جريدة القدس العربي : الدبلوماسية المغربية في قفص الاتهام
يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري صرح وزير الخارجية الاسباني ميغيل آنخيل موراتينوس ان مشروع جيمس بيكر الذي يمنح للصحراويين الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ولاحقا تقرير المصير ليس مقدسا ويمكن تعديله، مما خلف ارتياحا كبيرا في الرباط، لكن في اليوم الموالي اصيب النظام المغربي والشعب برمته بخيبة أمل كبيرة من قرار جنوب افريقيا الاعتراف بما يسمي الجمهورية الصحراوية العربية ، وبعد الشجب والصدمة بدأ البعض يردد أين هي
الدبلوماسية المغربية، سؤال يكتسب أهمية أقوي مع إقدام البرلمان الأوروبي الجمعة علي تشكيل لجنة شبه موالية لـ البوليساريو . الارتياح المغربي للقرار الاسباني كان مرده أنه صادر عن دولة كانت قوة استعمارية في المنطقة، لكن مسؤولي الرباط لم يعوا بعد أن حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو محدودة المبادرة بحكم أن الرأي العام الاسباني موال لأطروحة البوليساريو وبرلمان هذه الدولة التي يناديها المغاربة باسم الجارة الشمالية وطلب وبالإجماع من حكومة مدريد ضرورة التقيد بقرارات الأمم المتحدة، أي الاستفتاء. وهكذا، فالمغاربة يفضلون سماع ورؤية نصف الحقيقة فقط. هذا هو السيناريو الذي يحدث الآن مع جنوب افريقيا التي أعلنت ومنذ سنوات أنها اتخذت قرار الاعتراف بالبوليساريو، وستجمد مؤقتا تطبيق القرار احتراما لمجهودات الأمم المتحدة في هذا النزاع. تجاهلت دبلوماسية الرباط أن الجليد غير موجود في السياسة وأن تجميد بلد مانديلا للقرار مؤقت فقط، وبدل تكثيف الجهود الدبلوماسية لإقناع جوهانسبورغ بحقوق المغرب التاريخية في الصحراء نهجت سياسة الانتظار والاتكال غير عابئة وغير واعية بحجم دولة مثل جنوب افريقيا حتي وقع ما وقع، وانتفض المغاربة منددين. وها هي الصحف الموالية للحكومة المغربية تشن حملة ضد جنوب افريقيا وتتهمها بالتآمر مع الجزائر، لكن وسط هذا الخطاب الموجه للمواطن المغربي أكثر منه للخارج، تتعالي أصوات وتطالب حكومة الرباط بالحساب، أي تطالب بتقييم عمل الدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء، ر بل عليهم الاكتفاء بالتصفيق أو التنديد حسب الظرف السياسي، مثلا تصفيق وزغردة لموقف موراتينوس وتنديد وسب في حق تابو مبيكي. الذين يقولون بضعف الدبلوماسية المغربية لا يفتقدون لأدلة قوية، خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة والي غاية الجمعة وقعت أربع محطات في نزاع الصحراء لا تصب في صالح المغرب، لقد تلقي صفعة قوية من طرف المبعوث الأممي السابق في النزاع جيمس بيكر الذي اتهم المغرب بقبول الاستفتاء لكنه تراجع عنه بعدما شعر أنه سيخسره وأنه يعد بتطبيق الحكم الذاتي كمخرج لكنه يكتفي بالكلام فقط. من جهة أخري، أعلن رئيس فنزويلا هوغو شتابيس خلال استقباله زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز ان المغرب بلد استعماري وأن فنزويلا ستصبح الناطقة في العالم باسم الصحراويين ، وهذا الأسبوع يتفاجأ المغاربة بقرار جنوب افريقيا ذات الوزن السياسي والدبلوماسي في القارة السمراء، وقرر الجمعة البرلمان الأوروبي تشكيل لجنة لدعم قرار الأمم المتحدة بإجراء الاستفتاء في الصحراء. وتقول مصادر دبلوماسية ان خطأ المغرب مزدوج، أولا يعتقد أن دعم فرنسا لمغربية الصحراء كاف ويغنيها عن التحرك الدولي، ثانيا، أنه جعل من نزاع الصحراء ورقة داخلية، ونهج خطابا موجها الي المواطن المغربي وكأن هذا المواطن الذي ضحي بالغالي والنفيس ويتشبث بمغربية هذه الأراضي الجنوبية هو الهدف لكي يقتنع بمغربية الصحراء، وتناسي النظام أن الحسم في مغربية الصحراء يتم في المحافل الدولية وأمام الرأي العام الدولي. فمتي ستغير الرباط من استراتيجيتها في هذا الملف الذي يحكم علي المغرب العربي بالشلل وعلي المغرب بالجمود السياسي؟ سؤال يردده أكثر من متتب
Aucun commentaire