افتضاح مؤامرة الالتفاف حول الثورات العربية
من الواضح أن الثورات العربية باتت مستهدفة بشكل مكشوف ومفضوح مما يؤكد وجود مؤامرة محبوكة بشكل خبيث لإفراغ هذه الثورات من دلالتها . وليس من قبيل الصدف أن تواجه كل ثورة عربية بنوع من التآمر الخارجي المكشوف والداخلي المفضوح . وما يحدث في مصرالآن دليل قاطع على هذا التآمر حيث اتضح أن ما يسمى المجلس العسكري ما هو إلا حيلة خارجية مدبرة من أجل الالتفاف على مكاسب الثورة المصرية التي كانت بعد الثورة التونسية هي قائدة الثورات في البلاد العربية . ها قد انتهى كلام المجلس العسكري المعسول مع الشعب ،وبدأ التلويح بكل الخيارات بما فيها الخيار العسكري على الطريقة الليبية واليمنية والسورية . ولقد انكشفت ذريعة المجلس العسكري المصري التي تريد التمويه على مؤامرة الالتفاف على الثورة المصرية من خلال ما سمي هاجس الفوضى علما بأن إخلاء سبيل من أمر بإطلاق النار أو أطلق النار على طلائع شباب الثورة هو الفوضى عينها ذلك أنه لا يعقل أن يخلى سبيل المجرمين ويتم الدوس على دماء الضحايا . أين كان المجلس العسكري يوم جند النظام الساقط ما يسمى البلطجية بجمال وخيول وسيوف وعاثوا في أوساط المتظاهرين سلميا فسادا ؟ الآن يرى المجلس العسكري أن التجمع من جديد لحماية مكاسب الثورة عبارة عن فوضى في حين لا يرى في تطبيب الرئيس في شرم الشيخ ، وتبرئة حرمه ، والسكوت عن نجليه ، والمحاكمات الصورية لرموز نظامه فوضى . إن الولايات المتحدة عندما دخلت العراق غازية تحدثت عما سمته الشرق الأوسط الجديد الذي لم تستطع خلقه عن طريق الغزو ، فاغتنمت فرصة اندلاع الثورات العربية لتنفيذ مشروعها الخبيث الذي يضمن سلام وأمن واستمرار الكيان الصهيوني السرطاني . لقد تأكد أن الأنظمة العربية الفاسدة الساقط منها والذي في طريق السقوط ، والمخادع منها لا زالت قائمة ومستمرة لأن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من مصلحته ومن مصلحة الكيان الصهيوني استمرار وجود هذه الأنظمة الفاسدة .
والغرب ينهج أسلوب السخرية السخيفة من الشعوب العربية ذلك أن حلفه الأطلسي الذي استطاع دخول أفغانستان والبقاء فيها وغزا العراق عجز عن وضع نهاية للنظام الليبي في مدينة طرابلس ، فهذه مهزلة وسخرية ليس بعدها سخرية . والنظام الفرنسي الذي تدخل للإطاحة بنظام دولة ساحل العاج يتحدث عن الحلول السياسية في ليبيا لأنه لم ينس رشوة النظام الليبي الذي فضحه وفضح نفسه ومن عليه بها عندما تنكر له بسبب ثورة الشعب الليبي . وها هو النظام الليبي الذي اتهم الثورة بأنها صناعة تنظيم القاعدة يتبنى أسلوب تنظيم القاعدة ويهدد بإرسال من يفجر المدن الغربية ، ويهدد بغزو إسبانيا ليحولها إلى إلى فردوس موجود بعد فقد . والغرب بقضه وقضيضه لا يستطيع أن يفعل شيئا من أجل الشعب السوري الذي يذبح يوميا ، ويكتفي بالتهديد الشفوي ولا يحرك ساكنا أمام استفزاز النظام السوري له إلى حد محاصرة سفاراته والاعتداء عليها . والغرب يسكت عن جرائم النظام اليمني بالرغم من دخول الثورة اليمنية فترة الشهور عوض الأيام والأسابيع . والغرب متورط بشكل فاضح في كل البلاد العربية يوظف كل إمكانياته من أجل وقف عدوى الثورات العربية حرصا على موارد الطاقة التي تسير دواليبه ، وحرصا على استنزافها والعبث بالمال العربي السائب إنها أكبر وأخطر مؤامرة ضد الأمة العربية التي سئمت عهود الكساد والفساد ، وحلت أجيال جديدة سئمت الظلم والهوان محل أخرى شاخت وشابت وعاشت الخنوع والخضوع بعد أن قهرها الاستبداد والظلم المدعوم من طرف الغرب الحاقد الناقم الذي لا زال يدير مع الأمة العربية الإسلامية حروبه الصليبية بأقنعة عصرية مموهة . فعلى الشعوب العربية أن تصمد أمام مؤامرة الالتفاف على ثوراتها من خلال التصعيد وتقديم المزيد من التضحيات لأن الغرب ومن ورائه الأنظمة الفاسدة التي يدعمها والتي تخدم مصالحه يراهن على عامل الزمن ، من أجل إخماد جذوة نار الثورات العربية المستعرة ، و من أجل العودة إلى فصول جديدة من عهود الاستبداد والظلم والطغيان . وعلى الجيوش العربية من خلال أبنائها البررة الذي أدوا القسم من أجل الدفاع عن الأوطان وشعوبها أن يتدخلوا تدخل البطولة المعروفة في الجيوش العربية عبر التاريخ من أجل دعم الثورات الشعبية التي باتت ضحية مؤامرة الغرب الخارجية . فثمن الحرية غال وما ذلك على الشعوب والجيوش العربية بعزيز ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز .
Aucun commentaire