وقفة مع نتائج امتحانات شهادة الباكلوريا في الجهة الشرقية
جميل جدا أن تحظى نتائج امتحانات الباكلوريا لهذا الموسم الدراسي برضا المسؤولين في الجهة الشرقية نظرا لتميزها كما وكيفا كما جاء على لسان السيد مدير الأكاديمية ، وأجمل من ذلك أن تكون الجهة الشرقية أول جهات المملكة من حيث جودة التعلم حسب الدراسة التي تجرى سنويا لترتيب الجهات والمدن في ميادين تنموية منها ميدان المعرفة . والسؤال الذي يطرح نفسه كالعادة هو ما هي العوامل التي صنعت نتائج هذا الموسم الدراسي ؟ كلنا يعلم أن هذا الموسم تخللته إضرابات عديدة تسببت في هدر زمن مدرسي وزمن تعلم معتبرين مما انعكس على إنهاء المقررات في وقتها حتى كادت الوزارة أن تعلن عن سنة بيضاء بسبب ذلك . وكلنا يعلم أن هذه السنة عرفت حراك الشارع المغربي الشيء الذي أثر على السير العادي للدراسة ، ومع ذلك جاءت النتائج مرضية مما يعني أن وراء هذه النتائج أسباب لا بد أن تعرف لدى الرأي العام . وأول هذه الأسباب في اعتقادي هو أن أسئلة الامتحانات كانت في متناول المتعلمين حتى بلغ الأمر في بعض المواد تنكب المقترحين طرح أسئلة في أجزاء معتبرة من مقررات الدورة الثانية حسب تصريح المدرسين ، واقتصر الأمر في بعض المواد على الدروس الأولى من مقررات الدورة الأولى ، وعلى العموم عم حديث سهولة أسئلة الامتحانات في الأوساط التعليمية خلال هذا الموسم الدراسي .
وعندما نتأمل الكم والكيف في نتائج امتحانات الباكلوريا لهذا الموسم الدراسي في الجهة الشرقية نجد ظاهرة تفوق نتائج نيابة الناظور على نتائج باقي النيابات في الجهة الشرقية ، وهو أمر أثار الكثير من النقاش على مدى مواسم دراسية متعددة متوالية . ونفس النقاش أثير هذه السنة ، والمسؤولون في نيابة الناظور يواجهون دائما هذا السؤال : هل نتائجكم حقيقية ومستحقة أم أن الأمر يتعلق بترك الحبل على الغارب فيما يخص المراقبة بدافع التعصب علما بأن الحكايات المروية عن التسيب في المراقبة بالنسبة لبعض المؤسسات كثيرة ؟. وأنا دائما أكرر نفس الكلام بخصوص نتائج نيابة الناظور وهو : إن كانت هذه النتائج صحيحة ومستحقة فهنيئا لأبنائنا في هذه النيابة ، وحق للمسؤولين الفخر بها ، وعلى غيرهم في النيابات الأخرى الاستفادة من تجربة نيابة الناظور لبلوغ شأوها ،بل لا بد من إجراء دراسات وبحوث لمعرفة أسباب تقدم هذه النيابة على غيرها في الجهة من أجل الاستفادة منها خصوصا وأن رهان الوطن هو جودة التعليم . أما إذا كانت هذه النتائج وليدة ترك الحبل على الغارب فيما يخص المراقبة فحكم الحديث عنها كحكم الحديث عن الأحلام المزعجة أو الكوابيس يتفل ثلاثا عن الشمال ولا يحدث بها ، أما الافتخار بها فحكمه حكم المرائين الثلاثة يوم القيامة المجاهد والعالم والمنفق حيث يقال لهم فيم قتلتم ؟، وفيم تعلمتم ؟، وفيم أنفقتم ؟ فيقولون: في سبيل الله ، فيقال: لهم كذبتم بل ليقول الناس عنكم شهيد وعالم وكريم فقد قيل فادخلوا النار. ولهذا أقول للمسؤولين في نيابة الناظور أنتم وضمائركم فإن كان افتخاركم بالنتائج صحيحا فهنيئا لكم ولأبنائنا ، وإن كان الافتخار مغشوشا فعليكم وزر سنة الغش ووز من عمل بها إلى يوم القيامة ، واعلموا أن الله سائلكم لا محالة عن الأمانة التي قلدكم . وأخيرا أعلم أن بعض الذين دأبوا على ترك ما يأتي في الأقوال جانبا والاشتغال بتجريح القائلين سيؤولون أقوالي ويحملونها ما لا تحتمل ، بل قد يجدون الفرصة سانحة للتشكيك في حبي لأبناء وطني في نيابة الناظور ، وهؤلاء أقطع عليهم طريق هذا التشكيك بالقول إن الله يشهد وهو خير الشاهدين أنني أحب أبناء وطني جميعا ودون استثناء ، ولست من المتعصبين للجهات ولا للأعراق بل عصبيتي واحدة ووحيدة خصصتها لوطني الغالي الذي هو جسد واحد يتداعى لألم العضو الواحد ويفرح لفرحته . وكل ما أتمناه أن تكون نتائج أبنائنا في نيابة الناظور وغيرها صحيحة لا يشوبها تدليس لتكون فرحتنا حقيقية ، ولا يخدعنا الخادعون أصحاب المصالح والانتهازيون الذين يغامرون بمصالح أبنائنا ومستقبلهم ، ويكذبون عليهم ، ويغررون بهم ، ويدمرون رأسمال الوطن الغالي والسبيل الوحيد من أجل دفع قطار التنمية الشاملة قدما . فهنيئا لكل ابن مغربي بار نحج بجد واجتهاد وعن جدارة واستحقاق ، ولم يغش أمته ، ويا خسارة من غش نفسه وغش والديه ، وغش مؤسسته ، وغش مدرسيه ، وغش أمته ، فإنه لن يفلح حيث أتى . ويا ويل من سكت عن الغش من المسؤولين وافتخر بنتائجه .
2 Comments
قد يطول الحديث عن التقييم والتقويم في منظمتنا التربوية ولاكن ساركز فقط على الباكالوريا لاقول ما يلي:اذا كان النظام الجديد لتقييم شهادة البكالوريا يسعى الى خلق توازن منطقي لمجهود التلميذ وذلك باحتساب 25 % للامتحان الجهوي و25% بالنسبة للمراقبة المستمرة للسنة الثانية و50% للامتحان الوطني الا ان سوء استغلال هذا التقييم اتى بنتائج عكسية كان ضحيتها التلاميذ واوليائهم وسانطلق من الامتحان الجهوي وما ترتب عنه من نتائج اثرت سلبا على نفسية التلاميذ الذين حصلوا على معدل اقل من 10 حيث اصبح يشكل كابوس يلاحقهم خلال السنة الثانية باكالوريا رغم بعض الاجتهادات لترقيع هذه الوضعية كطلب التكرار وبشروط ، ام المراقبة المستمرة بالنسبة للسنة الثانية لا يمكن وضعها في اية خانة قابلة للتقييم لان الشوائب العالقة بها كثيرة لا دعي لذكرها ولا يمكن اعتمادها كمؤشر للنتيجة النهائية لشهادة البكالوريا وعليه ولاجل تكافئ الفرص بين كل التلاميذ على الصعيد الوطني واعطاء المصداقية الحقيقية لهذه الشهادة لابد من الرجوع الى النظام القديم وذلك وبالغاء الامتحان الجهوي والمراقبة المستمرة في السنة الثانية واعتماد امتحان وطني بدورتين مع امكانية استغلال نقط المراقبة المستمرة في عملية الانقاذ فقط
اما قضية ترتيب النيابات او الجهات وفي الحالة الراهنة لابد من اعتماد ثلاثة ترتيبات الاولى متعلقة بالامتحان الجهوي والثانية بالمراقبة المستمرة والثالثة بالامتحان الوطني لان العناصر الثلاثة تساهم كلها في النتيجة النهائية.
لا يمكنكم تخيل ما يجري بالناظور . انني اخجل من نفسي لكن ليس باليد حيلة …..ضاع التعليم لان مكارم الاخلاق لم تبق. يمكن ان اتقبل فكرة ان المعلم يكتب السؤال و الاجابة ويخدع ابرياء لكن ان تصل هده الظاهر الى صفوف اقسام الباكالوريا فهذا خطير
ضاع التغليم .