كثيرة هي مثبطات ومعوقات العمل التربوي داخل المؤسسة التعليمية وذلك نظرا لعدة اعتبارات سلوكية سوسيولوجية وسيكولوجية ومن اخطرها على الاطلاق الخوف والقلق الذي ينتاب المتعلم الصغير وبالخصوص في المستويات الدنيا حيث ان الطفل المتعلم لايزال بعد لم يتلاءم مع اجواء المدرسة وهذا المحيط الجديد الذي ارغم على ولوجه مكرها دون استشارته واخذ رايه وهذا ما يعبر عنه الفيلسوف الفرنسي الكبير =بيير بورديو =بالعنف الرمزي الذي يسلط على الطفل الصغير ويغير مسار حياته بعدما كان يتمتع بحريته كاملة غير منقوصة في البيت والشارع وبحرية اللعب بلا حدود واصبح اليوم مقيداببرامج يومية قارة لاقدرة له على تحملها والانسجام معها بحيث يصبح مكتوف الايدي في فضاء ضيق في الزمان والمكان ,وقد يكون دور المربي حاسما في هذه المرحلة العمرية الدقيقة للمتعلم فالسلوك الغير السوي اوالعنف قد يسبب اضطرابات وانواعا من الخوف والقلق من قبيل الغضب والاهانة والتهديد والمقارنات الغير ملائمة وقد تصل بعض الاحيان الى الحط من الكرامة و يتجلى ذلك في عدة مناحي قد لايشعر بها المربي او المعلم ,فالنقد السلبي يلحق ضررا نفسيا كبيرابالمتعلم لانه يفقده الثقة بالنفس وبالتالي يجعله يصرف النظر عن الاهتمام والتركيز ,ويجعله يفكر دائما في ما هو سلبي ولامنطقي بل يفكر في تغيير الوجهة الى مقاربات اخرى بعيدة  عن ضغوطات تلقي العلم والمعرفة لانها حسب رايه مهمة ثقيلة   على جميع الاصعدة  فعلى الرغم من التطور الذي تعرفه المؤسسات التعليمية فان بعض النقط السوداء تسجل بين الفينة والاخرى من قبيل ممارسة العنف على المتعلم وليس بالضرورة عنفا جسديا امعنويا بل عنفا رمزيا ويتجلى ذلك العنف في جزيئات بسيطة لكن لها عمقا نفسيا لايحس بها الا المتعلم وما اصعب ان يسجلها في الذاكرة لان ذاكرة المتعلم لن تنس ابدا الممارسات والمعاملات كيف ماكان نوعها حسنة ام سيئة وبالطبع السيئة منها لن تنسى ومن يعتقد ذلك فهو واهم ,ولنا نحن الكبارذكريات مريرة جدا مع المعاناة والالم خلال فترات الدراسة المبكرة بداية السبعينات ولاتزال موشومة في الذاكرة ولن يمحوها الزمان ابدا فجراحها لن تندمل بسهولة لان كل ماله ارتباط بالمعاناة والالم رغم انه يصنع المستحيل تبقى نتائجه ملازمة لمن يحملها ابد الدهر ,,,