هل يمكن اعتبار لقاء كندا للبحث في حقيقة أحداث شتنبر وخزة ضمير العالم ؟؟؟
هل يمكن اعتبار لقاء كندا للبحث في حقيقة أحداث شتنبر وخزة ضمير العالم ؟؟؟
محمد شركي
منذ أول يوم من أيام أحداث الحادي عشر من شتنبر قبل عشر سنوات وجدت روايتان متناقضتان لهذه الأحداث وهما : رواية الإدارة الأمريكية التي نسبت الأحداث لما يسمى تنظيم القاعدة ، ورواية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية ما حدث. واليوم وبعد مرور عشر سنوات على تلك الأحداث تجتمع فعاليات دولية في دولة كندا المجاورة للولايات المتحدة الأمريكية للبحث في حقيقة هذه الأحداث وكأن ضمير العالم قد تحرك أول مرة لمناقشة كل الفرضيات الممكنة لهذه الأحداث بما فيها فرضية تحميل النظام الأمريكي مسؤوليتها، خصوصا بعد انفجار ما يسمى وثائق وكيليكس الذي لم يكن أقل شأنا من انفجارات الحادي عشر من شتنبر. ولقد ظلت الشكوك تدور حول ضلوع النظام الأمريكي في أحداث الحادي عشر من شتنبر خصوصا بعد ما تهاوت ذرائع هذا النظام في العراق ، وفي أفغانستان ، وبعدما كشفت فظائع المعتقلات السرية لجهاز المخابرات الأمريكية ، والمعتقلات الرهيبة في كوانتنامو وقندهار وأبي غريب. وبعدما كشفت الأزمة الاقتصادية الأمريكية الخانقة وديونها الثقيلة الأسباب الحقيقية لصناعة أو فبركة أحداث الحادي عشر من شتنبر. وبات اليوم من المؤكد أن الإدارة الأمريكية كانت في أمس الحاجة إلى ذريعة لشرعنة احتلالها للعراق وأفغانستان ، ولابتزازها للأنظمة العربية والإسلامية قاطبة تحت شعار : » من ليس معنا فهو ضدنا » مما أطلق العنان لنفس الذريعة في كل أقطار العالم بما فيها الأقطار العربية لتسويقها وتطبيق الأجندة الأمريكية عن طريق هذا التسويق . ولقد كانت ذريعة محاربة الإرهاب كافية لتحقيق كل ما خطط له النظام الأمريكي وحلفاؤه الأوربيون خصوصا في المنطقة العربية من أجل ترجيح كفة الكيان الصهيوني الذي كشفت تصرفاته العنصرية ، وجرائمه حقيقته البغيضة . وبعد عقد من السنين استيقظت الشعوب العربية من سباتها ، وسفهت ذريعة ما يسمى الإرهاب مباشرة بعد انفجارات وثائق وكيليكس. وبعد انقشاع ضباب ذريعة محاربة الإرهاب بدأ العالم يستفيق أيضا من سباته ، وبدأت بوادر وخزة ضمير هذا العالم الذي لم يعد يصدق ذرائع ومبررات الغزو الأطلسي للبلاد العربية والإسلامية. فلقاء كندا سيكون حتما محطة تاريخية مهمة تزيل القناع عن تورط السياسة الأمريكية والأوروبية في فضائح أخلاقية ضد الشعوب العربية والإسلامية. ولقد قتل خلق كثير من العرب والمسلمين بسبب ذرائع محاربة الإرهاب في كل البلاد العربية والإسلامية . ولو عرضت جريمة الحادي عشر من شتنبر على القضاء في عالم يحكمه القانون حقيقة لما كانت النتيجة كل هذا العدد الهائل من الضحايا العرب والمسلمين حتى أنه يمكن مقارنة القتيل الأمريكي الواحد ف شتنبر بمئات الآلاف من العرب والمسلمين خلال عقد من السنين . وهذه فضيحة سيجلها التاريخ وسيذكرها باشمئزاز كما يذكر الفضائح والفظائع التي وقعت في الماضي.ولقد كانت ردة الفعل الأمريكية على أحداث الحادي عشر من شتنبر بمثابة عقاب جماعي للعرب والمسلمين ، ولا يخلو بيت عربي أو إسلامي لم يعان من هذا العقاب بشكل أو بآخر، ذلك أن ذريعة محاربة الإرهاب أعطت الضوء الأخضر للأنظمة العربية والإسلامية المستبدة لتصفية كل معارضة ، وكانت المداهمات والاعتقالات والمحاكمات الصورية التي شملت كل من له علاقة بالإسلام ولو كان مجرد لحية أو خمار أو صلاة. ولم يعرف العالم أفظع من فظاعة المعتقلات التي خصصت لتعذيب كل من أدين بالانتماء للإرهاب أو التعاطف معه . ولازالت بعض الأنظمة العربية والإسلامية المستبدة التي لم تهب عليها رياح ربيع الشعوب العربية والإسلامية ترتزق بذرائع محاربة الإرهاب في الوقت الذي صارالعالم يعقد لقاءات لمراجعة هذه الذرائع الذي بات من المؤكد تهافتها . فهل بالفعل سيتحرك ضمير العالم لتكون النتيجة هي الكشف عن تهافت ذرائع أحداث الحادي عشر من شتنبر ؟ وهل سيأتي مستقبلا زمن محاكمة ضحايا هذه الذرائع للجلادين الذين صنعو ا أحدث الحادي عشر من شتنبر لحاجة في نفس يعقوب ؟ أم ستتحول هذه الأحداث إلى محرقة أو إلى أو طابو يدان كل من يشكك فيهما ؟ فالأمر يتوقف على ضمير هذا العالم إن بقي له ضمير.
Aucun commentaire