القضاء على الشجر … القضاء في الشجر
القضاء على الشجر … القضاء في الشجر
من المؤسف جداً أن نرى اليوم مجالاتنا الخضراء تتناقص باستمرار ، خصوصاً الغابات ، بسبب الزحف البشري عليها والاستهلاك الناتج عن النمو الديمغرافي والرغبة في التملك التي تصل في بعض الحالات إلى درجة الشره . يحدث هذا في مناطق متعددة من المغرب أمام أعين المصالح الخارجية للمندوبية السـاميةللميـاه والغابـات ومحاربـة التصـحر ، ووزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ، وكتابتها المكلفة بالماء والبيئة .
من المؤسف أن تختفي غابات بكاملها بفعل النهش السكاني حتى أصبحت عملية قطع الشجر عادة عادية في السلوك البشري ، وتنمحي معها تلك المناظر الخضراء الجميلة ، زيادة على منافعها الطبيعية التي تخدم الإنسان ، من تلطيف الهواء إلى جلب الأمطار ومقاومة التعرية وضمان الكلأ وخزن الثروة الحيوانية البرية . وهكذا يخرب الإنسان نفسه بنفسه .
وإذا تناولنا الموضوع من جانب التنمية ، فلا مجال لهذه الكلمة في ظل دمار واستنزاف الموارد الطبيعية عموماً ، والتي تعتبر ملكاً وحاجات للأجيال القادمة . نحن في بلادنا ، يُباح لنا قطع كل شيء ولا من رقيب ورادع ، فزيادة على قطع الشجر ، نقطع الطريق والأرزاق والرحم والعلاقات والكلام . أما آن الوقت لتغيير سلوكاتنا ؟ . يكفي أن نكون وطنيين ونتخلص بكل ما هو سلبي في معاملاتنا اليومية .
وحتى يعود للأرض رداؤها الأخضر الذي سُلب منها ، وتعود تلك الخدمات والمنافع التي تقدمها الغابة للإنسان ، ينبغي على الساكنة في كل مكان إعادة تشجير الفضاءات والعناية بما هو موجود منها .
أما في البلاد الأخرى ، فهم يعتنون بالبشر والحيوان والنبات ، فقد روت إحدى المهاجرات حكاية وقعت لإحدى النساء المغربيات في دولة مالطا . كان أمام منزل هذه المرأة شجرة رمان فأرادت التخلص منها لأنها تحجب عنها الضوء والهواء ، زيادة على الأوراق التي تتساقط منها . وحيث أن القانون هناك يمنع قطع الأشجارعمدت هذه المرأة إلى حيلة أبلغ من القطع . اتصلت بأحد المتخصصين الفلاحيين واقترح عليها استعمال سم خاص يقضي تدريجياً على النباتات .
بالفعل ، اقتنته وسكبته في حوض الشجرة ، وبعد أسبوعين بدأ ت آثار مفعوله حيث أسقطت أوراقها قبل الخريف . إحدى الجارات المالطيات الفضوليات لاحظت الأمر وسألت المرأة المغربية التي اعترفت لها بالسر . الجارة اتصلت بالشرطة وتم اعتقالها وتقديمها أمام قاض خاص .
وحيث أن المذنبة حديثة الإقامة هناك وجاهلة بالقانون المالطي ، أرجأ القاضي الحكم عليها إلى تاريخ آخر مع إجبارها على العناية بالشجرة حتى تستعيد حياتها ، آنذاك ستنفذ منطوق الحكم . وما كان عليها إلا استدعاء متخصص في بيولوجيا النباتات ليكتب لها وصفة دوائية بلغت قيمتها عشرة آلاف درهم مغربية . وهي الآن تدعو دُبر كل صلاة بالشفاء للشجرة حتى يكون حكم القاضي عليها خفيفاً … ادعوا معها لتُشفى شجرتها ويراعي القاضي ظروف التخفيف في حكمه القادم .
أحمـد أوحنـي – مراسل وكاتب صحافي / أفـورار – المغرب
Aucun commentaire