أين نحن من هذه القيم ؟
تشرفت بحضور الدورة الأولى لجامعة بيت الحكمة ما بين 26 و29 يناير 2011 بالرباط بشراكة مع وزارة التربية الوطنية واتحاد الشباب الأرو-مغاربي، حول موضوع « القيم والمدرسة »،وكانت تهدف هذه الدورة إلى ترسيخ السلوك المدني عبر تكوين الشباب وتأطيرهم وتربيتهم على احترام القانون والاعتراف بالآخر، وقبول التعدد والاختلاف في إطار مبادئ الحرية والمساواة والتسامح والعقلانية. ومن بين ما جاء في مداخلة الأستاذ اسماعيل العلوي : » وأصبحت في زمننا الحالي مسألة القيم والهوية تطرح نفسها بحدة أكثر أمام زخم التحولات التي يعرفها العالم المعاصر بعد النجاح القهري في عولمة الاقتصاد عن طريق تعميم نمط الإنتاج الرأسمالي في أقصى وأبشع صوره والأزمات التي نجمت عن ذلك.
ففي خضم تحديات زمن العولمة هذا تطرح العديد من التساؤلات حول صيغ الانخراط في هذه الظروف الكونية الجديدة.
فإذا كان هذا الانخراط أمرا حتميا وشرطَ وجودٍ حضاري كما يقول البعض، فكيف يمكن تدبيره بعقلانيةٍ، وانفتاحٍ حضاري يتسم بالوعي بالذات وبالغير وبالشروط السوسيوتاريخية المحلية والكونية المحددة لهذا الانخراط؟
كيف يمكن تفادي أن يصبح هذا الانخراط عبارةً عن حشرٍ قسري وإكراهي في أتون هذا الزمن العولمي الغاشم بكل توجهاته المعلنة المضمرة منها والحسنة على السواء.
هل نملك، بالفعل، من الشروط والمؤهلات ما يجعل من هذا الانخراط انخراطا منتجا وفاعلا بالنسبة لنا..؟ »
و من بين القيم التي تم إعلانهـا كمرتكزات ثابتة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والمتمثلة فـي:
– قيـم العقيدة الإسلامية السمحة؛
– قيـم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية؛
– قيـم المواطنـة؛
– قيـم حقوق الإنسان ومبادئها الكونيـة.
أين نحن من هذه القيم ؟
وانسجاما مع هذه القيم، يخضع نظام التربية والتكوين للحاجات المتجددة للمجتمع المغربي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي من جهة، وللحاجات الشخصية للمتعلمين من جهة أخرى.
ويتوخى من أجل ذلك الغايات التالية:
§ ترسيخ الهوية المغربية الإسلامية والحضارية والوعي بتنوع وتفاعل وتكامل روافدها؛
§ التفتح على مكاسب ومنجزات الحضارة الإنسانية المعاصرة؛
§ تكريس حب الوطن وتعزيز الرغبة في خدمته؛
§ تكريس حب المعرفة وطلب العلم والبحث والاكتشاف؛
§ المساهمة في تطوير العلوم والتكنولوجيا الجديدة؛
§ تنمية الوعي بالواجبـات والحقوق؛
§ التربية على المواطنة وممارسة الديموقراطية؛
§ التشبع بروح الحوار والتسامح وقبول الاختلاف؛
§ ترسيخ قيم المعاصرة والحداثة؛
§ التمكن من التواصل بمختلف أشكاله وأساليبه؛
§ التفتح على التكوين المهني المستمر؛
§ تنمية الذوق الجمالي والإنتاج الفني والتكوين الحرفي في مجالات الفنون والتقنيات؛
§ تنميـة القدرة على المشاركة الإيجابية في الشأن المحلي والوطني؛
يعمل نظام التربية والتكوين بمختلف الآليات والوسائل للاستجابة للحاجات الشخصية للمتعلمين المتمثلة فيما يلي:
§ الثقة بالنفس والتفتح على الغير؛
§ الاستقلالية في التفكير والممارسة؛
§ التفاعل الإيجابي مع المحيط الاجتماعي على اختلاف مستوياته؛
§ التحلي بروح المسؤولية والانضباط؛
§ ممارسة المواطنة والديموقراطية؛
§ إعمال العقل واعتماد الفكر النقدي؛
§ الإنتاجية والمردودية؛
§ تثمين العمل والاجتهاد والمثابرة؛
§ المبادرة والابتكار والإبداع؛
§ التنافسية الإيجابية؛
§ الوعي بالزمن والوقت كقيمة أساسية في المدرسة وفي الحياة؛
§ احترام البيئة الطبيعية والتعامل الإيجابي مع الثقافة الشعبية والموروث الثقافي والحضاري المغربي.
وقالت السيدة لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الجامعة ، إن ورش القيم في المدرسة الوطنية، باعتباره مشروعا انطلق منذ سنوات عبر مجموعة من المبادرات المتعددة، هو ورش يتم الاشتغال عليه حاليا في إطار مسار تراكمي يتميز بدينامية قوية، مثمرة ومتفاعلة مع التحولات الجهوية والعالمية، وضمن سياق خاص يتميز بإصلاح منظومة التربية والتكوين وبالنهوض بثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية. ولن تكون قيم المدرسة شيئا آخر غير احترام الآخر وأمنه، وأمن الجماعات وكرامة الأفراد وحرمتهم في إطار المبادئ والمكتسبات. وعلينا جميعا كمسؤولين أن نبحث عن إخفاقاتنا في ممارستنا والبحث عن السبل لتداركها وإعادة الثقة لتلامذتنا وإنقاذهم من الهذر والضياع
.
ذ.يحيى قرني
Aucun commentaire