤلاء الرؤساء أو الشيوخ الجموع التي تدين لهم بالولاء كثرة كاثرة ، وهو ما يجعلهم يتحدثون عن  الشعب أو عن الأمة أو بلسانها . وحال هؤلاء كحال العقيد القذافي الهالك الذي غرته الجموع التي كانت تحيط به  في مهرجاناته الخطابية ، ويراها جماهير لا تسعها جمهورية كباقي جمهويات الدنيا ،بل  لا بد  أن تكون جماهيرية  فوق الجمهوريات . وكانت عبارة الملايين على لسانه  في خطاباته حتى اكتشف في آخر عمره أنه بقي وحيدا مخذولا لا ملايين ولا جماهير تحيط به ، وسيق سوق الدابة نحو حتفه  . فكثير من رؤساء الجماعات والفرق الدينية أو المحسوبة على الدين يحذون حذو العقيد الهالك في تقدير من يحيط بهم من أتباع ، ويعممون نظرتهم لأتباعهم على كافة الشعب المغربي. والحقيقة أن المغاربة ورثوا الإسلام عن أسلافهم منذ الفتح الإسلامي ، وهم لقرون طويلة يولدون مسلمين  لا يحتاجون إلى من يلقنهم الإسلام ، أو يفرض عليهم وصايته الدينية، أو يتحدث باسمهم . والمغرب يضمن حق الانتماء  إلى الجماعات أو الطوائف ، ولكنه لا يسمح  لأية طائفة أو جماعة أن تفرض نفسها على الشعب  مهما كان نوع هذا الفرض . وما دام المغرب ضمن لأهل الذمة حق الاعتقاد والتدين ، فإنه ضمن أيضا للمسلمين أيضا حق الانتماء للفرق والجماعات مع ضرورة احترام هذه الفرق والجماعات لما يسمى الثوابت  ، وهي وحدة المذهب ، ووحدة العقيدة  والتزام الكتاب والسنة . ولهذا نجد المغرب يزخر بالفرق والطوائف والجماعات الدينية سواء الصوفية أو الشبيهة بالصوفية ، أو السلفية  على اختلاف أطيافها ، أو الحركية على اختلاف مشاربها ، بما ذلك الجماعات العالمية والقطرية . ومعلوم أيضا أن معظم المغاربة  أو سوادهم مسلمون دون أن يكون لهم ولاء للجماعات أو الفرق . ولهذا لا يحق  لجماعة أو فرقة  أن تزعم أنها تتكلم دينيا باسم كل المغاربة. ومن حق أية جماعة أو فرقة أن تتخذ ما شاءت من المواقف الدينية والسياسية ، ولكن ليس من حقها أن تفرض مواقفها على كافة الشعب المغربي  ، أو تزعم بأن الشعب قد خول لها التحدث باسمه . ولقد مر المغرب بظروف خاصة من قبيل مساندة الشعب الفلسطيني  في محنه المتكررة ،أو نصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أثناء الإساءة إليه في بعض بلاد الغرب  ، وكانت بعض الفرق والجماعات تحاول استغلال تلك الظروف  ، وركوبها  من أجل تصفية حساباتها  مع النظام ، أو الدعاية  لنفسها . وكانت بعض تلك الجماعات تحاول أن تنسب حجم مظاهرات سواد الشعب المغربي  لمريديها وأتباعها ، كما كانت تستغل الظرف لتمرير شعاراتها لتوهم بأنها صاحبة الكلمة الفصل في تلك المظاهرات . والتحدي المطروح أمام هذه الفرق والجماعات هو أن تخصص لنفسها موعدا لا علاقة له  بظروف الأمة من قبيل الانتصار للقضية الفلسطينية ، أو الانتصار لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، لتثبت حقيقة حجم أتباعها  ، عوض أن تندس وسط الشعب  إن كانت تريد استعراض  عدد الأنصار والأتباع  على وجه الدقة  . وكل فرقة أو جماعة تسمح لنفسها بالحديث باسم الشعب إنما تعبر عن استخفافها بهذا الشعب حين تحاول فرض وصايتها الدينية عليه . والشعب المغربي شعب راشد ، ولا سفه به ، ولا يحتاج إلى من  يكون وصيا عليه .  وإذا جاز للفرق والجماعات أن تقول نحن جزء من الشعب  ، فلا يحق لها أن تقول نحن الشعب ، أو نحن نمثل الشعب ، أو نحن نتحدث باسم الشعب. وعبر تاريخ المغرب الطويل مرت به العديد من الفرق والجماعات ، وتبخر الكثير منها ، وبقي الشعب على الدوام شعبا مسلما  ،إسلام رسول الله صلى الله عليه  وسلم ، لا إسلام فلان من الناس . ومن طبيعة الإسلام أنه لا يقبل  بالزعامات بعد  زعامة  رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لا  وراثة بعدها إلا وراثة العلم  الصحيح المنقول عن الثقات ، والبعيد عن العصبيات ، والبدع . ولا يحق لعالم صادق العلم أن  يزعم أنه وصي على الشعب ، بل عليه أن يبلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون الدعوة إلى جماعته أو فرقته . فمن دعا إلى جماعة أو فرقة ، وزعم أنه يبلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذب ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة ، ولم  يأمر أتباعه بالتفرق إلى فرق أو جماعات تنسب لهذا أو ذاك من البشر المذنب  الذي لا يستطيع أن  يضمن لنفسه النجاة يوم القيامة بله يضمن ذلك لغيره. فعلى أصحاب الفرق والجماعات أن يعرفوا أقدارهم ، وأن يجلسوا دونها  عوض ركوب الغرور ، وادعاء ما ليس لهم بحق. والأكياس العقلاء هم الذين تشغلهم أحوالهم عن غيرهم ، عوض العيش بعقدة تزكية النفوس  الأمارة بالسوء ، وادعاء الطهر ، والقداسة لتضليل  بسطاء الناس الذين تقع أوزار ضلالهم على من أضلهم ، وخدعهم باسم الدين .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. مواطن
    16/01/2012 at 22:39

    صحيح إنتهى وقت إدراج الخرافات في أمور الدين الإسلامي كل المغاربة أدركوا ماهو الدين الإسلامي إلا من أراد أن يكذب على الله سبحانه والرسول صلى الله عليه وسلم شكرا لك أيها الأستاد الصريح على ما تكتبه وفق الله في عملك

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *