ناعقو العلمانية يستكثرون على الأحزاب الإسلامية وصولها إلى صنع القرار بعد الاحتكام إلى صناديق الزجاج الشفاف
ناعقو العلمانية يستكثرون على الأحزاب الإسلامية وصولها إلى صنع القرار بعد الاحتكام إلى صناديق الزجاج الشفاف
محمد شركي
مواقف العلمانية العربية مثيرة للشفقة ، قبل وبعد الانتخابات التي عرفتها بعض البلاد العربية ، ومن بينها بلدنا المغرب . فقبل أن تبرق فكرة الانتخابات في أفق هذه البلاد العربية على إثر حلول الربيع العربي ، جن جنون العلمانية فيها ، وهي مسخ من صنع العلمانية الغربية المتهالكة . وما يميز العلمانية العربية المسخ أنها تتستر وراء شعار قول الله عز وجل : ((إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون )) . ففي بلاد العروبة والإسلام العلمانية المسخ عربية ومؤمنة ، ولكنها إذا خلت إلى العلمانية الغربية الشيطان كانت مستهزءة بالعروبة والإسلام. وكان سبب جنون هذه العلمانية المسخ ظهور مؤشرات على بزوغ نجم الأحزاب الإسلامية في الأفق . وازدادت حمى هذه العلمانية عبر منابرها الإعلامية المكشوفة ، وشنت حربا ضارية على كل ما له علاقة بالإسلام . وفسحت بعض المنابر العلمانية لنعيق أتباعها ، مقابل مصادرة آراء من له صلة بالإسلام ، على غرار ما فعل موقع هسبريس، الذي خطب صاحبه ودي ذات يوم ، واتصل بي على بريدي الإلكتروني يعرض علي الكتابة على موقعه ، ويعد ذلك شرفا له . فلما تبين له أنني لا ألبي حاجته العلمانية المغلفة ،والمبطنة، مر كأن لم يخطب ودي من قبل ، وأعرض عن مقالاتي، التي كانت بالمرصاد للحملة المسعورة للعلمانية المسخ ، التي عملت ما في وسعها لصرف الشعب عن خيار الإسلاميين بديلا عن سلالات الفساد ، التي أوصلت البلاد والعباد إلى عقر الهاوية لا إلى حافتها. ولقد تابعت هذا المساء على قناة الجزيرة برنامجا تناول قضية وصول الأحزاب الإسلامية إلى سدة الحكم بعدما ظهرت مؤشرات على لحاق الإخوان المسلمين في مصر بحركة النهضة التونسية ، وحزب العادلة والتنمية في الفوز بالانتخابات . وتدخل ناعق محسوب على المغرب من باريس ، ولن يكون إلا من سلالة العلمانية المسخ ، فزعم أن وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم عندنا، بعدما صار ضربة لازب، لا يعزى إلى خيار الشعب، بل إلى أجندة خارجية ،أو إملاء خارجي ، أو وصاية خارجية. وقال بالحرف على حزب العدالة والتنمية أن يشكر حركة 20 فبراير ، وحركة العدل والإحسان التي كانتا سببا في وصوله إلى الحكم. سبحان الله العظيم وبحمده ، فبعدما كانت العلمانية تنسب إلى كل من له صلة بالإسلام العمالة للغرب في زمن مضى ، انقلبت بعد ذلك مع الغرب ضده تصفه بالإرهاب ، وبعدما أصبح الإسلام واقعا مفروض ، عادت العلمانية من جديد تخونه ، وتتهمه بأنه من صنع إرادة الغرب. أوليس 20 فبراير ، وجماعة العدل والإحسان قد أحصيت مع المقاطعين ،ومعظمهم، لا هو من 20 فبراير، ولا هومن جماعة العدل والإحسان بل مجرد زاهد في لعبة الانتخابات الهزلية خلال عقود ما بعد الاستقلال ؟ فكيف تكون مقاطعة 20 فبراير ، ومقاطعة جماعة العدل والإحسان الراكبة لمقاطعة الكارهين للعبث الانتخابي لفائدة حزب العدالة والتنمية ؟ فما للعلمانية المسخ كيف تحكم ؟ ومما جاء في كلام المتحدث من باريس حيث يتم توجيه العلمانية العربية المسخ توجيها مقننا ، أن حزب العدالة والتنمية لا يستطيع أن يسير دفة الأمور، لأنه لا يتوفر على أطر ذات كفاءة ، ومن ثم عليه أن يستعين بغيره.فمن يسمع هذا الكلام يظن أن سلالات أحزاب الفساد المتعاقبة على الحكم عندنا ، ومنها السلالة المحسوبة على العلمانية المسخ ،قد بلغت قمة الكفاءة والجودة والصلاح والفلاح. أو ليست السلالة المحسوبة على هذه العلمانية هي التي خربت البلاد والعباد ؟ ولئن كان لها من فضل ، فهو أنها بفسادها المستشري ، أقنعت الإنسان المغربي بالتشبث بهويته الإسلامية ، بعدما رأى هذه الهوية تستعيد عافيتها في أشد البلاد العربية فسادا في عهد الأنظمة الفاسدة كالأنظمة في تونس ومصر وليبيا . فماذا قدم أصحاب الخبرة الطويلة العريضة والكفاءة من أحزاب العلمانية للمغرب لعقود من السنين حتى يضطر حزب العدالة والتنمية إلى الاستعانة بهم ؟ أو ليسوا هم الذين جعلوا المناصب تركة تقسم بينهم بشكل فاضح يندى له الجبين ؟ أو ليسوا هم الذين أفرغوا خزائن البلاد ، وأفقروا العباد ؟ . ومما جاء في تصريح مفكر باريس ـ وعقدة المفكرين العرب المقيمين في باريس، أو القادمين منها ، أنه لا أحد أعلم منهم ،وما يأتون به من أفكار، وتصورات لا يأيها باطل من بين يديها ولا من خلفها ـ أن تجارب الأحزاب الإسلامية مختلفة عن بعضها ، مع أنه لا يستطيع بذكائه الباريسي أن ينفي أن الربيع العربي واحد . فإذا كان الربيع العربي واحد،فإنه قد سقي بماء واحد ، وإن اختلف في الأكل. وتناسى المفكر الباريسي أن الذي أوصل الإسلاميين إلى الحكم هو إرادة الله عز وجل، القائل في محكم التنزيل : (( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون )) ولقد سرد الله تعالى في كتابه الكريم تجربة الفئة المؤمنة المستضعفة في العهد الفرعوني والهاماني ، لتكون نموذجا يتكرر على مر العصور وعبرة لمن يعتبر . فكلما ظهرت فرعونية أو هامانية في الأرض ، إلا ومن الله عز وجل على المستضعفين من عباده ، و جعلهم أئمة ، وأورثهم الأرض، ليري الفرعونية والهامانية ما كانت تحذره منهم ، وهو أن يؤول إليهم الأمر بعدما كان فرعونيا وهامانيا . ولا زالت العلمانية الغربية أستاذة العلمانية العربية المسخ تمجد التاريخ الفرعوني ، والهماناني ، وتحتفل بجيف المومياء الفرعونية مع أنها تمثل أحط مراحل الحضارة البشرية من حيث القيم ، ذلك أن الفرعونية والهامانية كانت تؤله نفسها ، وتستضعف خلق الله عز وجل في الأرض ، حتى من الله على المستضعفين ، وعكس مراد الفرعونية والهامانية وأصلح الأرض بعد فسدها فيها . ولقد أخفقت العلمانية المسخ في تشكيك الناس في الإسلام ، وفي من يحمله كشعار . فلما من الله تعالى على الذي استضعفوا ممن يحملون هذا الشعار، فها هي العلمانية المسخ تشكك في وصولهم إلى سدة الحكم ، وفي كفاءتهم ، وفي قدرتهم على الحكم ، مع أن رموزها قد جربت حظها ، ففسدت وأفسدت في الأرض . وأخيرا أعتقد أنه لم يبق للعلمانية المسخ بعد النعيق سوى النهيق .
Aucun commentaire