الفساد مرض أصاب الأمة واستشرى في مختلف شرائحها وساعدت على انتشاره والتفنن فيه قلوب مريضة لا مبادئ لها ولاأخلاق ،همها الحياة الدنيا وزينتها ، وقد ورد في القرآن الكريم (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)وهذاالكم الهائل من الفساد والمفسدين فرخته أيادي ظلت تتناوب على المناصب ولا تحرص إلا نفسها ومصالحها على مختلف الوطن العربي فتعفنت جراحه وأصبح لا يقوى على النهوض فتكالبلت عليه الأمم بالنهب والسلب مرة باسم الحرية ومرة باسم التخليص من الديكتاتوروأخرى باسم محاربة الإرهاب وصدق فينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قيل يارسول الله : أمن قلة يومئذ نحن

 ؟ قال صلى الله عليه وسلم :بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قيل :وما الوهن يا رسول الله قال :حب الدنيا وكراهية الموت

ولما جاءت هذه الصحوة كثر الحديث عن الفساد وكثير منا لايعرف بعمق مدلوله وكيف ينبغي أن تتم محاربته ؟ إن محاربة الفساد على مستوى كل وطن ينبغي أن تتم بالتدريج لأنه تجدر وأصبحت له شبكات ولوبيات يصعب حلها وفطامها  فقد يسهل فطام الطفل الرضيع الصغير ويصعب فطام الرجل الرضيع الكبير

إن الله سبحانه و تعالى يقول :(إن

الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )ونحن منا أنفس كثيرة هي صانعة هدا الفساد أو متعاونة على صنعه شعرت أم لم تشعرطرفا كانت أو استغلت لذلك من هدا المنبر أدعوإلى عزة النفس وهي موجودة في اتباع سنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام  وأما الدنيا فعمارتها ليس المال بل العمل الصالح الذي ينفع البلاد والعباد

(والعمل الصالح يرفعه)

وقد ظهرت في هذا الزمان علامات كالتي حدثت لقارون وفرعون وهامان يقول تعالى :(وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فا ستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)صدق الله العظيم

أفي خضم هذا الزخم وهذا البرهان وهذا التطور الهائل من حولنا ألا نتعظ ألا نتعاون على الحفاظ على المال العام وعلى تلحيم كل الثقب التي يهرب عبرها وإقامة توزيع عادل ؟ ؟ ؟ كفانا  حبا للذات وكفانا استصغارا للآخروكفانا هدما للنفس وللوطن  ما أسهل الهدم وما أصعب البناء وما أعز الباني وما أبخس الهادم