حمودي البيهي العائد من مخيمات العار لـ الاتحاد الاشتراكي: أُرغمنا أطفالا على التدريب على استعمال كل الأسلحة في معسكرات كوبية
جلال كندالي
عاد إلى أرض الوطن، في الأسبوع الماضي الشاب حمودي البيهي، بعدما تمكن، بوسائله الخاصة، من التسلل من مخيمات العار، وبالضبط من مخيم أوسرت إلى موريتانيا ومنها الى المغرب، وفي لقاء مع جريدة الاتحاد الاشتراكي أكد البيهي البالغ من العمر 26 سنة، والذي تابع دراسته بكوبا، حيث حصل على دبلوم الصيدلة من جامعة خوسي رفائيل موروكس بغوانتانامو، أنه تم تهجيره إلى هذا البلد سنة 1989 في سن التاسعة من عمره بمعية ألف طفل لابعادهم عن أسرهم وذويهم، ووضعهم كرهائن حتى يحول مرتزقة البوليساريو دون التحاق هذه العائلات المغربية بأرض الوطن، وكذلك من أجل تهييئهم للانخراط في صفوف الجندية
·
ويؤكد البيهي أن المسؤولين بكوبا أخضعوه ، بمعية رفاقه من الأطفال آنذاك، لتداريب عسكرية مكثفة ومضنية بالمعسكرات الكوبية تحت إشراف مباشر من خبراء ينتمون لنفس البلد، إذ كانت هذه التداريب تقام في كل عطلة مدرسية· وتتركز على استعمال الأسلحة الخفيفة والثقيلة، من أجل استغلالهم لدى عودتهم لهذه المخيمات، الشيء الذي جعلهم يعيشون طفولة مغتصبة مما يتعارض مع كل المواثيق الدولية· وفيما يخص الشباب الذين يتمكنون من الحصول على دبلومات وشواهد علمية عالية فلا يكتب لهم الاندماج في أسلاك الجمهورية المزعومة، خاصة إذا كانوا من أبناء الفقراء، إذ ما أن يلتحقوا بمخيمات العار، حتى يتم سحب هذه الدبلومات المحصل عليها منهم، ومنحها لأبناء المسؤولين والميسورين الذين راكموا ثروات طائلة نتيجة المتاجرة بالأوضاع المأساوية للمغاربة هناك، أو إحراقها وإتلافها بالكامل، لإجبار هؤلاء الشباب على الالتحاق بصفوف الجندية · ويضيف حمودي البيهي، أن من لم يقبل بهذا الابتزاز يكون مصيره العطالة، وهو ما يفسر أن 95% من الشباب حاليا يعيشون عطالة قاتلة ووضعا اجتماعيا مأساويا
·
ويستطرد العائد من جحيم مخيمات العار، أنه بعد عودته من كوبا إلى مخيم أوسرت، التحق في اليوم الموالي بموريتانيا، حيث مكث هناك أسبوعا، قبل أن يلتحق ببلده الأم عبر كركارات المتواجدة ما بين الداخلة وموريتانيا
·
وقد سبق لوالده أن فرَّ من قبضة مرتزقة البوليساريو ليستقر مؤقتا بموريتانيا· وينحدر البيهي من مدينة سمارة، وبالضبط من قبيلة الشرفاء الركيبات، حيث أن العديد من أعمامه اليوم هم منتخبون سواء في الجهة أو في البرلمان المغربي، كما أن جده من أمه الشيخ علي كان ضمن الطاقم المسؤول عن تحديد الهوية
·
وعن الصورة الحقيقية التي وجد عليها المغرب ، أكد أن ما عاشه هذه الأيام في المغرب يدحض ادعاءات هؤلاء المرتزقة، إذ وقف بالملموس على الوضع القائم في البلد، بفضل المسلسل الذي تم تدشينه منذ سنوات
·
واعتبر أن الوضع الاجتماعي في مخيمات العار جد مأساوي، رغم المساعدات الانسانية المهمة لتحسينه، إلا أنها لم تكن تعرف طريقها لهؤلاء الضحايا، مؤكدا على أن المغاربة هناك هم بدورهم ضحايا السياسة الجزائرية، مشيرا إلى أنه من بين الاشاعات والادعاءات التي يتم الترويح لها من طرف هذه العصابة أن من التحق بأرض الوطن يتم حجز شواهده العلمية، وبالتالي حرمانه من الاندماج في الحياة الاجتماعية
·
ويختم حمودي البيهي كلامه بتوجيه نداء لكل الشباب المغربي بمخيمات تندوف، مؤكدا على أن أبواب المغرب مفتوحة على مصراعيها في وجه الجميع للالتحاق بوطنهم وعائلاتهم، كما يدعوهم للتخلص من الأفكار التي يُسوِّق لها مرتزقة البوليساريو، وكذلك الجزائر، لأنها ، بكل بساطة ، أفكار ضد المستقبل، وضد الشباب أنفسهم
·
عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
Aucun commentaire