Home»Enseignement»سوسيولوجية التربية

سوسيولوجية التربية

2
Shares
PinterestGoogle+

أصبحت المدرسة اليوم تحمل نظرة للإصلاح داخلالمجتمع أقل وذلك، راجع لسمعتها التي أخذت في التراجع مقارنة مع ما كانت عليه فيالسابق. فمعلوم أن المجتمع أصبح يتطور بوثيرة سريعة ، مما يخلق عوائق كثيرة أماممنظومة التربية وعلى هذا الأساس أصبحت التربية تتخذ مفهوما ذا دلالة أكثر عمقا منالسابق ، إنه مفهوم سوسيولوجية التربية. فما دلالة هذا المفهوم ؟

ان سوسيولوجية التربية علم جد هام بالنظر إلى الدور الذي يقوم به في تطوير مفهوم التربية في علاقتها مع المؤسسات الاجتماعية والثقافية والتربوية، فالمؤسسة التربوية لها وظيفة مزدوجة وجدمعقدة ،فهي تعمل على نقل الموروث، موروث الأجيال السابقة، وفي نفس الوقت هيتستعد لاستقبال التغيرات والجديد الذي سيأتي به المستقبل .

تعمل سوسيولوجية التربية،  على تجاوز التصور الغير العلمي أي العامي الذي يمكن أن تتخذه المدرسة باعتبارها منتوجاجتماعي تربوي خاضع للتربية والتلقين لمجموعة من النظم والقيم أي انها تتولى وظيفةإعداد الناشئة، وتلقينهم لمبادئ وقيم المجتمع لتوجيه سلوكهم

فعلا، إن المدرسةظاهرة تاريخية ومجتمعية . لذلك ، نجد  أنماطا من العلاقات بين المدرسة والمجتمعوهي بمثابة واقع تاريخي بالمعنى الذي يفيد بأن هناك أشكال التداخل بين التاريخوالمجتمع والثقافة الذي تعرفه كل حضارات وشعوب العالم بدون استثناء

يرى عالم الإجماع الفرنسي إميل دوركهايم أن التربية، يجب أن تؤدي وظيفة التعليم والتوجيه بمعنى تلقينمجموعة من المبادئ والقيم للأجيال الصاعدة ، يعني التربية هنا لها وظيفةالاستمرارية في التشبت بالمبادئ الموروثة لأن العمل التربوي تحكمه المنظومةالتاريخية والمجتمعية بمعنى يجب نقل المعنى من عمقه التاريخي الى تمفصلاته البنيويةعلى اعتبار أن التربية لها وظائف محكومة بضرورتي التاريخ والمجتمع. وإذن وظيفةالتربية هاهنا وظيفة اجتماعية بالأساس لأنه فيها يتحقق فعل التكيف والاندماج

أما السوسيولوجي بير بورديوفهو، يؤكد في مشروعه الذي جاء به قصد مراجعة المنظومة التعليمية الفرنسية أواخرالستينات وبداية السبعينات على ضرورة مساءلة هذه المنظومة ونقدها بالتالي البحث عنالبدائل كي تؤدي المدرسة وظائفها العلمية والإجتماعية بنزاهة

في كتابه « إعادة الإنتاج » سيركز على العلاقة بين المنظومة التربوية والمنظومة الإجتماعية،  والذيسيعمل من خلاله على التأكيد على أن التربية يجب أن تكون لها وظائف ليست فقطاجتماعية،  بل أيضا يجب أن تتخذ هذه الوظائف دلالات ثقافية وفيه سيركز على أنللتربية وظيفة أساسية وهي: تأسيس وترسيخ العنف الرمزي، بمعنى يجب أن يتجلى للناسكافة ذلك الثقل الثقافي والإجتماعي الذي تمارسه سلطة التربية أو المدرسة وهوماسيعبر عنه بإعادة الإنتاج  أو « الهابتيس ». وهذا الأخير هو عبارة عن نشاطفكري ثقافي رمزي قادر على أن يستمر في ذوات الناس بعد التوقف عن الدراسة . إنه ذلك الفعل التربويالذي يعطيه التدرج في المستويات التعليمية .هو الزخم المعرفي الذي يبقى بعد نهايةالطور التعليمي والتكوين البيداغوجي

هذا من جهة، أما من جهة أخرى،  فإن الأمريكيكاستون  ميلاري في التصنيف الذي قدمه فيما يخص علوم التربية والذي كما هومعروف متضمن لثلاث فئات نجدهن يركز في سوسيولوجية التربية ملحا على ضرورة أن تلعبالمدرسة أدوار مهمة ووظائف من حبث انها مؤسسة وجدت خصيصا لكي تكون لها وظائف علىالناشئة من الطفولة حتى نهاية التمدرس فهي تقوم بالتنشئة والتلقين لمختلف المبادئوالنظم والقيم الذي يجب أيكون التدبير التربوي فيه محكما وممنهجا ومقننا

سوسيولوجية المدرسة حسبه دائما يجب أن تقوم بتحليلالمكان أي الموقع، ووظيفة المؤسسة التربوية في علاقتها بالمجتمع وبمختلف المؤسساتالأخرى المكونة لذلك المجتمع. كما يجب أن تقوم أيضا بوظيفة التعبير عن مختلفالمشاكل التي يمكن أن تكون بين المدرسة وباقي المؤسسات الاجتماعية الأخرى مركزة علىظروف التدريس و العوامل الاجتماعية التي تتأثر بذلك ، الوسط العائلي، ومنهجياتالتدريس

إجمالا،  يمكن القول،  بأن وظائفالتربية كبيرة وهامة فبالإضافة الى دورها الكبير في التنشئة الفردية والجماعيةباعتبار التربية نظام اجتماعي،  يتلقى من خلالها الفرد قواعد تربوية وقيمأخلاقية ذلك لما للأسرة والمجتمع من دور في ذلك تماما كما أسلفنا القول،  فإنها تعتبر ذلك التدبير الجيد للحر كيات المجتمعية والثقافية لكل حضارات وشعوبالعالم . ولاشك أن في عوامل مثل ظهور المجتمعات الصناعية وتوسع نظام الدولةاللبرالية الحديثة وكذا الممارسة العلمية وتوسيع منظومات المؤسسات المختلفةبالإضافة الى تطور العلوم الإنسانية خاصة منها علم النفس ، الأنتروبولوجيا ،السوسيولوجيا وعلم التاريخ، من أثر بالغ في تأسيس الطرح السوسيولوجي لمفهوم المدرسةكجزء لامحيد عنه في ظل المنظومة التربوية ككل

محمد كـــحــل

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *