Home»International»ثورات ما بعد الثورة

ثورات ما بعد الثورة

0
Shares
PinterestGoogle+

لم تمض الا اشهر معدودات على حركة الثورات والاحتجاجات العربية سواء المنتهية شكلا أو المتواصلة ميدانيا لتكشف للعالم المستوى الرديئ والعبث الذي تعيشه اوطاننا العربية، أفرادا وجماعات ،كشفت مدى الحقد والكراهية التي يكنها بعضنا لبعض سواء من هذا الطرف او ذاك ،بل اظهرنا لهذا العالم تفنننا وابتكارنا واختراعنا لكل الوسائل لاجتثاث أنفسنا أو تشريدها ،اظهرنا للعالم الذي نهتم به ولا يهتم بنا مدى حدة سيوفنا على بعضنا، ومدى ليونتها على عدونا، حتى الشعارات اصبحنا نتباهى ونتفاخر بها ليتلذذ بها اطفالنا، فلا تكل السنتنا من ترديدها كلحن شجي يشفي غليلنا « ارحل » يقولها الابن لابيه او امه ، والاخ لأخيه ،والتلميذ لأستاذه، والجار لجاره لشدة كرهه له…..، »هرمنا » نقولها اعترافا بعدم القدرة للدفاع عن انفسنا من اعز الناس الينا….، »زنقة زنقة » للتعبير عن شراستنا وانتقامنا من احبتنا…..، »يريد ونريد » نقولها لتلبية انانيتنا ولو على حساب أوطاننا ، »بلطجية » نقولها تعبيرا لتخلف وهمجية مخالفينا وسوف لن تتوقف السنتنا عن الانجاب، لا ادري هل لخصوبة لغتنا أم جينات تطورت في جسدنا ؟
أجل إن الماء الراكد ،يزداد تعفنا كلما طال سكونه ،ووجب تحريكه، لكن ليس للاصطياد فيه، وهو ما ينطبق علينا، الكل « يريد » الاصطياد في هذا الماء العكر بحجة تحريكه دون حركته، لنتفاجأ جميعا بصيد عفن لم نكن ننتظره ،ماذا « نريد » بعد كل هذا؟ »نريد » تحريك الدم العكر المستوطن في قلبنا بدم المحبة والاخاء والوفاء،وتنقية مجرى شرايينه « زنقة زنقة » حتى يتخلص من شوائب أنانيتنا ،ليغدي كل جسدنا وليس جزءا منه، « نريد » انتعاش قلبنا بعد انعاشه ،لنخلصه من « هرمنا »، نريد ان « نرحل » جميعا على متن سفينة الوطن في رحلة الكشف والاستكشاف، دون ان تخرقها « بلطجيتنا » لأننا لا نملك بديلا لها لنجاتنا.
كلنا نحب وطننا ،كلنا نفتخر به ،كلنا ندافع عليه، كلنا « نريد » الرقي به الى مصاف الدول المتحضرة، لكن بتدافع العمل والبناء ،لا بتدافع الهدم ولو باللسان ،اجل ان التحديات كبيرة ،وتحدينا اكبر، كلنا مجبرون للتنازل لبعضنا ، والتصالح مع انفسنا ليتصالح الوطن معنا.
ان الثورة التي تقوم بها الشعوب العربية في هذه « اللحظة التاريخية » ماهي الا استيقاظ من سبات عميق يجب ان تحل محلها ثورات اخرى ضد الجهل والفقر والتبعية ثورات لبناء جيل جديد متشبع بالوطنية الحقة ،جيل يتنافس بالعلم وللعلم ،والذي سيوصله حتما لتجاهل ونسيان نرجسيته بألوانها المختلفة المتخلفة، ليتركها للوطن الرحب القادر على احتضانها.
كفى والف كفى ان نرى اوطننا تتمزق إربا إربا ،كفى والف كفى ان نرى اشلاء اطفالنا تزين شوارعنا، ودموع الثكالى تحرق ارضنا ،انهم ليسوا اطفال ولا ثكالى غزة ، انهم اطفال وثكالى الوطن.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *