إن عملية الإعدام الخاصة بالمجرمين القتلة تلجأ إليها المجتمعات من أجل تنقية نفسها من مرض عضال يهدد عموم البشر , فالإعدام كعملية جراحية تخلص الجسم من علة خطيرة على الصحة . أشكال لإعدام اختلفت حسب التطور التاريخي للمجتمعات فكان الشنق والحرق والرجم وصولا إلى الحقنة والرمي بالرصاص والكرسي الكهربائي .
وقد اشتهرت فرنسا في نهاية القرن 18 باختراع المقصلة من طرف الطبيب والبرلماني الفرنسي GUILLOTIN ومن اسمه اشتق كلمة LA GUILLOTINE : وهي الآلة التي أرعبت أوروبا لمدة طويلة .
قد استعملت الولايات لمتحدة الكرسي الكهربائي والغرفة الغازية ، واستعملت بعض الدول الأخرى الرمي بالرصاص واستعملت دولة إسلامية الرجم حتى الموت ………
وبصفة عامة استعمل حكم الإعدام كوسيلة لردع المجرمين القتلة – مع العلم أن بعض الدول أعدمت مثقفين أو سياسيين معارضين عوض المجرمين القتلة وهده حالات شاذة – فتعالت عدة أصوات للمطالبة بإلغاء عملية الإعدام وهو ما جعل عدد المجرمين يتكاثر في العالم مستغلين هذا الاتجاه الذي يريد إلغاء حكم الإعدام ……..
وبالرغم من محاولة النداءات لإلغاء حكم الإعدام فلازالت الدول تتمسك بهذا الإجراء الوقائي حيث أن الولايات المتحدة نفسها تطبقه في بعض الأحيان كما حدث مؤخرا مع المواطن الذي اعتدى على شرطي
وفي رأيي الشخصي ، يبدو لي أن تطبيق حكم الإعدام أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى والمبرر الأساسي هو أن الإجرام الخطير ازدادت شراسته تجاه الأبرياء من عموم الناس وتستعمل فيه أبشع الأسلحة البيضاء والخطيرة التي تنتج عنها جرائم وحشية تسيء إلى الإنسانية جمعاء .
وبالنسبة للدين الإسلامي ، فقد شرع لحماية الأمور الضرورية للمسلمين فرتبت حسب الأهمية كما يلي :
1 – حماية الدين . 2 – حماية النفس . 3 – حماية العقل . 4 – حماية العرض .
5 – حماية المال .
وعلى أساس هذا الترتيب وضعت المبادئ الخاصة لدفع الضرر عنها فيظهر أن حماية النفوس تأتي في المرتبة الثانية والمبدأ المرتبط بها هو : يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام ومن فروعه إعدام المجرم القاتل لتأمين المسلمين على أنفسهم ، لذا يبدو أن حكم الإعدام يشكل بلسما يشفي المجتمعات من المجرمين القتلة الذين يستغلون إلغاء حكم الإعدام للاستمرار في الجرائم المتكررة دون توقف خاصة في العالم العربي و الإسلامي حيث تكثر الجرائم البشعة والمشوهة للدين الإسلامي .
علي سحماوي – وجدة