تأثير الربيع العربي في وجود البوليساريو
جادت العدالة الإلهية برحم عادل إسمه الربيع العربي في زمن متشابك ،مثخن بالآثار السلبية لوصفات الجنون والعظمة،هذا الربيع قامت نسائمه بكنس كائنات ورموز آدمية ظلت تقتات لعقود كطفيليات من الجسم العربي السخي..ويظهر البوليساريو كإسم رنان من هؤلاء الضحايا الذين يغرقون في احتضارهم الأخير..خصوصا بسقوط جدار الخوف عند شعوب الأنظمة التي ظلت تعطي بسخاء لهذ التنظيم الذي(( أخر وحدتنا عشرات السنين)) بتعبير زعيم المعارضة التونسية راشد الغنوشي ، والذي قال أيضا في خضم هذا المناخ العربي الجديد((لو وحدنا المغرب العربي ما عاد شئ إسمه البوليساريو…درس الثورة هو أن نفكر في قضايا أمتنا تفكيرا جديدا))…
هذا الكيان أصبحت أوراقه في مهب الكتل الهوائية الجافة القادمة من جنوب الصحراء….مصائبه لم تأتي فرادى..فأصبح كذلك المفلس الذي تلم به المحن من كل صوب لا يكاد يخرج من مصيبة حتى يقع في أخرى..القرار ليس بيده مثل المصير تماما …إن سقط موكله سقط وإن سلم أسلم ..هي علاقة نفعية بين العائل والكائن المضيف كما يسمى في علم التطفل…فالرهائن في مخيمات تندوف ظلوا مرهونين بترف البرجوازية الجزائرية والقذافية وبصبيب البترودولار ..وكان المنح دائما رهينا بالتبجيل والولاء والتصفيق للزعيم المهووس بجمع أكبر قدر من الدويلات الإفريقية لمبايعته ملكا لملوك إفريقيا…لذلك تفرج العالم على تراجيديا تقتيل الشعب الليبي من طرف عصابات الجنرالات ومرتزقة البوليساريو للحفاظ على الزعيم الروحي الماهاتما القذافي …فبسقوط آخر شهيد سيكون عناصر البوليساريو على موعد مع الفردوس المفقود وهي الجنسية الليبية لإعمار هذا البلد المنكوب…أو تحقيق فدرالية قتلة يسميها القذافي ((بوليليبيا)على غرار مصطلح إسراطين الشهير…
إن بقاء نظام القذافي تبقى مسألة حياة أو موت بالنسبة للبوليساريو فقد قدم لها بسخاء قبل الجزائر نفسها الدعم المادي واللوجيسي منذ 1973 وأنشأ لها معسكرات تدريبية في الأراضي الليبية المفتوحة التي تتشابه مع الأراضي الجنوبية المغربية في التضاريس، لكن تشاء وحشية القذافي أن يحارب المرتزقة في بلاد هذه المعسكرات نفسها…وقد ضبط الثوار الليبيين العديد من المرتزقة الذين يحاربون نهارا ويأخذون رواتبهم مساءا ،دائما من أموال الليبيين …و أكد عبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي هذه المعطيات بأن لديه معلومات ووثائق تؤِكد تورط المرتزقة والجزائريين في تصفية أبناء شعبه، كما وجه الدكتور علي الريشي وزير الدولة السابق لشؤون الهجرة والمغتربين جام غضبه نحو البوليساريو بسبب إرسالهم مدربين لمساندة الطاغية القذافي في جرائمه…
ولعل بداية هذا المسلسل الدراماتيكي من 2011افتتح بحلقته الأولى حين ضبط المجتمع الدولي ضلوع البوليساريو في تهريب المخدرات القوية وسوق النخاسة السمراء من إفريقيا جنوب الصحراء تجاه أوروبا…
صرخة الداخل
لما كان الحراك الشعبي العربي يرمي إلى الإطاحة بالمعمرين وبالفساد بزغ في المخيمات/ تنظيم شباب الثورة الصحراوية/ فقد اتهموا الجبهة بالإستحواذ على أموال المساعدات الدولية والمجتمع الدولي والمحاباة والفساد والتفاوت الصارخ ،منتقدين عبد العزيز المراكشي الذي يعيش في الثراء الفاحش هو وعائلته بين الكناري ومربية وماتنساس الكوبية ومرغاريتا الفنزويلية….بعيدا عن لظى المخيمات …أما ابنته في إسبانيا فهي ترتاد أماكن لا يِؤمها حتى الإسبانيين …انتهازية الزعيم الكهل، جعلت أكبر المتفائلين يترقبون تصدعا حادا لدى الجبهة في المستقبل القريب خاصة بتلاشي احتمال أي مواجهة مجنونة بين المغرب والجزائر…لكون الشعب أصبح ورقة ضاغطة في أروقة السياسة بين البلدين …
معطيات ميدانية سلبية، جعلت المراكشي ، يراوح مكانه ومحط سخرية بالنسبة لأقرب مقربيه… يقول المفكر أرنست همنغواي : (( كلما تقدمنا بالعمر زاد ترددنا))
ومن بين معاونيه الذين انتقدوه بشدة وسخروا من هول اندحاره ويأسه، صدفا ولد محمد ولد باهيا ممثل البوليساريو في بولندا في رسالة موجهة إليه حيث قال(( لا تحبس نفسك في دائرة من العزلة والترقب،إفعل شيئا، ولا تخش ارتكاب الأخطاء فقد ارتكبت منها الكثير..ربما تحتضر البوليساريو ببطء لكن ذلك يتم على نحو مؤكد..))
فعلا يتم ذلك بنحو متسارع…. لذلك اتحد الخراب و الجنون في بلاد الشهيد عمر المختار …من أجل القتل.. لدرك آخر لحظة حياة ….
محمد بوعلالةhttp://facebook.com/bouallala.moha
Aucun commentaire