Home»National»محنة رشيد نيني

محنة رشيد نيني

0
Shares
PinterestGoogle+

عجز الجسم الصحفي أن ينتج كفاءة كالتي يتمتع بها رشيد نيني.والحقيقة تقال إنني تيقنت أن للرجل غيرة على هذا الوطن ورغبة جامحة في ركوب سفينة الإصلاح والتغيير وذلك إبان تمرده على صفة المهاجر السري،وعودته غير مكره إلى الوطن الأم ،وهو الذي كان يمكنه أن يعيش هناك عيشة السعداء،لأن رجلا مثله له من الكفاءة ما يؤهله لتدبير العيش هناك ،إلا أنه آثر الرجوع إلى الوطن ممتطيا صهوة قلمه الذي لا يعرف الكلل ولا الملل،وكأني به كان يردد قول الشاعر (بلادي وإن جارت علي عزيزة     قومي وإن ضنوا علي كرام ).

وفعلا ترك رشيد بصماته على برنامج نوستالجيا الذي كانت تبثه القناة الثانية،حيث كان المغاربة يترقبون البرنامج بشوق كبير،والذي لازالت حلقاته عالقة بالأذهان لأن الكثير منا وجد فيها جزءا من سيرته.إلا أن عبقرية نيني وشهرته ستبرز من خلال عموده (شوف تشوف) هذا العمود الذي كان سببا في علو كعبه من خلال تحليله وعمق تفكيره فضلا عن تناوله لقضايا الأمة وانشغالاتها الآنية والمستقبلية،وهذا ما جعل الشعب المغربي يتفاعل مع العمود،فكثر بذلك القراء وكان طبيعيا أن تتصدر المساء المبيعات على المستوى الوطني،لأن الشعب يريد الحقيقة ساطعة جلية ،وهكذا في الوقت الذي كان رشيد يبسط أمامنا الحقائق كان الحاقدون والواقفون في وجه عجلة الإصلاح  يتربصون بالرجل فدبروا أمرا بليل ولفقوا التهم واعتقلوا الكلمة.

ونحن كقراء ما ذنبنا كي نحرم من إعلام مكتوب يمدنا بحق من حقوقنا ألا وهومعرفة ما يجري ببلدنا الحبيب.

وإن كنت أعجب فعجب لمن أقدموا على اسكات صوت الحقيقة،فهم عبثا يحاولون ،لأن الحقيقة بادية للعيان خصوصا في زمن اليوتوب والفيس بوك وغيرهما.

إن رشيد مواطن مغربي يقولون إنه يزرع اليأس والإحباط في المجتمع، ونحن من جهتنا كقراء نقول إنه على العكس من ذلك تماما فهو يزرع الأمل والأفق الجميل، بشرط واحد ووحيد ألا وهو محاسبة المفسدين ،والقطع مع السياسات التي أفقرت الأمة .

وما يقوم به رشيد في اعتقادي لايقل أهمية عن الذي يرابط في الحدود ،فذاك يحمي الوطن من العدو الخارجي ببندقيته ،وهذا ينافح عن الوطن من أن تطاله يد اللصوص والمفسدين من بني جلدتنا بقلمه.

ستعود لنا يا رشيد آجلا أم عاجلا لتفضح عبرعمودك المعرقلين لمسيرة التنمية،أما نحن قراؤك فلك علينا الوفاء والعرفان الجميل على ما قدمته لنا .ونحن نترقب ذلك الصباح الذي تطل به علينا عبر جريدتك الغراء المساء.أليس الصبح بقريب.

 

القارئ:الطاهر بونوة

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *