توطئة:
هل يفك الشيخ الصوفي أسر النمرة لتمارس عنفوانها المتوحش حيث تشاء؟
هل رصيد بن كيران من  التنمر ,يكفي لاستدراج النمرة إلى حديقة بيته؟
هل تأنس النمرة المراهقة في حديقة, قد لا تجد بها ما يشبع رغبتها الوثابة؟
أسئلة تغري بها خلفية اللوحة السياسية الحالية ؛حيث المشاورات على أشدها لتشكيل حكومة بهدف استراتيجي واحد؛: ترويض النمرة؛ ليسهل الخوض في بقية التفاصيل ؛رغم كل الشياطين الكامنة فيها.
هدف خفي ؛لكن من شدة الظهور الخفاء,كما تقول الصوفية.

نمور الأطلس:
أكثر حبنا لأسود الأطلس ,حين ينتصرون؛ وتفرض علينا الروح الرياضية أن نحبهم منهزمين أيضا ؛لأن الهزيمة تصنع نصرا آت إن  برتها العزيمة.
ونحب أيضا نمور الأطلس,العشرينيين ,لما بعثوه من حياة في أحراشنا وقممنا؛ حيث عشش البوم ,وبغاث الطير لعشرات السنين؛ حتى صرخ نسر عمر أبي ريشة صرخته المدوية؛رافضا أن يموت في السفح ,وهو عريس القمم:

وإذا مـا أتـى الغياهب واجتاز*      مدى الظن من ضمير الأثير
جـلجلت منه زعقة نشت الآفاق*   حرى من وهجها المستطير
وهوى جثة على الذروة الشماء*   في حضن وكرها المهجور

يكفي أن يتموقع نمور فبراير داخل الخريطة-ولو في أدغالها وجبالها- ليفرضوا علينا,ديمقراطيا, أن نستمع إلى خطابهم ,وأن نغير ,من خروج إلى خروج,كيفية الاستماع إلى هذا الخطاب.
ويكفي أن يرتقي ما يحسب لهم إلى مستوى خطاب ملكي ربيعي لنلوح لهم جميعا بشارة النصر؛ وان حسبها بعضهم مقصا.
ويكفي أن تضيف دعوتهم, المبهمة ,درجات إلى سلم ريشتر الانتخابي لنحمد لهم أن نبضهم ضخ مزيدا من الدم  في شرايين الديمقراطية المغربية الفتية. هذه القراءة أفضل من التشفي الساذج للبعض.
ويكفي أن يحجز لنا نمورنا مواقع لدى فاتنات الجزيرة ,وأخواتهن العجميات,وفي ساعات الذروة القصوى, حتى نقلدهم حمالات وطنية,سياسية وسياحية كبرى ؛نحن الذين نؤثث,دائما, مغرب الشمس و مدخل بحر الظلمات ؛حيث غاصت حوافر كل الخيول الفاتحة.
لكن هل سيفعلها النمور ويقاطعون حتى محاربة الفساد ؟
الآن وقد أحرجتهم شبيبة العدالة والتنمية ,إذ انصرفت, يوم الخامس والعشرين, للنصرة ,وتركتهم في وئام بدار عبد السلام.
الآن وقد خفت الصياح, ولاح  ضوء المصباح ,وانبرت شهرزاد للكلام المباح, عن أمر الفساد حيثما عشش وفاح.
الآن حيث العدالة مقبلة على انجاز ما تعد ,لتشفي نفس العدل مما يجد؛وحيث الشيخ الصوفي في حيرة من أسرته ؛هل يتزوج ,مثنى وثلاث ورباع؛ويضيف العدالة إلى حريمه ,وينضاف إلى قلبها وقبيلها.
الآن والآن والآن…… وقد هم كلاهما بالآخر هل يرضي النمور أن يتخلفوا عن هذه المقامة السياسية التي شكلوا مبناها ومعناها ,حقيقتها ومجازها؛ وان لم يقصدوا؟
لعل الشيخ في حرج حقيقي هذه المرة: ألا تعد الأصوات المليونية التي أقامت عرس العدالة والتنمية
قومة حقيقية ؟ ألا تكون قومة حتى تنهض من صلب العدل و ليس من صلب العدالة؟
ألا تكون قومة حتى تؤدي إلى انهيار كل شيء ؛وفيم تفيد آنذاك كل قصائد الرثاء ؟
لعل الجميع ينتظر أن يصنع الشيخ مفاجأة سياسية ,تصالحية, حقيقية ؛قائمة على جلب المصالح ودرء المفاسد .
إذا نويت الحج ياشيخنا ولم تتأت لك- لعارض- غير العمرة فهل تعرض عنها؟ نستفتيك فافتنا.

برلمان النمور:
هو غير برلماننا ,في ساحة الديمقراطية, بعاصمة المملكة؛ البرلمان الذي استأجره,أخيرا, ساكنون-أغلبهم جدد- لخمس سنوات ؛قد تزيد أو تنقص.
؛الذي لا يحتاج إلى تزكية من حزب ؛أو فاتورة  مليارية انه برلمان السليكون فالي
أحيانا.
يكفي أن تكون مؤهلا رقميا لترفع عقيرتك باسم الشعب المغربي ؛حتى وان لم تكن مغربيا؛حتى وان لم تكن تفرق بين جبال الهملايا وقمم اوكايمدن. يكفي أن تريد ,كما يريد كل الشباب اليوم.
برلمان متحرك أوله في وادي السليكون هذا ؛الغريب عن كل المقدمين والشيوخ؛وآخره في شوارعنا
وحاراتنا.
حينما تدخل مع الداخلين – بدون انتخاب- وتسأل عن عناوين الفساد ؛وتتحدث عن عبثية محاربته,خارج مؤسسات الدولة ؛تجاب: نحن نريد….أنت لا تريد…. أو أنت الفساد بعينه.
قد يذكرك هذا ب »ثرثرة فوق النيل » أو  » أولاد حارتنا » لنجيب محفوظ ؛ثم تنصرف .لا تحقير للنمور
فالرجل بلغ بالعنوانين مبلغ نوبل في المتفجرات .

هيت لك يا رجل:
إن النمرة في انتظارك ؛جرب تنمرك ,جرب سقراط ولا تفكر في السياط.جرب الفيزياء والكيمياء ,وأبابيل السماء عساك تفلح في استدراجها إلى بيت الطاعة.
جرب أن تخرج إليها حيث هي ؛كما يفعل البرادعي مع نمور الكنانة.
لا تسلك سبل وزراء كانوا يفضلون ,في الخرجات المعلومة ,الدخول إلى »أسواق رؤوسهم »  ,أو اشفاء الغليل في كرات الغولف.
كن حيث يكونون, وإياك أن تقول: » الله يهديكم » فما لمثل هذا سيجتمعون حولك.
الوحيد الذي استمع إليهم-إلى حد الساعة- واستجاب لهم استجابة لم يفهموها بعد,أو لم تنضج في أذهانهم؛هو ملك البلاد,الذي رسم لهم مسارهم ؛وستكون أنت أول رئيس حكومة يستمع إليهم ,ويبين لهم فحوى الاستجابة الملكية ؛قولا وفعلا.
خلافا لعباس الفاسي أكمل من عندك وأبدع.
اياك أن تستدرج للسياط, فسيقع في ظهر شيبك وشبابك قبل ظهورهم.للسياط رجاله وهم منتصبون, دون انتخاب.
وزير من 20 فبراير:
لم لا ؛ولو خارج التشكيلة  » لقسيفة » التي تتحدث عنها.
ليست سابقة فعصام شرف  المصري ,انتقل من ميدان التحرير إلى مقر الوزارة الأولى؛وقد يعود إليه,ليطالب بإسقاط العسكر الذي أفشل مهمته  .
وزير من أشرس وأجمل نمور 20فبراير ؛عسى الحب يفلح في غزو قلب النمرة ؛ويبارك الشيخ الصوفي قرانا ينتظره الجميع ,وان أنكروا.
وزير الحراك الشبابي ,بدل وزارة للشباب لا يرتاح لها غير الشيوخ.
في بلد دأبت كل جهاته على الاستعداد –في نفس الوقت- لاستقبال الملك من كثرة حراكه ,وأوراشه ألا يفرد الشباب بوزير منهم؛ يترك جانبا البذلة الرسمية ,واللغة الثلجية؛ويصبح ويمسي حيث هم؟
ان استقبالك في ميدلت ,وسط الثلوج,رسالة ملكية هامة:
ألا لا يجلسن وزير بمكتب ,والشباب في الشوارع.
أعانك الله ؛وأقول لك ما قالته الممثلة القديرة ثريا جبران ,ذات مسرحية, لعبد الرحمن اليوسفي:
 » العيطة عليك آبن كيران »
Ramdane3@gmail.com